Wednesday, March 29, 2006

يوميات رجل حالم 4


هذه الأيام أشعر بأعراض غريبة تعتري جسدي .. و ربما عقلي أيضاً ، أشعر بأنني لا أنام بما فيه الكفاية ، برغم أنني أنام لساعات طويلة فوق المعدل العادي ، أفيق و كأنني كنت أجري و ألهث طوال الليل ، أفيق من النوم لأكتشف أنني كنت فاغراً فمي طلباً للهواء ...، وأحياناً أجد بقع من لعابي علي المخدة و علي وجهي ،جسمي يؤلمني ، ربما ذلك أمر طبيعي ، و لكن مناطق معنية من رأسي صارت تؤلمني و كأن هناك كدمات متفرقة فيها ، أبحث في فروة رأسي باحثاً في المرآة عن أية كدمة دون جدوي ، ..وفي بعض الأحيان أفيق أيضاً لأجد نفسي ماداً يدي للاشيء ، كأنني أستنجد بشخص ما ..أو كأنني أمنع كائناً ما من أن يجثم عليّ كي يقتلني ... وفي هذه الحالات أفيق متكدر المزاج و يعتريني إحساس من الضيق يدفعني للحك و الهرش
نعم ..أصبح إحساس الضيق يدفعني لحك جسمي ، و خاصة وجهي و ذراعي ، غالبا هي وسيلة جديدة من وسائلي للتنفيث عن ضيقي الذي صار لزجاً بشكل لا يطاق في هذه الأيام ..الثنائي الكريه ..الخواء و الضيق ..، أراهم في كل مكان أذهب إليه متمنياً ألا أجدهما دون جدوي ، في شقتي الحقيرة .. في رفقاء الملل .. في فيلم ..في فتاة بضة أتحسسها ..حتي في الحمام ...أريد أن أهرب من هذا الإحساس الكريه..ولو في أحلامي ..حسناً .. حرصت الأمس أن أنام في وضع مريح لا يؤلم رقبتي و الكدمات الوهمية التي في رأسي
وجدت نفسي في الحلم في طريق سفر صحراوي ، كان خاوياً و صامتاً بشكل ملفت ..الصحراء كانت غير نظيفة يشوبها أقدام ووساخات البشر ،وجدت نفسي ممزق الثياب و حافي القدمين ..شعرت بسخونة الأرض في قدمي ، كنت أنظر للسراب البعيد ، وجدت كلب ما قد دهسته عربة سريعة ، فجأة جريت بكل قوتي دون سبب ، تعثرت ووقعت ، ظللت جالساً برهة ثم رأيت فتاتين يأتيان من علي بعد مسافة معقولة ..اقتربا منّي و لكنهما لم ينتبها لي ..كانت واحدة منهما الكمد واضحاً علي وجهها و الدموع متجمدة في عينيها ، و كانت الأخري تمسك يدها و تضم ذراعها بيدها الأخري قائلة :(لا تقلقي ، سنسافر غدا )،مرّا من أمامي و هما كذلك .. شعرت بالضيق و الكمد ،و دفنت رأسي في يأس و أنا أئن ، لمست وجهي الرمال الحارقة ..تمنيت لو أحترق و أختفي بداخلها
رفعت رأسي فوجدت عربة بيضاء فولكس ، كانت تقف بجانبها أمي تبتسم لي ، هممت بالذهاب إليها و لكنني حينما قمت لم أجدها ..جلست وراء عجلة القيادة بداخل السيارة و قهقت فجأة دون سبب منتظراً شخصاً لن يأتي

Friday, March 24, 2006

و للحكمة وجوه أخري أحياناً




شاب بيستظرف :

- مش حسّيتي برده ان أنا كنت حسّاس أحيانا ؟
- أيوه مانا كنت بحس ساعات انك مؤدب مع إنك المفروض مش كده
-الأدب مطلوب في قلة الأدب
- نظرية برده
-اكتبيها عندك ياختي جايز تنفعك

***

بنت ظريفة :

- دانتو ناس ذمتكو فانلة
-فانلة سكاي
-هيهيهيهييي
***

كمسري ميكروباص :

