Monday, October 31, 2005

المَرائي


يتركه يغادر ..عند منتصف الليل
فإذا به يجد الثاني..يتركه يغادر أيضاً
و لكنه يجد الثالث أمامه
يتجاهله
يسمع أصواتهم و يكتشف أنهم منه بمرأي (لا ..لا أريد أن أراها ) هو قد عزم علي ذلك
ثم يجد نفسه محاصراً بالرابع
و قد رآها في الرابع
تناساها و تجاهلها ، و لكنه لم يستطع تجاهل الحزن المخزي الأليم و الطعم المالح عند جانبي فمه المرّ

Sunday, October 30, 2005

التراويح و الأفيون و سيدات خريف العمر


صلاة التروايح في هذه السنة لم تكن جميلة مثل السنة الماضية ،ولا يعني ذلك أنها لم تكن جميلة هذه السنة ، كل ما في الأمر أن التراويح في السنة الماضية كانت أجمل
الجامع في الطابق الثاني مزدحم ،ولذلك كنا نضطر إلي الصعود في سطح الجامع ،وكان السطح مزدحما أيضاً

اكتشفت أن السطح مكان جميل للصلاة نظراً للهواء الطلق و الضوء الخافت و السماء السوداء التي تضيء بقليل من النجوم من حين لآخر (هي البلد دي فقر حتي في نجوم السما )


وجعلني هذا الأمر أتابع أطوار القمر في الشهر الكامل، كان أمراً مسلياً حيث كنت أتابع مكان وشكل القمر كل يوم

و تخيلت أن علم الفلك علم ممتع يجعل الشخص عينيه شاخصتان إلي السماء دائما (علاج مثالي للتلوث البصري التي تصيبنا به الأرض)

كانت هناك أمهات يحضرن معهن أطفالهن الصغار ، يلعبون و يجعجعون و يتشاجرون أثناء الصلاة في السطح ،عقب كل ركعتين أنظر إليهم شزراً وأهددهم وهم يضحكون و يتسلون بالتحديق فيّ أثناء الصلاة
أطلب من الأمهات بطريقة أحاول أن تكون لطيفة (خدوا العيال المتشردة دي و انكشحوا من هنا )طبعا هذه الجملة قلتها بداخلي
أقول لصديقتي (م) بأن الجامع ليست حضانة،وتقول لي بأنني لن أصلح لكي أصبح أماً

وغالبا هي علي حق

************

ومن أكثر الأشياء التي أثارت حنقي ،استغلال التراويح للدعاية لمرشح معين للإنتخابات (مجلس التنابلة الحلوين ..مجلس الشعب)
تخاطبنا سيدة ما بأننا يجب أن ننتخب المسلم التقي الحاكم بأمر الله ونرشح الرجل الصالح لذلك
و توزع كارت دعاية بإسمه وعلي وجهها ابتسامة صفراء عريضة....تجول في خاطري أفكار(وحشة) علي غرار
(الدين أفيون الشعب) لا لا ( الدين أفيون الجهلاء ) لأ لسه برده ...
طبعا العبدة لله مقتنعة بأن الدين ليس أفيونا ...ولكن البشر استغلوا الدين حتي (يُأفينون) بها الجاهل
الكل هنا مقتنع بكلام السيدة طبعا
لا أدري ولكن إحساس ما بأنني منافقة دخلت الجامع للصلاة ينتفخ بداخلي
(الله يخرب بيت الغباء ..المدونات دي لعبت في دماغي )...فلألوذ ببعض الذي أعلمه ،ولأبتعد عن المهاترات اللامجدية

***************

دائما كنت أحب صحبة سيدات منتصف العمر (الأربعينات و الخمسينات) وأصلي معهن،ربما الإحساس بوجود شخص عاقل بجانبي ،غالبا حتي في الحياة العادية أحب مجالستهن أحياناً وتبادل أطراف الحديث معهن و شرب القهوة...حينما يصيبني الضجر من حماقة نفسي وحماقة الشباب ،برغم أن أغلب الحوار أحادي الطرف يتلخص في وصايا شبيهة بوصايا (أم إياس العشر) وعن وجوب فعل الخير والحياة كما يرضي الله وعن (الرجالة اللي اتمنع صُنعهم من زمان )
أحيانا أري في كلامهن إجمالي محصلة الحياة ، وهذه الحقيقة ترعبني
بأن الإنسان قد يذهب ويجيء ويتوه و يدور ويصل في نهاية المطاف إلي جملة أو جملتين تلخص حياته المليئة في ورقة صغيرة بيضاء بخطوط سوداء قاسية

