أنا و الكاميرا المرحومة
كل شخص منا حينما يري مشهد ما أعجبه و أراد تخزينه في عقله من جماله بالتأكيد سيقول:
اااااه لو كان معايا الكاميرا دلوقتي!!
و هذه العبارة في الحقيقة-في الماضي- من كثرة ترديدي لها أصبح لدي إصرار على تصوير الأشياء ،ولكن الأمر أصبح مكلّف و في نفس الوقت النتائج بعد تحميض الصور كانت غير مرضية بتاتاً
بالتأكيد لم يكن لدي طموح ما في تصوير صور فنية مثلا ، لكن بما أنني أحب الرسم جدا فتصوير الأشياء كان يساعدني علي رسم ما أحبه من مشاهد لكي يسهل تخزينها في العقل و بالتالي يساعدني في تسجيلها علي الورق (كبديل للموديل نظراً لوجود أزمة الموديل في وسطي المعيشي)
علي سبيل المثال مشهد السماء ،الأشجار،رجل (أو امرأة)عجوز يفترش الأرض ، امرأة جميلة ،رجل جميل الخ الخ ،و مررت بفترة من الهوس بملاحظة الأشياء من حولي ( فكلما يزداد هوسي بالرسم ، تزداد الملاحظات (طردية) )
و هنا جاء أبي عائدا من مؤتمر قصير قضاه في اليابان بكاميرا ديجيتال (كانون)
في أول الأمر لم تستهوني كثيراً ، نظرا لأن العبدة لله عدوة لكل ما يمت بصلة ل(التكنولوجيا الحديثة) ،فكل ماهو جديد في عالم (التكنولوبيا) أظل أتشممه و أتفحصه بحذر و أتأكد جيدا أنه غير مخل لآداب الروح ثم أجرب استعماله بعد ذلك
فأبي بعد عودته النهائية من اليابان قبل سنين ،أصابه نوعا من الإحباط يصاب به العائدون من دول العالم الأول بعد إقامة سنين لا بأس بها في دولة ما من هذه الدول
ففي هذه الأحوال يعود الفرد و قد رأي كيف تكون الحياة و كيف يكون النور ،ثم يعود مكتشفا أنه عاد لنفس الجُحر الذي لم يكن يعلم أنه جُحر قبل ذهابه إلي النور..أقصد البلد المتقدم
و لذلك منذ ذلك اليوم و هو يحاول العودة من حين لآخر،وأنا و الأخوة الأعزاء بالطبع مستفيدون من الأمر لأنه يأتي محملا بالكتب اليابانية المطلوبة و بعض الأصناف اليابانية المحببة
و لكن لم أتوقع أنه سيجلب معه كاميرا ديجيتال
شيئا فشيئا بعد مراحل الحذر ثم( التشمشم) ثم التجريب بدأت في الإندماج مع الكاميرا و خاصة انه قد حلّ نهائيا مشكلة الرغبة في التقاط اللحظة و التي كانت تصيبني بالإحباط لأن عينيّ لم تكن كاميرا لكي أسجلها
و سعدت جدا بها ،وقلت في نفسي أن أبي قد اشتري أخيراً شيئا مفيدا بالفعل (وهذا لا يحدث كثيراً مع أبي )
سأنشر بعض الصور في المرة القادمة بإذن الله
أما عن لماذا هي مرحومة ؟ شيء منطقي طبعا ! كيف لم تستنتجوا السبب !؟ لقد نسيتها في التاكسي !!
و بالطبع لم تعلم العائلة المبجلة (فيما عدا أصدقائي المقربين و الذين ساعدوني في رحلة البحث المضنية) إلا بعد شهر، حينما سأل عنها أبي في شك قائلا أنها مختفية منذ زمن
وبالطبع هو كان ثائراً في أول الأمر (لكن دموع التماسيح عملت مفعولها ،أصل الدموع خلصت بعد شهر من البحث) ،ولكن بعد ذلك تحول الغضب إلي خوف من تصرّفاتي لأنني استطعت و بنجاح بأن أكتم عنهم شيئا كهذا، وخشي أن قد أكون أخفيت عنهم أشياء أخري أدهي و أمرّ (خيال الأبهات بقي انتو عارفين)
و حمدا لله أن بقايا عقلي لم يطر من جراء ذلك الأمر لأنني حزنت جداً جداً علي الكاميرا المرحومة و أتمني في يوم ما أن أجلب مثلها بمالي الحرّ (محدّش يضحك)
و إلي الآن تملؤني الحسرة حينما أري لحظة من اللحظات الخاطفة الجميلة التي أراها في الطرق متمنية تصويرها ولكني أعود و أحمد الله أنني علي الأقل قد أشبعت - ولو فترة- هوس التصوير
و في الحقيقة هذه الفترة كانت كفيلة بعلاجي من هذا الهوس،.....وربما يكون علاجاً مؤقتاً !!
