رسالة إلي أمي العزيزة
لقد كنت أقلب في يومياتي المريضة القديمة منذ أيام وهي مسلية جداً لأن معظم ما كتبته أصبح منسياً في عقلي فأستعيد غضبي القديم علي أشياء صارت الآن من الأشياء التي تضحكني ،و أثناء التصفح وجدت هذه الرسالة وقد نسيت أمرها تماماً ، ربما أكون كتبتها بعد مشاجرة مع أمي ، تبسمت في بعض المواضع ، حيث كنت ساخطة و حزينة علي أشياء كنت أفعلها و أفكر فيها ، و الآن أصبحت من روتينيات حياتي و حقائق عادية
تري هل أزداد عقلاً أم أزداد تبلداً ؟
................................
أنا آسفة يا أمي ..يبدو أن هذه الجملة ستلازمني طوال حياتي ، آسفة علي كل شيء ، لقد أحببتك كثيراً ،و مازلت أحبك ، و لكن لا أدري لماذا دائماً قصص الحب لديّ تكون فاشلة دائماً ، ينتهي مثل مغناطيسان من نفس القطب يتنافران مهما حاولت التقريب بينهما ، حاولت أن أتفق معك كثيراً ، ربما لو قلت لك ذلك ستندهشين و تشيحين بوجهك من الغضب مثل كل مرة ، و لكنني فعلا حاولت علي قدر استطاعتي
و ليس فقط معك يا أماه ، مع جميع الناس و مع كل شيء تحبينه ، كنت أستعجب من نفسي كثيراً ، و أتساءل من هو المخطئ أنا أم الناس ؟ و لماذا نفسي مليئة بكل هذه النقمة و الإزدرداء ؟ و قلت أنا المخطئة ، و حاولت السير في طريق صوابك و لكني عجزت و لم أستطع و لن أستطيع ، ليتك تحبينني كما أنا ، أكذب عليك كثيراً..نعم ، لا أقول لك أنني أرتاد الكافيتريات .نعم ، لم أقل لك أنني عاودت التدخين مرة أخري بعد أن وعدتك أنني لن أدخن مرة أخري ..نعم ،و لا أقول لك ...مهلاً ..هذا صعب ، صعب أن تتقبل أم مثل أمي إبنة كهذه
ليتني كنت فتاة مطيعة ، مريحة لا تفكر و لا تلقي التساؤلات ، لا تحب الخروج كثيراً ، تشغل حياتها بالتلفزيون المصري القميء و متابعة أخبار النجوم التافهة من حين لآخر و تنفق مالها في انتقاء أدوات الزينة ..بالتأكيد كنت سأصبح في عداد السعداء
أتدرين يا أمي ؟ ،الآباء و الأمهات يلدون أطفالاً ، بالتأكيد سيكونون مصدر اهتمامهم ، و سيعتنون بهم ،هذا شيء منطقي،و الإخوان يحبون بعضهم البعض ، ربما من اقتناعنا بأن هذه الأشياء بديهية و منطقية قد ننسي أن نبذل مجهوداً في حب أقرب الناس إلينا ..نعم..قد ننسي ذلك ، لقد نسيتي يا أمي أن تحبينني ، ولا أقول هذه و أنا باكية أو واقفة علي خشبة مسرح لكي أؤدي (مونولوج)لمأساة إبنة ضائعة ، هناك وقائع أمور لا نحب سردها كثيراً ،وهاهنا أحاول أن أبلع الحقائق بقليل من النكهات
أنت تخافين عليّ ..لا أعتقد ..أنت تخافين من نظرة الناس من خلالي ،دائما لا تنظرين لي كأنني زجاج بلا لون ، لماذا أهدرتي حياتك الغالية من أجل تفاهات الناس ؟
لقد أحببتك لأنك طيبة و ابتسامتك الحزينة المتعبة هو ما يثلج صدري و أعتقد أن كل شخص في نظري يمكن أن يكون قذراً ماعداك ، لا تغضبي منّي ، أحاول إرضائك بالأكاذيب ، هذا ما استطعت فعله ، حاولت أن أكون من عداد السعداء و لكني عجزت ..سامحني الله
وبما أنني لا أريد أن أثقل عليك و لا أريد أن أصيبك بمزيد من الإرتفاع في ضغط دمك ، فلن أعطي لك هذه الرسالة أبداً ..ليتني كنت كما أردتي
23 comments:
اريد فقط أن أقول أن ذلك النوع من الرسائل غالبا ما يتصف بالصدق
الذى ربما يدهش الشخص نفسه إذا قام بقرائته بعد وقت طويل
اريد ان اقول لك ان هذه الرسائل, تجعلني اغلي حزنا.
اتمنى لو كان بامكاني عمل شيء!
مؤلمة ياعزيزتي..(رغم أني لا أفضل الكلمة لوصف شئ)
وبالطبع صادقة..
