Monday, May 28, 2007

وجه لشخص آخر


الزوجة: لماذا تضع المرأة المكياج في رأيك؟
الزوج: هممم، كي تخدع الرجل مثلا؟ (ضحكة صفراء)
الزوجة: بتاتاً

من حكايات فترة (الجينجي) أن كان لا يصح للنسوة إظهار وجوههن الحقيقية
لذلك لا ترى من رسوم نساء هذه الفترة سوى شعورهن السوداء.
مثلما هو عند العرب، تجد من نساءهن من يخفين وجوههن حتى الآن
الزوج: إذاً المكياج نوع آخر من الأقنعة.
الزوجة: هو نوع من التذلل.
الزوج: التذلل؟

الزوجة: المرأة كونها امرأة، كأن ذلك يجعلها لا تملك وجهاً تظهره
..............




الطبيب: ليست البيرة هي التي تسكرك
انه القناع الذي ترتديه
الزوج: أنت تلعب بالألفاظ
الطبيب: انظر.. كل من بالحانة يحاول أن يسكر
و لكن مهما حاولوا فلن يملكوا حجة الغياب
لأنهم لن يستطيعوا أن يكونوا شخص آخر
و لكن العكس صحيح في حالتك
لا تستطيع أن تكون أحداً
مهما فعلت فأنت تملك حجج للغياب
.............…








الزوج: أشعر كأنني خنزير غينيا تقوم عليه تجارب يا دكتور
الطبيب: ربما أستطيع صناعة الكثير من الأقنعة البشرية
سهلة التركيب و الخلع
أصنع عالماً خالياً من الآباء و بالتالي خالياً من الأخوة
لا يوجد به من يحبك و بالتالي لن تجد من يعاديك
لا تجد الجريمة لأنه لن تجد المجرم من الأساس
إذا كان هناك عالم حر مثل هذا فبالتالي لن تتمنى الحرية
و لن يكون هناك مكان تهرب منه لأنه لا مكان تلجأ إليه

عالم ينصهر فيه الوحدة و الصداقة و يكونان واحداً
و لذلك لن يكون هناك الحاجة إلى الثقة أو الشك أو الإتهام بين الناس
الزوج: إذا كنت فكرت في أمر القناع إلى هذا الحد، لماذا لم تجربه لنفسك؟

........

الأخت الضغرى : هل ستقبلني ؟
ربما تقوم الحرب غداً
الأخ الأكبر : نعم

...........
الأخت الصغرى : أنا آسفة

من الفيلم الياباني The face of another person 1966






Thursday, May 24, 2007

أتمنى من الرب

إني أبطل أكره بني آدمين شوية

Friday, May 04, 2007

يوميات رجل حالم 11

حلمت هذا اليوم بأن مجموعة من العصابات تقوم بإرهاب منطقتنا في البيت القديم، كان من لا يملك سلاحاً في بيته فهو ضائعاً لا محالة، عمارتنا المقابلة لنا تمتلك أسلحة كثيرة، عم (حسين) سائق التاكسي القاطن بها يراقبهم طوال الوقت من الشرفة ممسكاً سلاحاً ضخما يشبه المدفع، حدث ذات مرة إطلاق نار رهيب في سلالم عمارتهم، انتهت بتقهقر العصابة و بفوز عم حسين و المعلمة (كوكا) التي تقطن في الدور الذي يعلو شقة عم حسين، و التي استطاعت جلب الأسلحة بسهولة في ظرف إسبوع، أردت أن تجلب لنا نحن أيضاً، و لكن أمي باردت برفض التعامل مع (مثل هذه الأشكال) علي حد قولها، حيث أن كوكا تاجرة مخدرات، حاولت إقناعها بأننا في حالة طوارئ، و أننا سنموت في وقت لاحق إن لم يكن الآن إذا لم نملك ما ندافع به عن أنفسنا، و لكنها أصرت، و أبي أيضاً.. قال أننا حتى لو متنا فسوف نموت شهداء، لم أدر كيف الموت فطيساً هكذا سيكون استشهاداً
لم أعرف غرضهم-أقصد العصابة-من الهجوم علي منطقتنا، و لكن كنت أعرف أن صبي ما من المنطقة قد قتل ابن رجل من رجال العصابة هذه و هو يلعب معه في الشارع، و نحن قد رفضنا إعطاءه الولد حتى آخر لحظة، حتى هجموا ذات يوم، و كان يسكن الولد في العمارة المجاورة لنا، قتلوا من فيها جميعاً، و لكن سمعت أنهم لم يقتلوا الولد، أخذوه معهم، تخيلت مرتعداً أنهم سيجعلوا طفلاً يتمنى الموت

