Monday, August 27, 2007

picabia
اللعوب







Sunday, August 19, 2007

يوميات رجل حالم 12



حلمت بأختي تحكي لي عن حالة فريدة ـ على حسب وصفها ـ من الحالات الطبية التي قابلتها، فأختي طبيبة، و أثناء الحكي عن تلك السيدة كنت أراها في صورة بلا ألوان و بلا صوت (كانت مشعثة الشعر أسوده، ضخمة الجسد و لكن لم تكن بدينة، عيناها مجنونتان، أعتقد بشكل ما كانت تعاني من بعض العته أو الخبل)، قالت أن هذه السيدة قد تركها زوجها، كان أصلع الرأس، يرتدي العوينات) هرب منها لأنه كان يراها غير صالحة كزوجة و كأم ( غادر البيت و في يده حقيبة سفر أنيقة صغيرة، مرتديا حلة كاملة أنيقة هي الأخرى)، ثم قالت لي أنها ذات يوم قررت مع نفسها أنها تريد الإنجاب (أتت بصورة زوجها و دخلت البانيو الأبيض العريض في دورة المياه و جلست بداخله، أذاحت ردائها الأسود الفضفاض الطويل و أدخلت الصورة في فرجها) ، بعد تلك الواقعة بأيام معدودة عرفت أنها حملت، بعد تسعة أشهر أنجبت ثلاثة توائم، لم يدر الأطباء إذا كانوا ذكورا أم إناثا، لأنها أكلتهم واحداً بعد الآخر، يقولون أنها فعلت ذلك انتقاماً، أصيبت بعد ذلك بتجمع دموي في سرتها بسبب طريقتها الخاطئة في الولادة، كانت الآلام مبرحة فيما يبدو، جرت صارخة بأعلى صوتها ثلاثة قرى كاملة ( شعرها الأشعث الطويل يتطاير، وجهها متشنج و عيناها جاحظتان، فاتحة فمها بكل ما أوتى لها من قوة و تصرخ دون دموع، كانت ترتدي رداء أسودا و طويلاً)

أنهت أختي القصة، فكرت كم هى امرأة قوية، قوية جداً، ظللت أقول ذلك حتى انتهى الحلم
صاحب اللوحة
Gustave courbet - The origin of the world 1866

Monday, August 06, 2007


إذا توقفت لحظة أو لحظتين و سألت لنفسي أن أقول كلمتين عن النفس البشرية، فلا أجد بالتأكيد سوى القول بحنكة شديدة أنها مثيرة للملل و الضجر و التعب، كأن الكائن منا يحمل معه طن من الأشياء و يجرجر نفسه في الطريق بها، حتى ينسى في الطريق الطويل أنه يحمل معه هذا الطن، ثم يأتي شيء ما ليذكره أنه يحمل هذا الطن يجرجره... ثم ينسى ثانية بعد لهاث طويل كمحاولة للتكيف .... و هكذا
تذكرت هذه الأيام هذا الطن المضجر، تذكرت أنني عبارة عن كتلة من تراكمات الطفولة و الخلفية الأسرية و مناخ البيئة و ثقافة اللغة و الصدمات و الأحقاد و و و، و أعتقدت لفترة أنني قد تخلصت من كل هذا لأجد أنني عبارة عن مرآة لكل ذلك، بالتأكيد لست أنا وحدي كذلك، فتقريبا كل البشر الذين قابلتهم هكذا، و محاولة الانسلاخ من هذه (التراكمات) تبقى كمحاولات مثيرة للإشفاق أو السخرية
لماذا لا يكون هناك أزرار كي أستطيع التحكم في هذا الطن؟، أريد أن أشعر بكذا (أون)، لا أريد أن أتذكر هذا الآن بل لا أريد تذكره مرة أخرى (أوف)، أريد أن أتكلم بطلاقة (أون)، أريد النوم (أون)، لا أريد أن أشعر هكذا فهذا مؤلم (أوف)، أريد سب هذا (أوننن).... هكذا سأكون شيئا سهلا و سلس التحكم.... لن أشعر بالحيرة بعد ذلك من ردود أفعالي و عن لماذا لم أفعل كذا في الوقت كذا، و لماذا فعلت كيت بالذات في الوقت كيت، و بالتالي لن يشعر المرء بما يسمى حرقة النفس أو سكاكين النفس لأنه سيكون هناك زر أوف لكل هذا
و لكن سيرفع الفنانون و الأدباء مرهفي الحس أيديهم اعتراضاً، و ماذا يبقى لنا لنكتب عنه و نعبر عنه إذا لم يكن هناك معاناة و حزن و لوعة و سكاكين و سنج و مناشير
أقول لهم بحنكة أخرى شديدة أن يكتبوا عن دوافع النفس البشرية لاستعمال الأزرار...هوهوهو
اه...يالها من يوتوبيا حالمة