لو فعلنا شئٌ هو ضدنا،فغالبًا مدفوعين بشئ أقوى..
..
لأنني مهملة..يمكن بسهولة أن أفتح كتابًا ما لأجد شيئًا كهذا كتبته..
الآن..أصبحت أحرق الورق بعد كتابة شئ عميق كهذا..أشعرأنني بهذه الطريقة..إما تطهرت أو أحرقت هذا الشئ فيّ..
أحيانًا لا أستطيع حتى حرقها..
....
مع التعود على الفعل يفقد حدة مذاقه اللاذع..
لو كنتُ أفعل شيئًا كنت أحس وقعه الثقيل..وأصبحتُ لا أحسه..فقد خففه الاستمرار في الفعل،الذي خلق مسارًا ما..والتصق كمفردة من الشخصية..
يحدث هذا بمعزل عن سلطان العقل،أو القلب حتى..فإعادة وضعه في قالب الصواب والخطأ..قد يتطلب النظر إليه مجردًا عن ممارستنا له..وبعد الحكم..نعود لأنفسنا بما عرفناه
.
.
قد أسهبت ..
:) لكِ خالص التحية
الغريب يا ميندوننا ان الجوابات دى صالحة لحد دلوقتى
أنا كمان محتفظ بجواب بس كان لأبويا
و لسه صالح للارسال حتى الآن
لذلك لا أعرف اجابة السؤال
هل ازددنا عقلاً أم تبلداً؟ بيتهيألى الاجابة عند مامتك
هى اللى هتقولك الاجابة الصح للأسف
اكيد انتى جواكى راحة دلوقتى
سلام
لا املك الا ان احييك على شفافيتك المتدفقة
الله يطول لك في عمرها وتشوفك كما أرادت هي
كتابة : فعلا الرسالة أدهشتني ، استعجبت ان الواحد ممكن ينسي أحاسيسه أحيانا ، أو ربما بتكون مدفونة وسط اليوميات
خالد جرار : يكفيني مشاركتك وجدانيا يا خالد ، شكرا :)
سديم : ده مش اسهاب يا حبيبي كلامك جميل :)
أنا برده أحيانا كتير كنت برمي حاجات كتير كنت بكتبها ، بالذات لو كان فيها جرعة سوداوية عالية ، بس أعتقد ان الإحتفاظ بالأشياء دي مهم كنوع من تسجيل مشاعرك في اللحظة دي ، غير كده بتعلمك حاجات كتير لما ترجعي تقريها بعد كده
أحيانا فعلا لما بتكون حاجات كتير مشحونة جواكي و لما تيجي تكتبي عنها بتكون في معزل عن كل شيء سواء العقل أو القلب
شكرا علي كلامك يا سديم :)
سولو :هو بطبيعة الحال مش هينفع أسلم لأمي الرسالة عشان أعرف إجابتها
بس الغريب ان ماما برغم انها متعرفش عن اللي جوايا كتير ، إلا انها أكتر واحدة فهماني في الكون كله
معجزات الأمهات بقي :)
مستر بيبو : جايز يا بيبو ،أعتقد ان افراغ أفكار قديمة دماغك هتفضي مكان لأفكار تانية جديدة
بس إحساس الراحة مش وارد :)
بلوزمان : شكرا يا ريحان علي كلامك الجميل
كناوي : ليتني فعلا كنت كما أرادت ، علي أية حال هذا صعب الآن ، و لكن أتمني ألا تندم علي كوني هكذا :)
إسمحيلى أقولك إن ركاكة بعض الكلمات والعبارت والصيغ فى الخطاب هى عنوان على صدق وعذوبة المشاعر داخله
مش عاوزه اقولك عيشى بوشين وحاولى تخليها سعيدة بالكدب على حساب نفسك
لكن ممكن تكتبيلها جواب تانى .. أرق .. بلغة هيه تفهمها
وتقولى كل اللى جواكى بس من غير ألم
اكيد فى حاجات كتير اوى مكنتش واخدة بالها منها
هيه فاكراكى بتشوفى بعنيها
خليها مرة تشوف بعنيكى
شوكير : شكرا يا جميل :)
هيرا : جايز كلامك فيه الحل
ويمكن مشكلتي دايما ان انا مفتقدة للمرونة
مش هقولك اكتر من اد ايه حسيت انك حد غني و المدونة بتاعتك صحيح اول مرة اقرا فيها بس اكيد مش اخر مرة
أنا دلوقت مناخيري حمرا وعنيا كمان من العياط والعدسة طلعت ف ايديا
حبيبتي، انتي جميلة زي مانتي
متلوميش نفسك على حاجه تاني
افتكري دايماً قد ايه أنا بحبك ومؤمنة بيكي، وافتكري كل الناس اللي شايفينك زي ما أنا شايفاكي
متلوميش نفسك على كونك نفسك
ومهما كان إحساسك بالذنب،فأنا شايفة في الجواب ده إنسانة حساسة ومحبة، جواكي حب كتير، يمكن معرفتيش تترجميه بس
إن شاء الله بكره يكون أحسن
شوفتى فيلم the post man ??
