Thursday, September 29, 2005



سلامات ....



لقد قلت سابقاً بأنني سوف أنشر بعض الصورالتي صورتها بالكاميرا المرحومة

أتمني أن تحظي بإعجابكم (لا في الحقيقة عادي لو معجبكوش برده )


الصور أهو



الصورة بتاعة الإيدين دي في الحقيقة مش أنا اللي مصوّراها ، بس صوّرها شاب من فنون جميلة المنيا كان معانا ساعتها و صوّر لي الصورة دي بالمعاونة مع آنسة أخري من فنون جميلة اسكندرية ( الله يمسيهم بالخير :))


البنت دي شفتها في يوم تعيس بس بعد كدا أحلو و أنا بشرب الشاي في الشارع ، جت عشان تبعلنا مناديل ، في الحقيقة عجبتني عينيها و الهدوء المتناقض مع طفولتها ، كانت قرفانة منّي و أنا بصورها بس اشتريت منها علبتين مناديل عشان متزعلش:)


في الحقيقة دي من الصور اللي أنا معتزّة بيها ، كان وقت غروب (طبعاً) و كنا في الأوبرا ، كان اليوم دا بالذات أشكال السحاب فيه كانت باهرة وغير طبيعية


دي صور من الصور المفضلة عندي

و بس كده

.....................

Sunday, September 25, 2005

أنا و الكاميرا المرحومة

كل شخص منا حينما يري مشهد ما أعجبه و أراد تخزينه في عقله من جماله بالتأكيد سيقول:
اااااه لو كان معايا الكاميرا دلوقتي!!

و هذه العبارة في الحقيقة-في الماضي- من كثرة ترديدي لها أصبح لدي إصرار على تصوير الأشياء ،ولكن الأمر أصبح مكلّف و في نفس الوقت النتائج بعد تحميض الصور كانت غير مرضية بتاتاً
بالتأكيد لم يكن لدي طموح ما في تصوير صور فنية مثلا ، لكن بما أنني أحب الرسم جدا فتصوير الأشياء كان يساعدني علي رسم ما أحبه من مشاهد لكي يسهل تخزينها في العقل و بالتالي يساعدني في تسجيلها علي الورق (كبديل للموديل نظراً لوجود أزمة الموديل في وسطي المعيشي)

علي سبيل المثال مشهد السماء ،الأشجار،رجل (أو امرأة)عجوز يفترش الأرض ، امرأة جميلة ،رجل جميل الخ الخ ،و مررت بفترة من الهوس بملاحظة الأشياء من حولي ( فكلما يزداد هوسي بالرسم ، تزداد الملاحظات (طردية) )

و هنا جاء أبي عائدا من مؤتمر قصير قضاه في اليابان بكاميرا ديجيتال (كانون)
في أول الأمر لم تستهوني كثيراً ، نظرا لأن العبدة لله عدوة لكل ما يمت بصلة ل(التكنولوجيا الحديثة) ،فكل ماهو جديد في عالم (التكنولوبيا) أظل أتشممه و أتفحصه بحذر و أتأكد جيدا أنه غير مخل لآداب الروح ثم أجرب استعماله بعد ذلك

فأبي بعد عودته النهائية من اليابان قبل سنين ،أصابه نوعا من الإحباط يصاب به العائدون من دول العالم الأول بعد إقامة سنين لا بأس بها في دولة ما من هذه الدول
ففي هذه الأحوال يعود الفرد و قد رأي كيف تكون الحياة و كيف يكون النور ،ثم يعود مكتشفا أنه عاد لنفس الجُحر الذي لم يكن يعلم أنه جُحر قبل ذهابه إلي النور..أقصد البلد المتقدم

و لذلك منذ ذلك اليوم و هو يحاول العودة من حين لآخر،وأنا و الأخوة الأعزاء بالطبع مستفيدون من الأمر لأنه يأتي محملا بالكتب اليابانية المطلوبة و بعض الأصناف اليابانية المحببة
و لكن لم أتوقع أنه سيجلب معه كاميرا ديجيتال
شيئا فشيئا بعد مراحل الحذر ثم( التشمشم) ثم التجريب بدأت في الإندماج مع الكاميرا و خاصة انه قد حلّ نهائيا مشكلة الرغبة في التقاط اللحظة و التي كانت تصيبني بالإحباط لأن عينيّ لم تكن كاميرا لكي أسجلها
و سعدت جدا بها ،وقلت في نفسي أن أبي قد اشتري أخيراً شيئا مفيدا بالفعل (وهذا لا يحدث كثيراً مع أبي )