ذات مرة و نحن جالسون ظهراً (و كانت جميع الأنوار مطفأة)، طلبت مني أمي أن أجلب لها (البطاطس) من المطبخ كي تقشرها، قمت لكي أجلب لها البطاطس من الشقة الأخرى، سمعت و أنا أحمل كيس البطاطس عائداً أصواتا وراء باب الشقة(و كان لنا بابين للشقة)، نظرت من العدسة السحرية، وجدت مجموعة من البشر يحملون رشاشات و مسدسات، فزعت مما رأيت، خرجت إلى الشرفة، وجدت تكتل من رجال العصابة بالخارج، و الصبي الصغير الذي كان مختفيا واقفاً وسط الحشد يلقي بالتعليمات، نظرت إلى العمارة المقابلة لنا، وجدت المعلمة (كوكا) واقفة في شرفتها تنظر لي و لهم، تدخن سيجارتها الملفوفة في هدوء، و تنفث الدخان في اتجاهي، خرجت من الشرفة، كانوا قد فتحو الباب، كان معهم طفلة تشير إليّ، جريت بأقصى قوتي في الشقة الضيقة كي لا يطلقوا عليّ النار، اتجهت إلى غرفة الجلوس كي أخبرهم بما حدث، كانوا بالفعل قد علموا، لأن أمي كانت تحاول حشر جسدها المشحوم المتكور أسفل الكنبة، نظرت لي و لكنها تجاهلتني و استمرت في محاولة الاختباء، جريت ناحية حجرة أبي، وجدت أبي و أختي قد اختبئوا تحت السرير، حاولت الدخول معهم و لكن أبي لم يتحرك أو يتململ و لم يقل شيئاً، كان من الواضح أنه لا يريد إدخالي، فالمكان يكاد يكفي أبي و أختي، و لكنه لم يقل ذلك..وجدت المكتب فحاولت الإختباء أسفله و لكنه لم يخبئني البتة

وجدت أن مؤخرتي ستبقي ظاهرة للعيان و أنا جاثيا بهذه الطريقة، اضطررت حشر نفسي بقوة لأنه لم يكن لي مفر سوى هذا المكان، ارتعدت لمصيري المنتظر، ندمت لأنني لم أمتلك سلاحاً، أفقت من الحلم

ذكرني الحلم بشيء ما كنت أفكر به منذ أيام، في نسبية العلاقات، أو زيف العلاقات ربما، فليس من المفترض أن يحبني أبي لمجرد أنني إبنه، و ليس من المفترض أن أختي تحبني لمجرد أننا من نفس الدم، و ليس من المفترض أن زوجتي مثلاً (إذا كان لي زوجة) ستحبني لمجرد أنني زوجها، الحب و الاهتمام لا يأتي هكذا، بمنتهي السذاجة، ربما يعيش الجميع معاّ لأن هذا هو الشكل المعروف للعلاقات، أن العائلة تعيش معا، و أن الزوجة تحب زوجها أو العكس، و أن الأبناء يحبون آباءهم، و الآباء يحبون الأبناء و يخافون عليهم، و لكن من الممكن في لحظة ما أن يكتشفوا فداحة الأمر، بأنهم يعيشون معاً من أجل الاحتياج، و حينما لا تتوافر شروط الاحتياج يتخلصون من الآخر سريعاً، مثل الأب الذي يطرد الأبن الضال، أو الأم التي تقتل ابنتها التي فرطت في شرفها (الكسّي)، و في الحلم ... حينما حاولت الاستنجاد بهم لم أجدهم، و لم يكن أمامي سوى نفسي كي أنقذ نفسي، لا ألومهم على أية حال لو حدث ذلك فعلاً، لأنني أنا أيضاً سأفعل ذلك، ...بالتأكيد، سألوذ بنفسي أولا (و آخراً أيضا)، لأن لا أحد يهمني في الحقيقة سوى نفسي

ترى لو قلت لفتاة ما أنني أحبها، و هي أيضا قالت أنها تحبني، ما يدريني أنني أحبها فعلا أو أنها هي تحبني فعلا؟، ربما هي قررت أن تكون معي لاحتياجها إلى رجل ما، لشعورها بالوحدة، لحاجتها إلى الحماية، و إذا كانت تخاف علي و تحاول حمايتي فهذا من منطلق أنها تحتاج إلىّ لا لأنها تحبني، أو ربما هي تشعر بأهميتها في أنها تعطي و تضحي و تهتم ... و أنا الأحمق السعيد، و غالبا ستكون دوافعي مثل دوافعها، لأنني أريد فتاة ما تهتم بي، تحتويني، تسمع لي و تؤمن بي ...إلى آخر هذا الهراء، و لكننا سنتقابل، و نتحدث و نضحك و نطارح الفراش من منطلق الحب، و ليس الاحتياج الذاتي، حتى يظل كل شيء جميلاً ..و مريحا، ...فكرت لبرهة فيما أحتاجه الآن في التو و اللحظة ... أريد حرباً، لا أدري كيف، و لكنني أريده بحرقة