قرأت يوما أن الجنس في القبائل البدائية كان في حالة منحلة(حسب الأعراف الأخلاقية الحالية)، فلا يرتبط بزواج أو اتفاق معين، و بالتالي فهم لم يربطوا أبدا بين الجنس و الإنجاب، و مازالت بعض القبائل الأفريقية البدائية لا تربط بين الجنس و الإنجاب
و أحتار، ترى هل هذه حماقة مثيرة للشفقة أم نعمة من عند الله، فأنا - على الأقل - أفتقد بشدة فكرة الفطرة، أو العودة إلى الطبيعة، ربما مشاعر الحنين إلى الماضي الغامض يكون سبب من أسباب هذا الشعور، مجرد أنني لا أعلم شيئاً عنه، لم أعش معاناته، و لذلك فأنا أشتاق إليه و أتمنى العودة، و كأنني كنت فيه من قبل ... تلك العواطف الغير منطقية
بالطبع نوستالجيتي الحارة تجاه الماضي ليس سببه الحرية الجنسية فقط، عدم وجود القوانين، و التي أحيانا يخيل لي أنها صنعت للقهر و ليس للحماية، لماذا من يريد شيئا لا يأخدها عنوة دون قانون؟، و من يريد سلبها منه يدافع عنها إلى آخر رمق، و حينها سيدافع عن شيء يستحق، لن يدافع عن وهم ما، أو عن أناس غير مكترثين، أو عن أجيال غامضة ستأتي في المستقبل البعيد .. الى آخر هذه الفانطاظيات
و أعتقد لم تتكون في تلك الفترة الكلاكيع الاجتماعية المعروفة الآن، و التي أعتبرها أيضا من الفانطاظيات و لكنها تتميز بأنها سخيفة و تقتل الخيال ( عكس ما تتميز بها الفانطاظيات عموما)، فلا أب لي غالبا في هذه الحالة، لا أخوة لا أخوات لا أقارب (بما أن النسب مجهول) ماعدا الأم، ربما كانت هذه نقطة قوة للنساء فيما مضى و لكنها الآن صارت نقطة ضعف
و من ضمن المزايا الأخرى للعودة إلى الماضي البعيد أنني سأصير حافية، هذه من أمنياتي الصغيرة، أن أمشي حافية على الأرض، و لكن لو مشيت حالياً حافية غالبا سأدوس على أسفلت أو حشيش صناعي أو أي شيء غامض آخر لا يمت للأرض بصلة
كما أن الهواء بالطبع سيكون له رائحة محتلفة و لون مختلف، و بالتالي ستكون النجوم فادحة الوضوح ليلاً، أنام على الأرض و يكون السماء سقفي، أبحث عن قوت يومي بكل جسدي، لن أملك عندئذ ترف البحث عن جدوى لحياتي المملة و التي أحاول كل يوم ملئها بألف سبب و ألف لون للعيش
ببساطة شديدة، لو عدت إلى الماضي سأكون إنسانا طبيعيا، أما الآن فأستطيع الجزم بأنني نسخة مشوهة من أبناء آدم الكثيرين، الذين أرهقهم الهوء المائع، الشمس التي تغيب باستمرار وسط المباني المتربة القذرة، الأشجار الهزيلة المدهونة بدهن أبيض قبيح، كل شيء، لا أجد له تعبير سوى (طلوع الروح)، لا أجد شيئا طبيعيا سوى بطلوع الروح، مؤخرا كففت البحث عن بني آدم طبيعي
و هكذا، أغنية (الأيام فوق البنفسجية) تهيج فيّ هذه المشاعر النوستالجية النبيلة، مكفكفة دموعي ( الغير طبيعية لأنها إفرازات ناتجة من ماء ملوث و سوائل غير طبيعية) أشتاق إلى أناس كانوا يريدون بصدق، يأكلون و يشربون بصدق، يمارسون الجنس بصدق، يحاربون بصدق، يُقتلون أو يموتون بصدق .... طبعا هذه فانطاظيات، لأنني لم أر شيئا كهذا من قبل كي أشتاق إليه، و لكنها تلك النوستالجيا اللحيمة
Baby I'm runnin away, while the sun still burns
Whisky don't sting anymore, so I'm drivin
And now the air don't taste the same, in these ultraviolet days
The whisky don't sting anymore,
It's like I've been screwed to the floor for such a long time
Now somethin's bangin the door and I'm gone
And now the air don't taste the same, in these ultraviolet days
صاحب اللوحة
Chaim Soutine - Céret Landscape_ Paysage de Céret. c. 1919. Oil on canvas
3 comments:
الغريب انى اريد تجميع كل الافرازات الناتجه عن التلوث الهوائى والغذائى والمائى والجسدى وتوثيقها فى لوحه ذاتيه او عصر نفسي...لارى..اى مسخ ساكونه فعلا
:) sorry ,but this world is too good to be true
سارة : إنما الحياة كفاح ضد التشوه
نياه نياه
:)
xero:
أكيد، و إلا مكنتش حلمت بيها
:D
Post a Comment