سأنشر بعض الصور في المرة القادمة بإذن الله

أما عن لماذا هي مرحومة ؟ شيء منطقي طبعا ! كيف لم تستنتجوا السبب !؟ لقد نسيتها في التاكسي !!
و بالطبع لم تعلم العائلة المبجلة (فيما عدا أصدقائي المقربين و الذين ساعدوني في رحلة البحث المضنية) إلا بعد شهر، حينما سأل عنها أبي في شك قائلا أنها مختفية منذ زمن
وبالطبع هو كان ثائراً في أول الأمر (لكن دموع التماسيح عملت مفعولها ،أصل الدموع خلصت بعد شهر من البحث) ،ولكن بعد ذلك تحول الغضب إلي خوف من تصرّفاتي لأنني استطعت و بنجاح بأن أكتم عنهم شيئا كهذا، وخشي أن قد أكون أخفيت عنهم أشياء أخري أدهي و أمرّ (خيال الأبهات بقي انتو عارفين)

و حمدا لله أن بقايا عقلي لم يطر من جراء ذلك الأمر لأنني حزنت جداً جداً علي الكاميرا المرحومة و أتمني في يوم ما أن أجلب مثلها بمالي الحرّ (محدّش يضحك)

و إلي الآن تملؤني الحسرة حينما أري لحظة من اللحظات الخاطفة الجميلة التي أراها في الطرق متمنية تصويرها ولكني أعود و أحمد الله أنني علي الأقل قد أشبعت - ولو فترة- هوس التصوير

و في الحقيقة هذه الفترة كانت كفيلة بعلاجي من هذا الهوس،.....وربما يكون علاجاً مؤقتاً !!


Wednesday, September 21, 2005

حنين أم هلاوس ؟

سلام عليكم

سمعت منذ يومين مقطوعة هندية قديمة ، ذكَّرتني بأماكن لم أذهب إليها ، و بأناس لم أرهم من قبل ، و برائحة تراب لم أشمها أبدا

المكان يملؤه أشجار متربة ، و أناس أيضا متربين سعداء و سماء زرقاء جميلة ،و الطقس حار جدا و جاف ولكن يساعدك علي استنشاق الهواء جيدا
و أحسست بألفة شديدة و ظللت أجوس في المكان متنقلة و يشمل المكان الهدوء الباعث إلي السكينة و أدركت أن هذا أرضي التي سأنبش فيها حفرتي لكي أرقد فيها في سلام

مثلما تفعل الأفيال ، أتدرون ؟ حينما يقترب دنو أجلها تذهب إلي الأرض التي تريد أن تموت فيها (متي سمعت هذا من قبل ؟)

ولكني أعود إلي الواقع مثل كل مرة و أري الأجهزة الإلكتنرونية و النوافذ الزجاجية ، و كراسي و قلوب بلاستيكية
لا هواء جاف نقي
لا تراب صافي
لا أرض مألوفة
........

فقط الحنين إلي لا شيء

Monday, September 19, 2005

الجوافة والوحدة...وماما


سلام عليكم

من أكثر الفواكه التي أحبها هي الجوافة......

ففي كل عام تأتي فترة من فترات السنة أشتم فيها رائحة الجوافة من أي (فكهاني ) في الطريق ،حينها أقول :

-اااه ، موسم الجوافة جِه !!

وبما أن عائلتي الكريمة لا تحب الجوافة ، فغالبا أشتريها من ميزانيتي (الكحيانة دائما ) ، و لكن أقل كمية ممكنة حتي آكلها لوحدي

-هو أنا هصرف عليهم كمان ؟

أحيانا أستعجب من حبي المفرط للجوافة ،حتي أنه من الممكن أن أقضي يوما ًكاملا تقريبا ًلا آكل فيه إلا الجوافة و لا أشعر بأي غضاضة في الأمر، وأظل أتأمل في لونها و شكلها،وآخذ لها مقطع عرضي (وترتيب البذور بتبقي زيّ الزهرة)