(صدقيني يابنتي ،مفيش حاجة تستاهل ،لا الراجل ولا المال .. و لا حتي العيال ، كله بيحصل بعضه)
العمة (أ) قالتها في لحظة صفاء ، قاست كثيراً مع زوجها النذل الذي قضي معظم حياته بعيداً عنها لكي تتوه في تربية أطفالها الطيبين فاقدي الحنان ،ربما قالت ذلك من باب الإحساس بالحسرة علي ما تكبدته
(اه ، عندك حق والله يا طنط (أ) ) أرد عليها بآلية

ليت الحكمة تكون حاضرة دائماً ، ولكن تضطرني الحياة كثيراً إلي جرجرتي كي أتوه في الإسهاب ،نسخ مكررة من المواقف واليوميات

ربما أقف لاهثة من التعب يوماً ،وأكتشف مثل الآخرين أن حياتي لم تحقق ما أردته منها ، وأنها بدلاً عن ذلك قد أخذت كل ما أحببته دون أن تعطيني حتي الرمق مخرجة لسانها إلي العبدة لله

و أكتشف- مثل الآخرين أيضاً- أنني ظننت بالإمكان صنع شيئاً مميزاً من عالمي

-(م) ، إيه رأيك في تراويح السنة دي ؟
-السنة اللي فاتت كانت أحسن
-تفتكري لو كنتي في زمن تاني كنا هنكون إيه ؟
-جارية حلوة بتعرف تلقي شعر
-هيهي حلوة تصدقي ، الواحد كان هيبقي باله رايق خالص مش وراه غير انه يغني و يحط مسك ويروح السوق و...وخلاص !!
-وانتي كنتي عايزة تبقي إيه
- أبقي درويش ، علي الأقل مش هخاف علي حاجة أخسرها من الدنيا بنت... دي

******************

البرد كان قارساً للغاية في السطح أثناء الإعتكاف ،وجلست أقرأ القرآن متكورة علي نفسي محاولة حماية صدري من البرد

تخيلت بأن الدراويش من النساك و أهل الدين الزهّاد كانوا يظلون في هذا البرد القارس طوال الشتاء (تري ماذا كانوا يرتدون؟) ، كما أن الشمس كانت تحرقهم بلاشك في شهور القيظ

وأتساءل تري متي تحضر الحكمة التي تنقذني من هذا الإحساس القديم بالتعاسة

..........

ربما لن تأتي

Thursday, October 27, 2005

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
صدق الله العظيم

Tuesday, October 25, 2005

رداً علي دعوة العزيز شوكير سأقوم بنشر هذه :)

سبعة أشياء أخطط لعملها:
-

أن أحاول عدم العبوس في وجه الغرباء (من إحدي عاداتي التي لا أحبها كثيراً)
-قراءة الكتب المتكومة التي اشتريتها مؤخراً (محصلة الكتب التي اشتريتها أكثر من محصلة الكتب المقروءة )
-البدء في المذاكرة ( شكلي مش هبدأها خالص )، و مزيد من الإهتمام بحضور المحاضرات
-التخفيف من شرب الشاي و القهوة (لأن الإسراف فيه يؤدي إلي نتائج عكسية و هذا ما يحدث لي )
-البحث عن كتاب (فصوص الحكم) لابن عربي
-البحث عن طريقة ما لتقوية و تحسين الذاكرة (بيقولو شاي الروزماري)
-أريد الذهاب إلي حفلة لفرقة (الطنبورة) ببورسعيد و التي سمعت أنها تُقام هناك إسبوعيا



سبعة أشياء لا أستطيع عملها :

-

سرقة بنك
-الهروب من البلد أو تهريب أبي و أمي إلي خارج البلد
-الخروج بعد منتصف الليل
-ركوب دراجة أو موتوسيكل
-مجاراة الناس في المناسبات الإجتماعية
-القفز و الدوران في مكان عام
-الرد بسماجة علي شخص سمج (دائما الضيق يلجم لساني و عقلي في هذه الأحوال،وأجد الرد المناسب بعد فوات الأوان)

سبعة أشياء عادة أقولها:


-

ياراجل ( أقول ذلك حتي لصديقاتي البنات)
-جتنا نيلة علي حظنا الهباب
-يا خوفي منك يا بدران
-لا بَقْس ( يعني لا بأس بس أنا بنطقها كده (و أحياناً لا بوكس))
-قشطات
-الله يخربيت الغباء (و خاصة حينما تنتابني رغبة ملحة للدعاء علي شخص ما )
-c'est la vie( لما ملاقيش كلام أقوله )

أدعو الجميع لكتابة تلك الأشياء السبعة التي تعملها و لا تعملها و عادة تقولها، ربما تساعدك علي فهم نفسك قليلاً

Saturday, October 22, 2005

مشكلة فلسفية معقدة

صديق لي قد بعث بهذه الرسالة منذ زمن ، هي متداولة من عدد من الأشخاص فمصدرها مجهول ، رسالة ظريفة

************

مرة واحد كان معاه ربع جنيه .. ففكر يعمل بيه إيه .. يشرب عصير قصب و لا يركب الأتوبيس

فقال لنفسه: أنا لو ركبت الأتوبيس هيبقي في حل من إثنين >يإما هقف أو هقعد


لو وقفت مش هيبقي في أي مشكلة


لكن لو قعدت هيبقي في حل من إثنين > >يا إما هيقعد جنبي راجل أو تقعد جمبي ست


أنا لوقعدت بجانب راجل مفيش مشكلة


لكن لو قعدت بجانب ست هيبقي في حل من إثنين > >يا إما هنعجب ببعض يإما مش هنعجب ببعض


لو مأعجبناش ببعض مفيش مشكلة


لكن لو أعجبنا ببعض هيبقي في حل من إثنين > >يا إما هنتجوز يأما مش هنتجوز


لو مإتجوزناش مفيش مشكلة


لكن لو إتجوزنا هيبقي في حل من إثنين > >يا إما هنخلف يأما مش هنخلف


لو مخلفناش مفيش مشكلة

لكن لو خلفنا هيبقي في حل من إثنين > >يإما هنخلف ولد أو بنت

لو خلفنا بنت مفيش مشكلة


لكن لو خلفنا ولد هيبقي في حل من إثنين > >يإما هيستقيم أو هينحرف


لو إستقام مفيش مشكلة


لكن لو إنحرف هيبقي في حل من إثنين > >يا إما يدمن أو مش هيدمن


لو مأدمنش مفيش مشكلة


لكن لو أدمن هيبقي في حل من إثنين > >يا إما هيبقي معاه فلوس أو معهوش


لو كان معاه فلوس مفيش مشكلة


لكن لو كان عايز فلوس هيبقي في حل من إثنين > >يإما هيسرقني أو هيقتلني


لو سرقني مفيش مشكلة

لكن لو قتلني ... ... ... إيه ؟ ... يقتلني
؟؟!!!!!!!!!





لا ياعم أنا أشرب عصير قصب أحسن

Wednesday, October 19, 2005



لقد قرأت ( يوميات عبقرينو)..أقصد (يوميات عبقري ) لسلفادور دالي ، و في الحقيقة لا ينكر عبقرية دالي إلا أحمق للأسف الشديد (وكذلك من ينكر وسامته)



العبقريات توجّه إلي اتجاهات متباينة تبعاً لشخصية العبقري و إسلوب معيشته ، فأنا أعتقد أن العبقرية نوع من الطاقة ، وهذه الطاقة في البداية ربما لا تكون واضحة
مثل كتلة من الصلصال ، و الشخص العبقري يشكل هذا الصلصال كيفما يشاء و بالطبع يكون العمل مميز و لم يُصنع مثله من قبل ، و لكن قد يكون العمل آية في القبح العبقري
و هذا ما أعتبره في (سلفادور دالي )،فهو قد عبّر باتقان عن القبح الإنساني و كوابيسه و برع في التعبير عن هلاوسه الشخصية إلي لوحات ،و بقدر ما تكون قبيحة ، بقدر ما نري التناسق الجمالي فيها..فأحتار في تصنيفها

و لو تخيلنا عملية رسم الهلاوس اللحظية التي تأتي للمرء بالتأكيد يصبح أمراً صعب التنفيذ
علي سبيل المثال ، أنت قد حلمت بكابوس ما ، و رأيت فيه رؤي بشعة في مشاهد متتالية ومتباينة ، و تصف هذا الكابوس لشخص ما ، فطلب هذا الشخص أن ترسم هلاوسك و كوابيسك في لوحة زيتية
بالتأكيد سيكون أمراً ليس بالسهل أبداً و يحتاج إلي سعة خيال وبراعة في تحديد النسب، لأنك تحاول أن تنقل خيالات غير محددة إلي أشكال محددة في لوحة ما