Sunday, September 25, 2005
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
11 comments:
أكتر حاجه تضايق فى الدنيا إن الواحد يضيع منه حاجه بتاعته حتى لو كانت مش مهمه ، وطبعا إنتى اكيد كل شويه تتخيلى سواق التاكسي لما إكتشفها وزمانه عمال يصور بيها والحسره تملأ قلبك ..أنا بصراحه دمى إتحرق
ياه كويس ان في حد شاركني في حرقة الدم
صراحةً يمكن أكون لم أبرأ منها بعد
لا أنا متخيلة السوّاق يكون باعها و خد فلوسها هيعمل إيه يعني يا خيّ بكاميرا ياخد فلوسها يستفيد بيها أحسن
:)
فأنا متخيلاها متفككة أو متباعة في أي محل إلكترنيات
اه يا فنّي
زعلتيني ع الكاميرا.
أنا كمان بقالي مدة باحلم بكاميرا ديجيتال.
على العموم فداكِ
بابا مسافر اليابان تاني امتي؟
:)
يا ستى ..
الرغبة فى استبقاء الزمن وربماالإستيلاء عليه هى ما تجعل الكاميرا أحد أهم أحلامى
كثيرا ما يتملكنى شعور بأننى لا بد ان التقط صورة
ابى كان كذلك -ربما تكون وراثة - كان كاليابانيين كثيرا ما يتجول بالكاميرا وهى على صدره
ااااااااه
راحت ايام الوالد وراحت ايام الكاميرا الياشكا العتيقة وبقيت لى اللحظات الضائعة والأحلام الديجيتال
ميشيل : أنا مش عارفة امتي السفرية الجاية بس أكيد أول ما يلاقي مؤتمر رايح اليابان هيروح طيران و هبقي أقولك ساعتها:)
ليليت : علي رأيك
أيوب : سيبك من الماضي ، أهم حاجة انك تحاول تجعل أيامك الجاية تبقي ذكريات سعيدة قدام
الصورة كلام
متخفى مابين كل الأحلام
و مشاعر تايهه فى أرض سلام
و حنين
و امان
و حكاوى غرام
و قلوب بتدوب
من منظر غيـّه ف برج حمام
و نفوس بتتوب
و حاجات متركّبه بالشقلوب
بس عيوننا بتشوفها تمام
KING TOOOT
في حد يبقه معاه كاميرا ديجيتال ويضيعها
عارفه انا بحلم بكاميرا ميا
عموما يا بخت سواق التاكسي ومنجلكيش في حاجة وحشة
......
بالمناسبة هو اليابان من دول العالم الاول
بس
كينج توت : الله عليك إيه الكلام الحلو دا، خسارة في الكومينت :)
يحي مجاهد : صدقني أنا خلّصت كل أنواع الشتايم و الكلام مع نفسي سبب الكاميرا دي
بس تصدق ؟ و الله كان عندي أمل ألاقيها كنوع من الهروب من الواقع هيهيهي
مارميد : أهلا ياااختييي ،يعني مش جتيلي خالص غير دلوقتي ..الظبوط كان متحمس ليه ؟
طبعا عشان كنتي معايا ، انا لما بمشي معاكي ألاقي المعاكسات بترف من كل الجهات
:)
أنا الكانون بتاعتي برضه مرحومة بعد ما أهدتني صوراً جميلة.
السبب هو أنّ العدسة جالها شلل.. بيساوموني دلوقت« يصلحوها بـ٢٠٠ دولار!!!
طيب ماهي الجديدة بـ٢٥٠.
مش شاري
فداك يا دوك راء :)
أنا شفت الصور قبل كده و عجبتني اللقطات و الأماكن معاً
يا خرابي عالجمال ، فين الأماكن دي ؟!! بدل التلوث البصري اللي بيصيب الواحد
ميتين دولار تصليح عشان العدسة ؟ ايه النصب ده:)
اتوكل علي الله واشتري واحدة تانية،الكاميرا تستاهل برده
Post a Comment