و هنا طرأ لي تفسير بدا لي مقنعا إلي حد ما
سألت أمي :
- ماما ، هو انتي كنتي بتتوحّمي علي الجوافة لما كنتي حامل فيّا ؟
تجاهلتني في أول الأمر، ربما من فرط غباء السؤال ،ولكني ألححت عليها في طلب الإجابة فقالت لي:
- لا يا حبيبتي ،اشمعني ؟
- لا يعني ...عشان أنا بموت في الجوافة
كانت أمي حاملاً في ّحينما كانت في اليابان ، و بما أن فاكهة الجوافة غير شائعة هناك فربما كانت أمي حينما انتابها الحاجة إلي هذه الفاكهة لم تستطع الحصول عليها
- أكيد انتي مش فاكرة يا ماما ، صح ؟
- .......(غيظ مكتوم )

ظاهرة التوحُّم ربما ظاهرة شعبية شائعة تنتاب للسيدات الحوامل ، وبما أن هذه الفكرة قد استهلكت في معظم الأفلام و المسلسلات ربما أصبحت مبتذلة نوعاً
لكن مهلاً، لقد قرأت في مجلة ما (هل كانت مجلة؟) أن الحالة النفسية لسيدات الحوامل قد تنتقل إلي الجنين الذي تحمله السيدة
يقال حتي أن جين الإكتئاب قد ينتقل بنسبة 70% ( لا دي قريتها في مجلة فعلا )
وهذا يعني أن الجنين يتفاعل بشكل ما مع الأم التي تحمله
و ينصح الأطباء الحوامل بالتواصل مع الجنين و الحديث معه لأن الجنين يصدر رد فعل من هذا الحديث

إذا فالحالة النفسية للأم يمكن أن تنتقل ببساطة إلي الجنين بل و يشعر بها

- طب ماما ، احكيلي عن ظروفك كده لمّا كنتي حامل فيّا
- .......كان أبوكي مشغول عشان كان بيحضّر الدكتوراة بتاعته ، و كنت لوحدي دايما
- (إخْص علي كده ) طيب ظروف الولادة كانت عاملة ازاي ؟
- لا الولادة كانت طبيعية ، هاهاها،فكرتيني و الله ، يوميها رحت المستشفي لوحدي، لما حسّيت إنه آن الأوان قمت لمّة شوية الهدوم ورحت المستشفي
- يا نهاري!، أمّال جوزك كان فين ساعتها ؟
- كان مشغول....كان بيحضّر الدكتوراة بقي
في الحقيقة غمرني إحساس ما بالحزن علي أمي
فكل امرأة حينما تصبح حاملا ، تحتاج غالباً إلي الصُحبة و المساندة و إلي أن تكون محاطة بذويها سواء من أم و أخوات (أو أي نيلة)
-عشان كده بقيييي
-إيه ؟ تقصدي إيه ؟
-لا ، ولا حاجة يا جميلة......
.................

أمن أجل هذا السبب...
يأكلني الإحساس بالوحدة دائما ؟.....



(أيتها السيدات الحوامل(أو من سيكوننّ كذلك) ،
حذار من الإكتئاب
من أجل مستقبل أولادكن )
(فنحن معا نرعاكنَّ )




Friday, September 16, 2005

I walk alone...


cottfried helnwein 2003


Thursday, September 15, 2005


الأدب النسائي و باولا....

في ما مضي من الأيام،حينما كنت أقرأ الأعمال الروائية النسائية ،كان شعور ما بالنقص ينتابني .....


معذرة للسيدات ، فأنا أعلم حينما يقرءون هذا القول ربما يرغبون في لكم أنفي ( بس أنا برده بنت يا جماعة )
فأنا أحبذ في الروايات أن يتضمنها بعض الموضوعية-و يا حبذا لو الكثير منها -في نظرتها للأمور، و إلا كيف يتناول الأديب قصص حياة لشخصيات متعددة و مختلفة كل شخصية لها ظروفها و تفكيرها الخاص؟