لقد أمتعني الكتاب حقاً و كان يبهتني مدي الجنون الذي وصل إليه ذلك الرجل ولا أجد نفسي إلا و أردد قائلة ( هيهي.. أيابن المجنونة )


ولكن رغم ذلك كان يتصرف بمنتهي الوعي مع البشر المحيطين به

فعلا هو كما قال عن نفسه : (الفرق بيني وبين المجنون هو أنني لست مجنوناً)



لكنه كان مجنوناً نابهاً بعض الشيء، فهو كان يحب الثراء و الرفاهية ، وأن يكون محاطاً بالمعجبين و المعجبات قائلا لأصدقائه بأن هذه الأضواء المحاطة لا تزعجه علي الإطلاق ساخراً من بيكاسو ذو الفكر الإشتراكي


و أيضاً كان يملك منطقاً غريباً بعض الشيء ، هو مزج النتانة البشرية المادية بالصوفية و الروحانية ، أحنقتني الفكرة في أول الأمر، لأنهما لا يتساويان أبداً
فلقد قال هذا المخبول هنا:
( إن إعصار دالي الفلسفي يتشوق لسحق و تدمير كل شيء بمدفعية نيترونية فوق ذرية كي يحول الخليط البيولوجي من الأحشاء النشادرية الدنسة إلي طاقة روحانية محددة ، فإن وجود الإنسان و هدفه علي الأرض سيكون قد تحقق ، و كل شيء سيصبح ثميناً)

و لكن أعتقد أن ما يلجم الروح الذي يتكلم عنه من التحرر و الخفقان هو الجزء المادي من الإنسان

و أصابني الغيظ أيضاً من آرائه الوقحة لكثير من فناني عصره و غير عصره ، وخاصة رأيه في لوحات (إل-جريكو) و الذي أعشق أعماله وخاصة ألوان السماء الكابوسية التي كان يصورها

عجبني ولعه الشديد بزوجته (جالا) إلي الآخر ، فحتي بعد موتها زهد الحياة و انعزل الحياة ثم أصابه بعد ذلك الشلل الرعاش ليموت بعد موتها بسبع سنين ...كانت ملهمته في كل شيء بشكل ما....و لا أعلم لماذا أشعر بأن حبه ل(جالا) هو إثبات بأنه لم يكن أفاقاً متصنع الجنون و العبقرية

أظن أنه عاش مستمتعاً- ولا نقول عاش سعيداً-فما يريد الفنان الرسام من الحياة سوي المعاناة من أجل شقاء البشر وهو جالس علي كرسي وثير و بجانبه قهوته المفضلة في ( الأستوديو) الخاص به منتظراً الفرج ؟...أقصد الإلهام

(دالي ) ذاته لم ينكر ذلك فقد قال:
إن أسهل الطرق لعدم تقديم تنازلات للذهب ، أن تمتلكه، حين يكون الإنسان غنياً فلا فائدة من الإلتزام بشيء ، البطل لا يدخل في أي إلتزام ، إنه النقيض تماماً للإنسان الداجن الأليف و كما قال الفيلسوف القطالوني( فرانشسكو بيول ):
(الطموح الأكبر للإنسان علي المستوي الإجتماعي هو الحرية المقدسة في أن يعيش دون الحاجة لأن يعمل )

في رأيي ذلك ليس في كل الأحوال-كما قلت ربما تصلح تلك النظرية للفنانين ذوي الأيدي الناعمة- حيث إذا كان هناك عمل تحب أن تؤديه و مارسته بالفعل فذاك درباً من الحرية النادرة
ولكن المأساة الكبري هو أننا دائماً منقادون لأعمال لا تناسبنا ولا نحبها

حقاً (دالي) كان شخصية فذة بشكل من الأشكال ، و لا يهم إن كانت آرائه صح أم خطأ ، أو إن كانت لوحاته تعجبني أم لا ، و لكن من الصعب أن يأتي الزمن بتركيبة مثل تركيبته هذه ، و إن جاء فمن الصعب أن يحظي بنصيب من الحظ مما ناله (دالي)!!