الطيب ف الزمن ده بيقولو عليه ضعيف يا ريييييييييس
***

بنت بتتفزلك نوعاً :

-إنتي بتقولي الكلام ده كله ليّا ليه وانا مالي
-ماهو عشان انت متعرفنيش يا عبيط
-طيب بتقوليه ليه ؟
-عشان انت مش هيهمك تعرف الكلام ده و لا لأ .. فبالتالي أكون أنا أشبعت رغبتي ف البوح و ف نفس الوقت تكون انت نسيت اللي أنا قلته
-اه
- فلسفة القطار
-إيه ؟
-لما تكون قاعد في القطر مع حد و انت مسافر ليه بيجيلك رغبة في انك تحكيله علي كل مشاكلك الشخصية ، لأنه ميعرفكش ، و مش هيشوفك تاني بعد كده و مش هيهمو انه يشوفك أصلاً ، و بالتالي ساعة مانتا بتقوله أدق أسرارك هو بيعتبرها قتل ملل لاغير ، و هو ده سر راحتك و انت بتحكي


Wednesday, March 08, 2006

سعادتك بين يديك سيدي/سيدتي


الكره هو إحساس بالإثم ، إنه مثل كل الآثام الأخري التي تؤرق البشرية (أو بعضها ) ، مثل كل الأفعال التي تنخر في نفس المرء و تجعل السوس تأكل في صدره
و لا يدري أين الفكاك ، فيحتمل أن تخرج دموعه حارقة ساخنة و ربما لا .. الإثم له جماله اللحظي ، تشفي غليل المرء الذي يشعر بالظلم ، كأنه ينتقم من أشخاص وهميين ...من نفسه ..من لاشيء ، لكي يعود بعد ذلك إلي رشده فتخلف رواسب كريهة لا تترك إلا المرارة في شفتيه و قلبه و عقله
و لنترك تعريف الإثم و ننتقل إلي فوائد الكره ، الكره مفيد كما تعلمون، يجعلك لا تثق بأي أحد أو أي شيء ، و تبقي مسافة فاصلة بينك و بين العالم المحيط بك كي لا يباغتك أي شخص بهجوم لا تستطيع القيام منه ، و سوء الظن أسلم من حسن الظن
الكره يجعلك بعيد النظر ، بينما الحب يجعلك قصير النظر و أحيانا أعمي لا تبالي بمساوئ و عيوب الآخرين ، و دائماً المساوئ غالبة علي كل شيء ، و بالتالي لا ضير إذا لم تر القليل -القليل -من المحاسن التي يعميك عنها الكره
الكره يجعلك أبيّاً و منزهاً عن كل شيء ، لا تحتاج إلي أي شخص كي يشاطرك وحدتك لأنك في هذا الحالة -ببساطة -تكون كارهاً للبشر فلا يلزمك أية صحبة
بل يلزمك أن تظل مشاهد الفيلم أو المسرحية ، تقعد علي كرسي وثير و بجانبك التسالي تتابع الأحداث و تري الأبطال - أو الذين ظنوا أنفسهم أبطالاً -يتصارعون و يتساقطون الواحد تلو الآخر ، حتي لا يبقي في المسرح سواك ، فتقوم و تنفض ثيابك المهندمة ثم تخرج بعد أن تكون قد استوعبت الدروس المستفادة
فكما رأيتم ..إحساس الكره له فوائد عقلية و عملية عديدة جداً-حيث أنه ضار بالصحة بعض الشيء - فهو يكسبك الحكمة ..بعد النظر ..السلامة من كل إثم و الغنيمة من كل بر
و لكن للأسف ..الإنسان ضعيف ! لم أجد أحد يقوي إلي الآن تنفيذ هذه الطريقة الناجحة ......للوصول إلي السعادة

Wednesday, March 01, 2006

مذكرات رجل مجهول


قصيدة مذكرات رجل مجهول لصلاح عبد الصبور من القصائد التي أعتقد أنها ستظل القصيدة المرتبطة بما في نفسي، أشياء كهذا تحدث ..حينما تقول عن الأغنية كذا أو القصيدة كيت (كأنها تتحدث عن نفسي ) هي لا تتحدث عن نفسي بقدر ما شعرت أنها تتخطي مراحل الإعجاب بعمل ما إلي مرحلة الإرتباط بهذا العمل .. و لذلك سأقوم بنشر القصيدة هاهنا
-1-