إذًا يتطلب الأمر شيئا من بُعد النظر و الموضوعية
فحينما أقرأ لأديبة ما ، أشعر بأن هناك خطأ ما في الموضوع ،ربما لأن الرواية تشوبها الكثيرمن العاطفة الزائدة التي تحوّلها إلى وسيلة للتعبير عما في نفس الأديبة ويختل مسار الأحداث ؟ أم أن هناك محاولة فاشلة للكتابة بجرأة لكي تثبت أن الأدب الجريء ليس للرجال فقط ؟ أم ماذا ؟
بالطبع هذا ليس في الأدب النسائي فقط ،ربما نراه عند بعض الأدباء الذكور
و لكن لنتحدث هنا عن الأدب النسائي فقط
إن أجمل ما في المرأة هو كونها امرأة ،فلماذا تحيد عن هذا المسار وتتجرد من أنوثتها لمجرد أنها تريد الدخول في السلك الأدبي مثلا ؟
و بالتأكيد هذا ليس في المجال الأدبي فقط ،ربما هناك مجالات أخري - برغم عدم وجود مجهود عضلي يُذكر فيها- إلا أنه يغلُب عليها الوجود الذكري......

حينما تمتزج الموهبة بالمشاعر النسوية تُنتج خليط جميل نادر يعجز عن إبداعه الرجال فيما أعتقد ، فمن الأفضل للمرأة بالتأكيد أن تتمسك بمشاعرها الأنثوية في مجال الإبداع و ليس العكس.....
شعرت بذلك كله حينما قرأت رواية طويلة لإيزابيل الليندي ،وهي رواية ( باولا )والتي شعرت فيها بقوة و حكمة الأنثي حينما تكتب و تشعر بالحياة
فحكمة الأنثي غالبا تكون ممتزجة بالأمومة ،و علي ما أعتقد أن إحساس الأمومة خاصة ينبثق منه العديد من المشاعر منها الحنان و الرغبة في حماية الوليد و القوة و التفكُّر في الذات والروح ( نظرا لما في تجربة الحمل من روحانية)
وفي هذه الرواية تثبت (إيزابيل) ذلك كلّه ،فلم أر (إلي الآن) رواية مُخلَصة-إن جاز هذا التعبير-أكثر من هذه الرواية
فهي تكتبها لابنتها ( باولا ) و التي سقطت في غيبوبة عميقة من جراء داء خطير اسمه (الفرفرين )وكانت في الثامنة و العشرين من عمرها،و حتي لا تسقط (إيزابيل)في بحر الجنون حزناً علي ابنتها الغائبة عن العالم ،أخذت تسجل سيرة ذاتية خاصة بالعائلة لكي تقرأها باولا بعد شفائها من الغيبوبة، و يبدو أنها كانت تكتب في أول الأمر مع شائبة من الأمل في أنها ستفيق بعد فترة قصيرة و لكن الغيبوبة امتدت فتحول العمل من مجرد سيرة ذاتية للعائلة فقط إلي سيرتها الذاتية أيضا و تتضمن الرواية نظرتها الخاصة للحياة ومرحلة طفولتها و مراهقتها و شبابها المفعم بالنشاط و الأمل إلي مرحلة كهولتها و صدمة اكتشافها أنها لم تفعل بعد ما كانت تتمناه إلي حاضرها الأليم .....
تتحدث فيها عن وطنها تشيلي و ما حدث فيه من انقلاب عسكري في السبعينيات أدي إلي إسقاط الحكم الاشتراكي و قيام الدولة العسكرية الدكتاتورية بقيادة العسكري (بينوشيت) ومن ثم هروبها من الوطن هي ثم أسرتها لما تلقته من تهديدات لأنها كانت تقوم بمساعدات للمعارضين الوطنيين ثم عودتها إلي الوطن بعد ثلاثة عشرعاماً
و في ذلك تقول:
(لا أستطيع أن أصف التأثر الذي أحسست به و أنا أجتاز قمم سلسلة جبال الأنديز المهيبة و أطأ أرض بلادي من جديد ، و أتنفس هواء الوادي، و أسمع لهجتنا و أتلقي في مكتب الهجرة تلك التحية ذات النبرة الوقورة،التي تشبه التحذير، وهي سمة تقليدية لدي موظفينا العامين )
أيضا :
(إن هذه العودة إلي وطني هي بالنسبة لي تشبيه مجازي كامل لوجودي .فقد خرجت هاربة وخائفة ووحيدة في غروب شتائي غائم،ورجعت ظافرة و أنا أمسك بيد زوجي في صباح صيفي رائع .إن حياتي مشكلة من المتناقضات، و قد تعلمت أن أري وجهي العملة. ففي لحظات أكبر النجاحات يبقي ماثلاً في ذهني أن لحظات ألم كبيرة أخري تنتظرني في الطريق،و عندما أكون غارقة في المصيبة، أنتظر الشمس التي ستشرق بعد قليل)
و تقطع شريط الذاكرة من حين لآخر-في الرواية بالطبع- لتعود إلي باولا و هي تصف تطورات المرض في حزن أتعبه الفزع
و لذلك أحسست فعلا أن هذه الرواية مخلصة ، فهي لا تتحدث عن قضية بعينها ،سواء قضية دينية أو قضية فلسفية أو اجتماعية الخ الخ
و لكنها كانت تكتب فقط من أجل باولا ،و غرض الرواية كله انبثق من حبها لباولا و حزنها عليها..... فالحزن- نوعا ما- تتكشّف لك من خلاله أموراً كثيرة لم تكن في الحُسبان
فأنا أعتبره نوع من صَنْفرة النّفس.....
و نترككم مع بعض المقتطفات (التي أعجبتني) لهذه الكاتبة الجميلة :
( قالت لي أمي موضحة :
اهدئي! ، فليس في الحلم نذير شؤم ،وليس لحلمك أية علاقة بباولا ،فأنت جميع شخصيات هذا الحلم،أنت الطفلة ذات الإثني عشرة سنة التي مازالت تستطيع التحليق بحرية ،في تلك السن وَدّعتِ البراءة وماتت الطفلة التي كنتها
لقد تجرعتِ شراب الموت الذي لابد لنا نحن النساء جميعاً من شربه عاجلاًَ أو آجلاَ،ألم تلاحظي أننا ما إن نصل سن البلوغ حتي نفقد همة الأمازونيات التي نحملها منذ المهد و نتحول إلي كائنات مخصية تملؤها الشكوك؟ و المرأة التي علقت في الصومعة هي أنت نفسك أيضا،سجينة محدودية حياة البلوغ ،إن الشرط الأنثوي نكبة يا ابنتي،إنه مثل أحجار مربوطة بالرسغين لا يمكن معها التحليق...)
ممممم... (ربما أمي يعجبها هذا القول لكن)لا أعتقد أنها لا تستطيع التحليق ولكن يعجبني هذا المقتطف علي أية حال لما فيه من جدية
(نحن الذين ننتظر في ممر الخطى الضائعة...بعض العبر.... )
................................
( أنكون أنا و باولا قد أحببنا كثيراَ،واستنفدنا بشراهة السعادة المخصصة لنا؟ أنكون قد التهمنا الحياة؟ إنني مازلت أحتفظ بحب غير محدود لها،ولكنها لم تعد تحتاجه كما يبدو...)
.........................................
( إن العملية البهيجة للحبل بطفل،والصبر بحمله، والقوة في إخراجه إلي الحياة، والشعور العميق بالدهشة الذي تنتهي به تلك العملية، لا يمكن مقارنتها إلا بإبداع كتاب، إن الأولاد مثل الكتب، هم رحلة إلي أعماق النفس حيث الجسد و العقل و الروح يبدلون اتجاههم و يتحولون إلي مركز الوجود نفسه)
....................................

