Wednesday, August 31, 2005


رينيه ماجريت rene magritte
و الحزن الصامت ...!!
l'avenir des statues-1932

الرسام البلجيكي (الخطيرالفظيع ) رينيه ماجريت من الفنانين الذي أعشقهم سواء في إسلوبهم الفني أو فكرهم المتميز الذي ينعكس علي أعمالهم المميزة
فأنا أعتبر أن الفنان الجيد يستخدم الفرشاة (أو الفن عموما) للتعبير عن أفكاره الفلسفية أو العقلية دون المساس بحدود التعبير الفني


فأنا أكره بعض السرياليين (وعلي رأسهم سلفادور دالي) الذين يشوهون مبدأ التذوق الفني الذي يقوم علي العلوبروح الشخص (و ليس جرجرته إلي الأرضية أكتر ما هو أرضي) , فيظل يرسم تخيلاته ( المهلوسة الهيروينية) ويتفضل بها علي البشر قائلا أنه فن عبقري

و برغم أن ماجريت سريالي، إلا أنه مختلف كثيرا عن قرنائه السرياليين ....
فهو يرسم شخصيات عجيبة و لكنها ليست بعيدة عن الواقع أو غير منطقية، بل ربما تشعر بالألفة بها بل و الحنين لها أيضا.......


وأعماله بمجرد النظر إليها تدعوك اٍلي إعمال الفكر في محاولة لفهم ما يحدث في اللوحة الغريبة التي أمامك، و في ذلك يقول ماجريت:
إن أعمالي هي عبارة عن صور مرئية تخفي لاشيء، إنها تثير الغموض، و بالطبع حينما يري المرء عمل من أعمالي يسأل نفسه هذا السؤال البسيط :ماذا يعني هذا ؟، إنها لا تعني شيئا علي الإطلاق، لأن الغموض هو اللاشيء .
(دا علي كدا يا ماجريت 90% من اللي حواليا يعتبر لا شيء !!(: )


والأغرب من مضمون اللوحة، العناوين التي يختارها للوحاته
فعلي سبيل المثال هذه اللوحة الفريدة التي تسمي (اكتشاف الحياة ) Lوالتي في الحقيقة أعجز عن تفسير ما بها من رموز، ربما تغطية الشخص جسمه كاملة يدل علي الولادة، وهو يكتشف الحياة عن طريق التوحد مع الطبيعة (؟) ..... (لمن له رأي أرجو المشاركة)

l'invintion de la vie-1928


أما هذه اللوحة و التي تملك شاعرية مرهفة ومميزة جدا تسمي (العشاق )، فأعتقد-علي حسب رأيي الشخصي – أنها تعبرعن النظرة الغير عقلانية التي يري بها العشاق الأمور،لدرجة أنهم ممكن أن يصيبهم العمي في بعض الأمور المنطقية في الحياة ،ولكنهم علي أية حال سعداء بذلك (و علي رأي المثل : مراية الحب عامية !:)

the lovers-1928

memory- 1948
و المشترك في لوحات ماجريت هو: السماء، وغالبا ما تكون مائلة اٍلي الزرقة الباهتة المليئة بالسحاب (سماء خريفية) وفيها الكثير من الحزن البارد

غالبا السماء أعتبرها ملاذا للشخص حينما ينظر إليها... فحينما أنظر إليها يجول في خاطري أن السماء هي الشيء الوحيد الذي لم تتغير بصورة كبيرة منذ أن خلقها الله، فهي كما هي لم تمتد إليها أيادي البشر إلا منذ وقت قريب، ولذلك ربما يعتبرها ماجريت رمز للصفاء النفسي (؟)
لا أدري ...


حتي أنه عبر عن أن العالم الجميل من وجهة نظره-حيث أن اللوحة تسمي (beautiful world) - هو هذه السماء الزرقاء المليئة بالسحاب بجانب التفاحة الخضراء (ربما كانت من الفواكه المفضلة لديه :)


beautiful world-1962

في هذه اللوحة الآسرة أيضا تظهر ذات السماءالماجريتية.....،ربمايقصد بالأسرة الكبيرة : السماءأ و البحر والهواء وسرب الطيور (؟) ، و من الملحوظ أن السماء داخل اٍطار الطائر المرسوم يظهر بنقاء أكثر من خارجه ،ربما يدل علي نقاءالطبيعة و أن الانسان هو الذي لوث السماء فأصبحت بهذه السواد

the large family-1964

the great war -1964
منذ فترة حلمت بماجريت ، وأخذ يدلني اٍلي الأستوديو الخاص به، ورأيت الكثير من اللوح له ما أعرفها ولا أعرفها
و استوقفني عند لوحة أعرفها واٍسمها (الحرب العظمي )، و سألني إذا كنت أعرف ما معناها فأجبت أن لا
فقال لي أن المرأة هي الإنسان و الزهرة البنفسجية التي تغطي وجه المرأة هي الغرور الإنساني الذي يعمي العالم فتقوم الحروب علي أساسها ولا تقعد أبداً لمجرد الكبرياء والتعصب (سواء الطائفي أو العرقي أو الهبلولي) وقال لي أيضا أن هذه المرأة البرجوازية يدلل بها علي الحماقة !!