من يدري ، ربما لو كان من مواليد مصر لانتهي به الأمر إلي مصحة عقلية ،أو شخص منعوت بغرابة الأطوار بدلاً من أن يكون ( الرسام العبقري السوريالي )!!

و دمتم
.....

Sunday, October 16, 2005

يلعن أبو القرش


وقفت أمام المرآة
تنتف بعضا من شعيرات حاجبيها المشذبتين
تشد خدودها في محاولة أن تفرد أجزائها المتدلية
عيناها الخضراوتين،أنفها الدقيق ، شعرها المسترسل التي تحاول أن تخفي شيبه الزاحف
كل ذلك يشي بجمال دفسه الزمن منذ فترة طويلة
تبدأ في تناول الروج الأحمر و تصبغ شفتيها الرفيعتين
و تكمل زينتها في تأني بمكياجها الرخيص
نظرت النظرة المعتادة لوجهها في المرآة و رجعت إلي الوراء
ترفع صدرها المحشور في الحمالة و تُعدّل من شكله
و تتأمل جسدها وسط الضوء الشاحب للحجرة

-ياختي علي جمالك يا (زوبة)....صحيح...يلعن أبو القرش
تمشي مبتعدة عن المرآة و ثنايا الفستان القديم تفضح تكورات جسدها المتحرك
و أغلقت الباب بعد مغادرتها الحجرة متهيأة للموت باحتراف و علي وجهها الضحكة إياها.....


Tuesday, October 11, 2005

قليلا عن فن اللغة

كنت أبحث بمناسبة رمضان عن صور لفن الخط العربي ،و بالطبع أشكالها مألوفة و أحبها عادة

و هنا وجدت صور خلابة لفن الخط العربي مختلف عن المألوف قليلا

و يبدو أن هذا الفنان مشهور و قديم إلا أنني أعرفه لأول مرة
جعلني اُعيد النظر في جمال الخط العربي و أصالته
و أشكاله الناطقة المعبرة

وفي موقع ما من المواقع وجدت هذا القول الجميل (أو بما معناه لأن مش فاكراها أوي ومش لاقية الموقع)


( إذا كان الرسم هو الفن الذي يُري ولا يُنطق
و الشعر هو الفن الذي لا يري و يُنطق
إذا فالخط العربي هو فن يُري و ينطق )

ربما بها بعض من الإنحيازية لكنها معقولة

الفنان الذي أتحدث عنه يسمي علي عمر إيرمس
و هو قد ابتدأ مشواره الفني كشاعر ثم ابتدأ في تصوير أشعاره علي لوح

ما أخذته من انطباع هو أن كل حرف فعلا يدل علي اللسان الذي ينطق به
علي سبيل المثال حرف (ط) لا أدري و لكن أشعر أن شكلها يوحي بنطقها (ط) ،وكذلك حرف ال(ح) ، شيء مضحك و لكني فعلا أشعر بذلك

أيضا شعرت بذلك في الحروف اليابانية ربما بدرجة أكبر
あعلي سبيل المثال هذا الحرف
تري هل يمكن تخمين نطقه ؟
ألا يشبه شكله مثل الفم المفتوح ؟ فهذا الحرف ينطق ( أا) فقط بأن تفتح فمك علي شكل دائري و تخرج الصوت ( بالمناسبة هذا الحرف هو أول حرف في الأبجدية اليابانية)

ربما الحروف الشرقية فقط هي التي تتميز بهذا الرونق لما فيها من زخارف و معان

و فن الخط في الصين و اليابان يمتاز بسحره الذي ينافس العربية
فحروف ( الكانجي )-بتعطيش الجيم-كل حرف يدل علي معني معين من المعاني ، فحتي لو شخص من أبناء البلد لم يستطع قراءة الحروف الصعبة من الكانجي سيفهم مضمون الكلمة من شكل الكانجي نفسه
木علي سبيل المثال هذا الكانجي
وهي تنطق (كي) و تعني الشجرة ، لو لاحظت فهي تبدو فعلا مثل الشجرة

森و كلمة الغابة بالكانجي تُكتب هكذا
وهي بالطبع تعبر ببلاغة عن مجموعة من الأشجار متجمعة

وهذا مثال بسيط ، لأن حروف الكانجي لها مستويات وكتابتها تصعب كلما صعدنا إلي مستوي أعلي، حتي حفظ هذه المستويات و كتابتها يعتبر أمر غير سهل بالنسبة لأهل البلد (ماعدا حروف الكانجي المتداولة الإستعمال )