(وداعاَ يا باولا المرأة ، أهلا يا باولا الروح )

............................

و في الختام أشكر المترجم (صلاح علماني ) فلولاه لما استطعت قراءة هذه الرواية أبداً(علي أساس مبدأ أهمية المترجم ) و أشكر الأستاذ الذي استعرت منه الكتاب و الذي فيما يبدو قد استنفد كل الأدعية عليّ لأن الكتاب معي منذ فترة طويلة ( معلش يا أستاذ أعمل إيه لو بودّي كنت اشتريته بس يعنييي الكتاب ب70 جنيه ماهو حرام برده ، هرجّعه لك بإذن الله و لا تزعل يا أستاذ )
....

و السلام ختام

Saturday, September 10, 2005



عن الإعدام رميا بالرصاص

يتم الإعدام في العادة ببنادق طويلة الفوهة، ويمكن أن يكون الضحية جالسا أو واقفا لكنه يكون مقيدا في كل الأحوال كما يكون في العادة معصوب العينين

يقوم بتنفيذ هذه العملية مجموعة من الجنود يقفون في صف واحد ، و يصوبون أسلحتهم تجاه المحكوم عليه ، ثم يطلقون الرصاص في نفس اللحظة، ذلك كي لا يتحمل واحد من الجنود قتل المحكوم عليه و انما تتوزع المسئولية عليهم جميعا ، كما أنه لا يمكن معرفة رصاصة أيهم هي التي أصابته في مقتل

عادة ما يعطي أحد الجنود بندقية بها خزان طلقات فارغة ،و لا يقال لأي منهم مع من تكون هذه البندقية الفارغة

هناك نظريتان لتفسير هذا السلوك.....

