Friday, March 14, 2008

يوميات رجل حالم 16


بدأت (م) الحكي في الحلم الثاتي:
الحلم الثاني غريب بعض الشيء ... ههه، نعم أغرب من الحلم الأول أعتقد .. أنت تعلم أن لي صديقة مقربة جدا ..نعم (ن)، كانت معي في الحلم.
كنا قد اتفقنا معاً أن نغادر كوكب (الأرض)، و كنا قد اعددنا الكبسولة الشفافة التي تسعنا نحن الاثنين بالكاد كي نسافر بها إلى كوكب المريخ، و حينما انطلقت الكبسولة بنا كنا فرحين جداً، شغوفين لأن نرى أرض جديدة، سماء جديدة، شمس جديدة، سنعيش حياتين بدلا من حياة واحدة، ثم بدأنا في مطارحة الغرام، نعم ... لا تبدأ في الضحك.. حسنا، أنا أكره الرجال و لكن ليس عندي ميول مثلية.. يا أهبل ..همم، نعم كنت مستمتعة، كنت ألعق مثلثها ووجهها ينظر لي و الكبسولة تشف عن سماء سوداء مرصعة بآلاف النجوم اللامعة، كان المنظر جميلاً ...ههه،
كنت تتمنى أن تكون مكاني ؟


المهم أننا وصلنا المريخ، كانت تبدو كما رأيتها في المجلات، التراب البني المشوب بالحمرة يملأ بصرنا على مرمى الطريق، السماء أيضا محمرة، و الشمس بعيدة مائلة إلى الزرقة.. كانت مقبرة ساحرة، رأينا أناس ينقلون أشياء، يذهبون و يجيئون، كانوا متربين بادي الفقر و الإرهاق، دققنا فيهم النظر فوجدناهم مصريين، أدركنا أنهم قد نقلوا الكادحين من كوكب الأرض إلى هذا الكوكب كي يبدأوا فيها حياة جديدة و أمل جديد، نظرنا ساعتها إلى بعضنا و لم نقل شيئاً، فقط أتذكر أنني كنت فاتحة عيني نصف فتحة محاولة تفادي التراب الذي تحمله الريح، و عقلي لا يعمل كالماء الراكد ... كعادتي في حالات اليأس الضجرة.