لذلك كنت أعتبر أن النطق باللغة و كتابتها في حد ذاته هو فن بعينه
و فن الخط في اليابان يسمي (شيوجي)

و لمن هو مهتم هذا الموقع
http://www.takase.com/

لماذا أتحدث عن فن الخط في اليابان ؟ لنعد إلي الخط العربي

إذا نترككم مع علي عمر إيرميس






أتمني أن أدرس فن الخط باستفاضة في يوم ما

Friday, October 07, 2005



رمضان قد أتي بإطلالته الجميلة

لا أقصد هنا بكلمة الإطلالة الفوانيس المعلقة ، و لا الزينات المدلاة من شرفات و ( بلكونات)البيوت ، و لا أغاني رمضان التي تصدح بها أجهزة (الردايو)و(التليفزيون)


فحينما يُقدم رمضان بإطلالته ، يشمل الهدوء و السكينة كل شيء ، بالرغم من ضجيج الناس و الطرقات ، و يحتفل الكون كله بهذا الشهر الكريم

وفي رمضان لا أشعر بالحزن و الكآبة مثلما أشعر في الشهور الأخري من السنة ، كأن الشقاء قد حظي بأجازته الخفيفة فلا يكون في رمضان إلا امتدادات (الشقاء و العذاب ) و التي تجيء من البشر فقط دون الشياطين ، لأنها هي أيضا في أجازة .. إجبارية
تصدح السماوات ليلاً بأعذب الكلمات القرآنية و الأدعية من كل مكان لتتحول إلي طاقة من السكون البهي
يا ليالي رمضان الساكنة ، تُغلق فيك أبواب الجحيم و تفتح فيك أبواب الجنة لتعطي قبساً منها لهذه البقعة الشقية من الكون

جمال رمضان ليس بكل هذا الضجيج من زينات و أغاني،و ربما لذلك تكون إطلالتها ممتدة في كل مكان

فهنيئاً أيها البشر بهذا الشهر .... وقد خسر من لم يسترق من لحظاتها الجميلة شيئاً

Wednesday, October 05, 2005


أكليشيهات إنسانية


استيقظ علي نور الصباح الشاحب يدخل من الشرفة ...برد الصباح يتعب صدري و أوصالي .... أتذكر من أنا و أين أنا ،ثم أعود إلي واقع بأن قد وجب الذهاب إلي كليتي المبجلة
أغسل وجهي و ألبس في عجل ، وسط ذلك كله أسمع شكاوي أمي الصباحية ، دائما تشتكي من شيء ما ... تشتكي من الأطباق المتسخة التي لم تغسلها بناتها ، من أخي الذي يعود متأخرا دوماً ...من أي شيء ..فقط تختلق الشكاوي

و أكثر ما يستفز أمي هو أن تري شخصاً هادئاً حينما تكون غير رائقة المزاج ، و بما أن العبدة لله دائما هادئة من الخارج فقد أنال من الكلام المعسول قبساً : تخاطب أبي :
-ولاّ بنتك دي اللي مش بتروّق حاجة في البيت

الأب :.......

-فالحة بس تكوملي في كتب و جرايد

أنا : ماما ...مالكيش دعوة بالكتب دي ، أنا هلمها في كراتين و أتكفّل بيها

-طب روحي ياختي تكفّلي بالكبّاية اللي بتشربي فيها الشاي حتي و تغسليها

بالطبع لا أعلق بعد هذه الكبسة فأهرول مسرعةً ناحية الباب و أحاول ألا أصفقها ورائي
*********

في السنتين القادمتين قد عزمت أن أذاكر فيها بجد ، ليس من أجل عيون كليتي الفخيمة ، و لكن -علي الأقل - كي أحصل علي بكالوريوس تقدير (جيد ) حتي ..
و لكن ليس نيل المطالب بالتمني...
-أنا : بت يا (ن) انتي فاهمة حاجة من اللي بتقوله الست دي ؟
-ن: يعني .....طشاش
وأحاول التركيز مراراً، و لكني أروح في غيابات أخري دون غيابات (الكيمياء الطبية)، و قلمي يتحرك علي الأجندة لكي يرسم فتاة ملولة
تباً....التركيز التركيز التركيز