الأولي :هي أن تجعل كل جندي يأمل أن تكون بندقيته هي الفارغة و بالتالي لن يشعر بالذنب أو بتأنيب الضمير،و هذا يجعل تردد الجنود في إطلاق النار أقل

الثانية :هي أن هذا الأمر يعطي للجنود فرصة بأن يعتقدوا فيما بعد أنهم لم يقتلوا أحدا ، و أنه هو شخصيا لم يكن سببا في قتل الضحية ، وهم يميلون دائما إلي إيهام أنفسهم بهذا الشعور

د.ميشيل حنا من جريدة الدستور

Thursday, September 08, 2005

اخترنااك...اخترناك....


اليوم يوم الإانتخابات... قلت ذلك لنفسي و داء التفاؤل يدفعني إلي حالة من الحماس
اندفعت إلي التليفون لكي أدعو جميع أصدقائي الأجلاء إلي التصويت معي ضد مبارك، والردود كانت مبشرة بحق :
-لا ، أنا مش مقتنعة بأي حد ، و بعدين انتخابات إيه و نيلة إيه يا بنتي ، كبرييييي
-لا ، أنا هنتخب مبارك مع بابا ، نور إيه اللي بتقولي عليه دا ، دا عيل !!

المهم ، انتهي الأمر بي إلي صديقتي (ر) و أختي ، و بما ان أختي العزيزة لم تجد بطاقتها الشخصية ، فأصبحنا اثنين ، و ماله! كده أخف !!
ذهبنا إلي الدائرة التابعة لمنطقتنا ، رأينا رجلا في منتصف العمر، رحّب بنا و قال من ستنتخبون ؟
يا حبة عيني (ر) اتزحلقت من لسانها و قالت : أيمن نور
هنا اكفهر وجه الراجل و نظر لنا شذرا ( في إيه يا عم الحج ) قائلا أن لا هناك كشوفات و لا انتخابات و لا يحزنون و أخذ يلوح بيده ( زي الأهبل ) بأن نعود أدراجنا
و بعد ابتعادنا قليلا سمعنا صوت شريط كاسيت يدوي من المكان
(اخترنااااك اخترناااااااك )

-ر: ابن ال.......، دا أكيد حزب وطني
- يا لا يابنتي ، سيبك ... تعالي ندور في حتة تانية
ذهبنا- و كلنا أمل- نبدأ المشوار في اللف علي المدارس
ذهبنا لمدرسة (ن) : لا ، انتو مش هنا خالص
- يا عم هو احنا لسه بصينا علي أي كشف
- انتو معاكو بطاقة إنتخابية ؟
- لأ
-يبقي روّحوا أحسن
-مش قالو ان من مواليد 82-86 مسموح يتنخبوا بالبطاقة الشخصية ؟
-لأ، دا في التليفزيون بس
-!؟
-احنا هنا في أرض الواقع
استغربت- حقا – من هذا الرجل و من كلامه الفانتازيكي ( وإن كان مش فانتازيكي أوي)
-هي مالها الناس عاملة كده ليه يا (ر) ؟
-جايز مغيرين صنف الحشيش

و من مدرسة (ن) إلي مدرسة (ف) إلي مدرسة (ع)...و دوووخة
الساعة التاسعة ليلا ، آه خلاص هنروح فين تاني ، (ر) تلح عليّ بالعودة و أخذت تلعن سلسفيل أبو الديمقراطية و سلسفيل أيمن نور، و قلت لها :
- تعالي نرجع تاني المكان اللي بدأنا بيه ، و لو لقينا الراجل إياه نتخانق معاه و نخش عافية
و ذهبنا الي مدرسة (ك ) المكان الذي بدأنا منه و الذي طُردنا منه شر طردة
-ايه دا !! ايه الزحمة دي كلها ؟ دي كلها ستات جاية تنتخب ؟!
-لا و ايه الست أم حسن بتاعة الخضار هنا كمان
-يا شيخة !

