يوميات رجل حالم 5
في الجو الحار لا تستطيع أن تنام بسهولة ، ليس بسبب الصهد الجاف بالنهار و الجو الخانق الرطب بالليل فقط ، و لكن أيضاً بسبب الناموس اللحوح أيضاً ، و أنا كائن مستكين إلي حد ما ، لا تنتابني رغبة شديدة في قتل الهوام و الحشرات ، يستطيع جزء من عقلي الإدعاء بأن كل شيء علي ما يرام ، و أن الجو به نسمة لطيفة ، وأن الناموس ليس بالشيء المتعب ، و هكذا أستمتع بنوم لذيذ يشبه الكوب الذي لا يمتلئ أبداً ، لتكتشف أنه يسرب السائل لأنه مشروخ
و هكذا أشعر بالتسرب ، شيء ما يتسرب مني بهدوء ، و أنا نائم هكذا و غارق في العرق .. حسنا ، ظننت أنني سأقلل من نومي في قيظ الصيف ، و لكن يتكشف لي يوماً بعد يوم بأن الإنسان حيوان متكيف
حلمت بأنني في حفلة ما ، ذكرتني نوعاً بالحفلات التنكرية .. كان هناك أناس بملابس زاهية غريبة ، يتبادلون الضحك والكلام ، نظرت إلي نفسي فاكتشفت أن ملابسي عادية ، شعرت بحرج لا داعي له ، وددت الخروج من المكان ، تجولت قليلا بحثا عن باب خروج فلم أجد ، رأيت أثناء تجولي فتاة كانت هيئتها عادية مثلي ، كانت بيضاء و بنية الشعر ، واقفة كالمعلقة وحدها .. و كأنها تنتظر شيء ما .. نظرت لي بثبات مع ابتسامة خفيفة تكاد لا تلاحظ ، شعرت بالضيق منها و مما حولي ، وجدت سلم يؤدي إلي طابق أعلي فصعدت إليه
كان المكان يشبه الطابق الأسفل ، الخوف و الضيق بدأ يغزو قلبي.. أحسست بأنني محبوس في هذا المكان ..وجدت نفس الفتاة البيضاء بنفس وضعها تنظر لي بابتسامتها .... حاولت الإختباء منها ، وقفت برهة لا أدري إلي أين أذهب .. فجأة اعتراني شوق عجيب لهذه الفتاة ، هرولت ناحيتها و احتضنتها ، تلقتني كأنها كانت تنتظرني ، أخذت تتحدث بكلام مبهم لم أسمعه و لكنني فهمته و أومأت برأسي لها ، أصبحت مولعا بها بدون إنذار ، أمسكت بيدي و اخترقنا الزحام و الضوضاء ، ذهبنا إلي ممر طويل خافت الإضاءة و قاتم نوعا ، كأنه ممر مدرسة متهالكة أو ممر مستشفي ، اكتشفت أنه ممر مستشفي ، كانت هناك حجرات علي طول الممر بها أسرة بيضاء ، اعتمدت كليا علي الفتاة التي كانت تقودني ممسكة بيدي صامتة ، وقفنا عند باب حجرة من الحجرات ، دلفنا إلي الداخل .. وجدت مجموعة من الناس يبدو أنهم محققون أو صحفيون ، و في وسط المجموعة كان هناك رجل أصلع ذو عوينات سميكة .. بدا عليه التوتر ..أخذ يتلعثم بكلام غير مفهوم و يتصبب عرقاً ، فهمت كل ما يحدث ، هذا الرجل كان طبيب فتاة في الثامنة عشر.. اغتصبها و هي مريضة و طريحة الفراش
نظرت إلي جانبي .. لم أجد الفتاة ، فزعت و بحثت عنها فيمن حولي ، جن جنوني ، أدركت أنها هي هذه الفتاة المغتصبَة التي يتحدثون عنها .. استغربت لأنها كانت تبدو أكبر سناً
خرجت من الحجرة و مشيت داخل الممر ، وجدت حجرة بداخلها أطفال يصنعون حلقة و يلعبون ..تقريبا في سن العاشرة ، أدركت أن الفتاة من ضمن هؤلاء الأطفال
شعرت بالحيرة و الجزع معاً ، لم أفهم ما يحدث و خرجت من الحجرة .. اختفي الممر فجأة و اختفي كل شيء .. رأيت أمام بصري فتاة صغيرة في الثامنة تقريبا كانت تملك شعر بني قصير .. جالسة تبكي و هي تخفي وجهها ، ذهبت إليها و احتضنتها و بكيت أنا أيضاً .. أدركت أنها تتحلل .. و أنني لن أجدها بعد برهة
نادت بإسم إبراهيم و هي تئن ، نظرت إليها فأدركت أنها تناديني .. قلت لها : ( و لكنني لست بإبراهيم ) ، كانت قد أصبحت في الخامسة تقريبا من العمر ، و قفت و حملتها علي كتفي .. و جدت نفسي أهدهد في طفلة ضئيلة تصدر عواء رضيع .. نظرت إليها و تساءلت إذا كانت ستتحول إلي جنين متحجر ... و لكنني أفقت
9 comments:
yikhrib 32lik ya mindonna!