? أين أجدك
***************
ن تحب معيداً أحمقاً في الكلية ، لا أدري كيف تحب رجلاً ثقيل الظل هكذا ...و حينما تتكلم عنه بوله و تزعج (أنفاسي )أقول لها متفزلكةً:
صحيح ... و للناس في الحب مذاهب

و العبدة لله في حد ذاتها لا تري سوي معيداً معتد النفس( فرحان بنفسه يعني )و يبدو أنه كان يعاني من عقدة نقص ما
فذاكر بجد كي يعوض هذا النقص فيصبه بعد ذلك علي طلابه المساكين أمثالنا في المستقبل
أقول لها ذلك ،و أضف بـأنني قد رأيته و هو يأكل ( سندويتش الطعمية ) و كانت الطعمية عالقة في شاربه فكان شكله مقززاً للغاية
و لكن الحب ليس له حدود ....مثل الحماقة

*******************

أخرج من كورس التعذيب المسمّي ب( المحاضرات) و أذهب لشراء القهوة ، أري ولداً صغيراً يبيع المناديل ، أراهم دوما في كل مكان ، تري هل شعروا يوماً بإحساس الأمان في كنف الأب و الأم ؟ أم أنه لم يتعرف يوماً علي شيء كهذا ؟ و لماذا يأكلهم الضياع و هم مازالوا أطفالاً هكذا؟
تملكني الغم ...مثل كل يوم
********************
أري سجائر الفتيان تشتعل من حولي و يشتعل صدري معها ، فسجائر النهارأفضل من سجائر الليل أحياناً ، اااااخ ياني يانا
أرمق (ي) و هو يدخن سيجارته ، و أتساءل تري ماذا سيفعل إذا أخرجت سجائري و أشعلتها حالاً ؟
-يا (ي) معلش ، روح دخّن بعيد
-إيه؟...ليه .
-أصل أنا بكره ريحة السجاير
*********************
حوار قصير مع العرف و التقاليد :

أنا : انت يا معفّن انت
العرف و التقاليد : مين ؟ ...أنا ؟
أنا : أمال أمّي ؟!!
ع: أي خدمة يا ست
أنا : ياوش المصايب ، يا أساس كل مشاكلي ، يا أصل العُقد كلّه
ع: لأ لأ ، أنا مسمحلكيش يا آنسة ...من فضلك ، أنا ماليش ذنب ، الناس هما اللي عملوني كده ....أعمل إيه ؟ مش أنا اللي خلقت المشاكل ، أنتو اللي خلقتوها
أنا : عجبك كده ؟ أنا كمان هيجيلي بسببك مرض الإزدواج و الرياء !!
ع: يبقي دا برضه ذنبك انتي ، انتي بتدخني ليه طيب ؟ انتي اللي غلطانة ! ثم انتي جبانة ، متعترفيش ليه و تخلّصي نفسك ؟
أنا : مانتا عارف اللي فيها ، الله يخربيتك
ع : برضه بتغلطي ، يا آنسة الناس بتبرر نفسها بيّا و تعمل اللي هيا عايزاه ، الرجالة تعمل اللي هيّا عايزاه بإسمي ، و الستات تتسرفل في عباءات الحياء عشان تخفي فضايحها ...بإسمي برده !!، أنا من صنع بشر يا روحي ، أنتو بابا و أنتو ماما ، احمدي ربنا انها جت عالتدخين يا شيخة ، في أنيل منك كتير
أنا : مش قعدالك فيها و حياة أبوك و أمك
ع : يا حلولو....انتي متقدريش تهربي مني برده ... ازاي تمشي كده علي طول ؟ باباكي و مامتك هايسيبوكي يا قطة ؟

**************

أسير في الزحام عائدة إلي (شبه)البيت ،أناس كثيرون من حولي يمرون أمامي ، كل له خاطره و همومه وأفكاره ، و كل واحد منهم هو بطل كونه
ويحك أيها الكون ....لماذا تستغفلنا هكذا ؟

*****************

أصل إلي البيت ، أذهب إلي الحجرة و أهوي علي السرير و عينيّ مسمرتان علي أي شيء،و أجد نفسي أردد هذا السؤال الساذج الأبدي :
-هي الدنيا وحشة كده ليه يا رب ؟
أتذكر أياماً كانت الإبتسامة لا تشوبها شائبة ، و أخطط لأشياء وهمية أفعلها في هذا اليوم ....و أنام