و طوابير و زعيق و خنقة و زق من هنا و من هنا
و الساعة العاشرة إلا ربع، نادي الشرطي بهلول
-خلاااص!! قفلنا ، الانتخابات خلصت ! مع السلامة !!
-لأاااااا
مستحيل !! بعد الهوجة دي كلها و المرمطة دي أرجع بخفي حنين !؟ لااااا
و رويدا رويدا اختفت الزحمة نهائيا ، و لم يبق إلا القليل ، منهم رجال الشرطة الأفاضل و بعض النساء بالداخل ينتخبون
ر : أرجوووك احنا عايزين ندخل ، احنا دايخين من الصبح عشان ننتخب
الشرطي : انتو هتنتخبوا مين؟
أنا و(ر) : مبارك طبعا !!
الشرطي : مممم ، يعني هي مسألة مبدأ بالنسبة لكم ؟
أنا و (ر) : أيوه صح صح!
الشرطي : طب خلاص ، ادخلو !
هيييييه ، أخيرا ! و حينما دخلنا الحجرة فاجأنا الرجل الذي رأيناه في أول المطاف بطلعته البهيّة و الذي كان السبب في حيرتنا من أول اليوم ، و قال بمنتهي البجاحة :
- إيه دا !! ايه اللي دخّل الإتنين دول هنا !! إحنا خلّصنا خلاص !
هنا انفجر كاوتش في مخي و انفجرت صائحة :
- هما اللي دخلونا من برّه و انت مال أهلك انت !!
و صاحت (ر) متشجعة : أيوه ! انت عايز مننا حاجة دلوقتي ؟
سكت الرجل كاظما غيظه للداخل و مضي مبتعدا ، صحيح ! مش بيجوا بالذوق أبدا
ختمنا الختمة ، و علّمنا ، و خلّصناااا
لا تتصوروا كم الفرح الذي شعرنا به ، بالطبع أصواتنا ( الكحيانة ) لن تؤثر بقليل حتي ، و لكن أدركنا أن الإصرار علي فعل شيء ما يغير بالتأكيد من أمور كثيرة
عدنا إلي البيت ، و أدركنا بعد ذلك أن الكثيرين من أمثالنا لم يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم
و تحيا الديمقراطية ، بيب بيب !!
(اخترناااك اخترناااك )
..................................
....................
........