:))
me*
ايه الخطفة دى يا ميندونا
النوع ده من الاحلام بيشدنى شد
ميرسى ع اللحظات الحالمة
هي الاحلام دي بصحيح
ولو كانت بصحيح يبقي انهي شيطان انتي متفقة معاه يورد لك الاحلام دي ده اكيد شيطان ابن جنية
جميلة ياميندونا وكئيبة ... حسيت بالخنقة من كلماتك عن الحر والجو الخانق
وحسيت بالإرتباك والخوف أثتاء محاولتها الفرار من البنت ، وحسيت بقمة التناقض لما إحتضنتها ، وحسيت بالتناقص والإضمحلال السريع لما قعدت تصغر
جميلة جدا
فيه شيء مؤلم جعلني أدمع عندما تخيلت الفتاة التي تصغر تدريجيا حتى تصل للجنين العاجز
شيء مؤلم والفتاة بتنده على ابراهيم الذي ليس بابراهيم
مستني حلمك القادم ...
...........
على فكرة ... أنا مورطك معايا في تاج
مستني زيارتك عشان تشيلي الشعلة
خالد : يخربيش عقلك انت
:))
يارا : العفو يا جميل
شكرا علي كلامك
كل سنة و انت طيبة بالمناسبة ;))
هوميروس : شياطين إيه بس يا هوميروس احنا ناقصينهم ،كفاية احنا :)
يعني هو مش حلم حقيقي بالصورة
مزيج بين أحلام حقيقية و توليفات من عندي
شوكير : أهلا بيك يا جميل
بس انت بتتكلم بصيغة المؤنث ليه عن البطل ، ده راجل
يوميات (رجل) حالم
:)
هشام : شكرا يا هشام :)
فهرنهايت 451 : شكرا علي كلامك الجميل يا فهرنهايت
بإذن الله الحلم الجاي قريب :)
التاج اللي انت عملته جالي قبل كده من زنجي و عملته ، بس الأسئلة كانت بالإنجليزي :)
شغف : ممممم
تصدقي انت تالت أو رابع واحد/ة تقوللي الكلام ده ؟
أنا هفكر فعلا ف الموضوع و أجمعه ف مدونة
أم المريلة الكحلي : كويس ان إحساس الحر وصل للدرجة دي
شوكير برده قاللي كده
جايز عشان كنت حرانة جدا و انا بكتب البوست :)
جو المدونه بشكل عام- الخلفية السوداء - لوحة ألبرتو سوجى - الحر - المستشفى - الأغتصاب - الأضطراب - التقلص أوووووووووووووف
أنهج بشده و أستشعر لذه غريبة
ربما لأنى أحتاج ما يدعم مزاجى السئ حاليا
أشكرك على الدعم الراقى
شكرا تمر حنة :)
أهلا بيكي
Post a Comment