أصحو أحيانا لا أدري لي إسما
أو وطنا ، أو أهلاً
أتمهل في باب الحجرة حتي يدركني وجداني
فيثيب إليً بداهة عرفاني
متمهلة في رأسي ، تهوي في أطرافي ثِقلاً
تلقي مرساها في قلبي
...
هذا يوم مكرور من أيامي
يوم مكرور من أيام العالم
تلقيني فيه أبواب في أبواب
و يغللني عرقي ثوبا نسجته الشمس الملتهبة
و أعود إلي بيتي مقهوراً
لا أدري لي إسما
أو وطنا

أو أهلاً
-2-

هذا يوم تافه
مزقناه إربا إربا
و رميناه للساعات
هذا يوم كاذب
قابلنا فيه بضعة أخبارٍ أشتاتٍ لقطاء
فأعنّاها بالمأوي و الأقوات
وولدنا فيه كذبا شخصياً
نميناه حتي أضحي
أخباراً تعدو في الطرقات
هذا يوم خوّان
سألونا قبل الصبح عن الحق الضائع
فنكرناه و جحدناه
و تمسينا في الحانات
و دفعنا أجرة رشوتنا ، ثمن فطانتنا الصفراء
بين ضجيج الكاسات
هذا يوم بعناه للموت اليومي
بحياة زائفة صلده
و فرحنا أنّا ساومناه
و خدعناه ، و مكسناه
ما أحسن أنا علقنا هذا اليوم الغارب
...
في منحدر الشمس
فهوت ببقاياه
-3-
الأرض بغيّ طامث
دمها يجمد في فخذيها السوداوين
لايُطهرها حمل أو غُسل
من ضاجعها ملعون
الأبنية المرصوصة في وجه المارين سجون
سجانوها الحيطان و قرب الإنسان من الإنسان
سجناً أبدياً ... يا مسجون
و الأيام أشراك
من تحت مُلاءتها أخفتها عنا مائدة الإفطار
في الشارع غطتها أوراق الأشجار
علبُ التبغ الملقاة ، و أوراق الصحف الممزوقة
و البسمةُ في عين الجار

فاسقط يا مطعون
-4-
الحمد لنعمته من أعطانا هذا الليل
صمتُ الأشياء وسادتنا
و الظلمة فوق مناكبنا
ستر و غطاء
الحمد لنعمته من أعطانا الوحدة
لنعود إليها حين يموت اليوم الغارب
و نلم الأشلاء
الحمد لنعمته من أعطانا ألا نختار
رسم الأقدار
فلو اخترنا لاخترنا أخطاء أكبر
و حياة أقسي و أمر
و قتلنا أنفسنا ندماً
ثمن الحرية ...ما دمنا أحرار
-5-

يا هذا المفتون البسام الداعي للبسمات
نبئني ، ماذا أفعل
فأنا أتوسل بك
هل أغمس عيني في قمر الليل
أم أقتات الأعشاب المرة و الورقا
أم أفتح بابي للأشباح
و أدعوها ، و أُطاعِمها
و أقدمها للألواح الممدودة حول خواني
و أقوم خطيباً فيهم
...
أحبابي ..! إخواني !
أم أبكي حين يجن الليل ،
و أغفو دمعي في فودي
أم أضحك في مرآتي وحدي
إن كنت حكيما نبئني كيف أجّن
لأحسّ بنبض الكون المجنون
لا أطلب عندئذ فيه العقل
-6-
هاقد سلمت لكم ..قد سلمت
ضاعت بسماتي
لم تنفعني فلسفتي
سلمت
كسُرت راياتي
عجزت عن عوني معرفتي
سلمت
و شجاعا كنت لكي أنضو
عن نفسي ثوب الزهر المزعوم
و شجاعا كنت لكي أتهاوي عريانا
أثني ساقي ، أستصرخكم
...
هل تدعوني وحدي؟
و كفاكم إني سلمت
أم تضعوني في لحدي ؟

... ... ...
كونكم مشئوم
كونكم مشئوم