Tuesday, September 06, 2005


داء التفاؤل



دائما كنت أقول لنفسي أن التفاؤل هو ضرب من السذاجة المثيرة للاشفاق
و لكن في هذه الأيام-للأسف-أصابني داء التفاؤل ،و جال بخاطري أن مصر ربما تكون في طريقها إلي التغيير فعلا
أتخيل مصر بعد إطاحة حسني مبارك عن الحكم ، ومحاكمة جميع المنتفعين من أذيال الفساد في البلد في الماضي، و تبدأ فترة نقاهة طويلة و لكن يتضمنها الكثير من الأمل و أيدي الشباب الآملة و التي أهدر الكثيرمنها طوال هذه السنين الطويلة بسبب القمع و الظلم
أحلم بذلك كله .....وأنا أتوقع حدوث ذلك فعلا
و أفيق من هذا الحلم و يغمرني الشعور بالاشفاق علي عقلي الساذج و بالحسرة علي هذا البلد المكلوم
~~~~

سأل محمود سعد أيمن نور في (البيت بيتك ) ما غرضه بالضبط من ترشيح نفسه لمنصب الرياسة
قال بما معناه : بالطبع من أجل مصلحة الشعب و البلد و الأمل في غد أفضل الخ الخ
و لكن قاطعه محمود - ببجاحة السحلية لما تبجح-قائلا : ألا يدخل فيها القليل من المصلحة الشخصية ؟
بهت أيمن قليلا ثم قال : اه ،..... حب النجاح طبعا شيء مهم !!
ثم قال مستطردا: الناس بتسألني دايما كل دقيقة نفس السؤال ، هو في انتخابات بجد و لا لأ ؟ و أنا بصراحة مبعرفش أجاوب عليهم
فيرد عليه محمود ( بخباثة العرسة): لييه كده ، انت بتحبط الناس بالطريقة دي ! طب انت مش مصدق ان في انتخابات حقيقية ؟
يرد أيمن نور بنظرة زائغة معدومة الحيلة : اه ، مصدق طبعا !


نهارك زي وشك ، هو انت كمان مش متأكد اذا كان في انتخابات حقيقية و لا ؟ أمال ميين اللي متأكد من الهبل اللي بيحصل ده !؟
أمال ايه الثقة اللي بتفط من الجرنان بتاعكو ده !!؟علي غرار ( مبارك ......خلاص ) (أيمن نور يفوز في استفتاءات في منتديات الشباب ) (أقباط المهجر يؤيدون نور ) الخ الخ
صحيح مين هيتاكد من أي حاجة ، الله وحده اللي عالم بكل شيء
يعني مش أنا بس اللي بعاني من داء التفاؤل ...........الحمد لله
من يدري ، ربما حسني-و لا نقول الحاشية اللي حواليه ؟- أيضا يجلس الآن في قلق من نتائج الانتخابات و ما يمكن أن يحدث فيها من مفاجآت
وعموما أنا و أصدقائي، نؤمن بأن مناجاة الشيء يساعدك علي الحصول عليه ( مكانش حد غلب ) و لذلك نجعجع بصوتنا قائلين :
مبارك سيسقط
نور هياخدها
البلد هتتصلح
هتتصلح
هتتصلااااح
و نكتشف بأننا أصبحنا مثل الأطفال البلهاء الذين يمرحون في الروضة , ولكن نظل نردد الكثير من الجمل المتفائلة
أنصح الأشخاص الآخرين بترديدها ، فهي علي أية حال تجلب نوعا من الفرح لا أجدها إلا بصعوبة بعد تنقيب طويل
و سنذهب غدا للتصويت كنوع من الامتداد لداء التفاؤل

و يا عيني عليكي يا بلد .... ياللي واكلينك ولعة


Thursday, September 01, 2005

الموضوع الذي أثاره ألف عن (المؤمن المصلحجي ) ، ذكرني بموضوع طريف تناقشت فيه مع زميل هو أن أصل الأشياء كلها هي المصلحة الشخصية (أو فلسفة المتعة)
فالمؤمن حينما يصلي أو يتعبد في مكان عام، ربما يقصد بها الرياء و ربما لا يقصد
و المؤمن حينما يصلي في مكان منغلق، حتما يريد من الله جنة الخلد و النجاة من جهنم و بئس المصير
و لكن ماذا لو لم يرد كل هذا ،و كان يتعبد اٍلي الله (كده هو) و لم يرد منه الجنة أو الجهنم ،و لكن حبا اٍلي الله و تقربا اٍليه
أليس هذا من ضمن ( المصلحة الشخصية ) أيضا ؟
فهو يريد بذلك الوصول اٍلي مرحلة بالغة من الايمان لا يصل اٍليها اٍلا المتعبد المتأمل و المخلص في عبادته و يطمع في الحكمة التي لا يصل اٍليها إلا هؤلاء الأشخاص
فكما قال متعبد صوفي من العصر الاسلامي ( و كان فقيرا معدما و له هيئة الدراويش ) بما معناه : لو علم الخليفة ما وصلت له من المتعة ، لحاربني عليها!!
و بالتالي كله يندرج تحت قائمة فلسفة المتعة
و لكن لا يشترط بالمصلحة الشخصية أنها شر
فحتي نواميس الكون و الطبيعة تقوم علي تبادل المصالح لمن يتأمل فيها ، و بذلك نصل لاستنتاج أن المصلحة الشخصية ليس فيها أي نوع من الأنانية أو السوء ،و لكن هذا حقك !! أليس كذلك
أما المصلحة القائمة علي سلب حقوق الآخرين، فذاك بالتأكيد خروج عن حدود المصلحة الشخصية إلي الأنانية و سلب حقوق الآخرين
أما عن من يتلو القرآن في المواصلات العامة، فبما أن كل طرق العبادة تؤدي إلي ( المصلحة الشخصية ) فلا ضير أنه يقرأ في المواصلات
أليس هو كمن يقرأ رواية و قصة أو أي كتاب يفيد بها الوقت الضائع في المواصلات العامة
و حتي لو قلنا أنه (مرائي ) فما أدراك ؟ فدع المخلوق لخالقه ، و هو سيتولي شأنه بعد حين
...و بس كده