واحد راح بلد مهزومة و ناسها واكلها اليأس و ولادهم فى الحرب مارجعوش ..لقى رسايل الولاد لأهلهم مليانة كلام عن الموت و الهزيمة .. كتب الرسايل من جديد بكلام عن الأمل و العودة للوطن علشان يخرجهم من يأسهم .. كلنا ساعات بنعمل كدة و خصوصاً مع أمهاتنا .. عندى رسايل كتير زى رسالتك دى لأمى بس مالحقتش أوصَّلَّها رسالة واحدة ..و أكيد إنتى زيي
ليس تبلدا ولا عقلا لكن الاحزان الاكبر تمحو الاحزان الصغيرة هكذا الحياة كلما تقدمت بنا ازددادت جرعات احزانها لدرجة شعورنا ان الاحزان القديمة والتي كانت عظيمة وقتها مجرد اشياء صغيرة
المهم ما يجب ان تتاكدي منه ان أمك تحبك جدا
شكرا يا أنونيموس ، أهلا بيك
غادة : يا حبيبي مفيش داعي للعياط خالص ، شكرا علي كلامك الجميل :)
بعد الطوفان و الجو شبورة :هي أمي لسه عايشة ، بس انا مش هديها الرسالة أكيد أبداً
بروميثيوس : هانيبال سابقا:)
لا حاليا مبتمناش أتغير
عشقك ندي :شكرا يا محمد ، انت جاوبت علي السؤال اللي أنا كنت محتارة فيه
فعلا كل ما الزمن يفوت كل ما الهموم اللي كانت بتؤرقنا بتصغر بس في مقابل كده في أحزان تانية بتظهر
شكرا علي إجابتك للسؤال :)
lol :) آسف ماكانش قصدى إنك زيى فى الظروف ..أنا قصدت إنك مش هاتديلها الرسالة .. ربنا يخليها لك
اسفخس عليكي
ايه يابنتي
ما قريتيش في تاالتة ابتدائي
أحب أمي .. أمي التي حملتني في بطنها تسعة أشهر
وتحملت الآلام وهي سعيدة
جيل آخر زمن
Hi midonna,how are you.
First of all i want to greet u for your great blog.
then i want to tell u something about the blogger naming himself(wa7ed efterdaee and.......).
I guess that is haram to waste your time in either reading nor commenting on his disgusting blogs and ideas.
he i s really sick and obviously suffering from severe mental diseases.
Really iam not kidding ,i mean all i said. iam a psychiatric .
Anyway this guy is an exemple of the men who Allah told about in the Holly Quaraa'n.(ghasben 3anno w 3an el tekheen.)
I wish really to see this guy yawm al keyama and watch his attitude in front of god.
انا رايى من راى التعليق اللى فوقى ده واحد فلسطينى حاقد على المجتمع و باين عليه مفلس فكريا و عايز يلفت الانتباه ..على العموم كثر الله من امثالك يا مندونا وليه بطلتى تكتبى السلام عليكم فى بداية البوست و لا يهمك من العلمانيين و سلامى الحار
ليليت : أمي استحملت صحيح تسعة تشهر
بس مش شرط تحملت الآلام وهي فرحانة:)
أستاذ الأنونيموس1 :يعني إذا كان واحد افتراضي معقد ،فأنا أيضا أعاني من عقد ما ، و لذلك من المهم في المدونات مشاركة و تبادل العقد و إصلاحها ، فلا أعتبر ذلك تضييعا للوقت
أما عن يوم القيامة ، فأعتقد أن المرء سيكون ملهيا عن مراقبة الآخرين علي ما أعتقد ،ولذلك فتنسي أن تراقب واحد افتراضي
:)
أستاذ الأنونيموس2:هو ليس حاقد و لكنه ساخط نوعاً علي بعض المدونين الذين يسبون الإسلام مثل واحد افتراضي و ينتقد أنني أذهب للتعليق له
شكرا علي كلامك يا أنونيموس ، تقريبا أقلعت عن كتابة السلام لأن الكثير من القراء لا يحبون السلام :)
ميندونا انتى جميله اوى بس للاسف دايما بنفكر فى ماما او بابا وازاى تقربلهم وياترى بيفكر فينا ولأ ودايما بيكونوا مشغولين عننا دايما هتحبطى لو فكرتى ان مامتك ممكن تفكر فيكى زى مانتى بتفكرى فيها
أننيموس1.. طبيب نفسي وبتآمن بألله ؟ :)
طيب, لن ألوث المكان ببقاياك هنا احتراما لأصحابه: أنت مدعو إلى مدونتي لكي نلعب رياضة الأحيه
والعذر من سادنة المكان
Post a Comment