و بعد أن أفقت من الحلم حكيت لبعض أصدقائي عن الحلم و جميعهم قد قالو لي أن عقلي الباطن (شغال كويس ) ويستطيع تفسير اللوحات، ولكن صديقتي (م) تقول أن ماجريت حتما هو الذي زارني في الحلم
و بما أنني أؤمن بالأحلام و زيارة الموتي للأحياء عبرها، فربما يكون قد زارني فعلاً :)، ربما قد وصله بشكل ما أن هناك معجبة غلبانة تحب أعماله و تحاول أن تحلل أعماله فجاء لكي يترفق بي و يتطوع بتفسير عمل واحد لي )


عالم ماجريت لا ينتهي في الحقيقة من كثرة ما بها من رسوم تغوص بك اٍلي بعد آخر ملئ برؤى ماجريت الغامضة المليئة بأحزان ربما لم يبح بها أبدا في حياته و لكنه سجلها في لوحه الغامضة....و لكن أظن أنها لن تكون أبدا لا شيئ يا ماجريت ،حتي و لو أنت القائل بذلك !!

Friday, August 26, 2005

~~مرسال المراسيل~~


سلام عليكم.....

كنت قاعدة مع صاحبتي (ر) العزيزة , لما كنا في معسكر في (اسكندرية ) و كنا قاعدين علي الكورنيش بالليل ووشنا للبحر و معانا كباية الشاي بالنعناع العتيد و الهوا الرباني الجميل , يا سلااام يا (ريري ) و لا قاعدة خمس نجوم في أي كافتيريا قافلة و مكيفة , مش كده ؟
- اه و الله فعلا و أحلي حاجة ان احنا في معسكر من غير أهالينا الحلوين اللي كانو هيجرجرونا وراهم في الرايحة و الجاية
- اه فعلا , كان زمانهم لسه بيشوروا نفسهم هيقعودوا النهارده و لا هيتفسحوا، ولو هيتفسحوا هيروحوا فين
- اه صحيح , معرفتيش ان فيه مجلة لازم نعملها في آخر الاسبوع؟
- مجلة ايه دي !! هو احنا في ابتدائي؟ اتجننوا و لا ايه
- قالنا ممكن تكتب أي حاجة احنا عاوزينها
- ممممم
و بعد فترة من التفكير لا بأس بها توصلنا الي إن احنا نبعت مراسيل للناس الحلوة اللي في البلد. بما ان احنا شعب الملاوعة و الرسايل و التلاقيح اللي من ورا لورا بسبب ما عانيناه من آلاف السنين من القمع، فاتعودنا إن كل شيء بالتلميحات لغاية ما اخترعنا النكت والالفاظ و برده الأشعار و القصص الرمزية!!

و العبدة لله، بقايا أعصابها متستحملش تتابع كل الأغاني بتاعة اليومين دول..... لكن صديقتي (ر) أعصابها متينة و الحمد لله حافظة أغاني كتير من الجديد. فتعاونا معا لنبعث المراسيل دي :

- حستي ..أقصد حسني مبارك : خايف أقول اللي في قلبي

- أحمد نظيف (بتاع القطنة مابتكدبش): يا نخلتين في العلاااااالي
- صفوت الشريف : كل مرة أشوفك فيها ببقي نفسي أ...أ... اااااه
- الشيخ المفتي : كل دا يطلع منك انت
- نوال السعداوي : الدنيا مج مج نونة نونة نونة
أما وزير الثقافة فاروق حسني فاختلفنا فيه كتير، ياتري نبعتلو تهنئة علي أقدميته الساحقة في الوزارة ، و لا علي هواياته الخفية اللي خرجت عن مواضيع الفن خالص ؟!!
المهم غنيناله : كلام الناااس لا بيقدم و لا يأخر ....كنوع من المواساة لسيادة الوزير اللي بياكلو في سيرته يا عيني!!
- أمريكا : هما مالهم بينا يا لييل
-أيمن نور: كلهم بيقولوا كده في الاول (مع اني بفكر انتخبو يا جماعة )
-عمرو موسي، بالتأكيد : ظلموه...اااه...ظلموه
(و يمكن كانت في مراسيل تانية بس أنا مش فاكراها)
و حبينا نغني للبحر برده حاجة ... بس البحر باين انه كان قرفان من صوتنا لأنه طرطش علينا بموجة جامدة ...و ماله ... ضرب الحبيب زي أكل الزبيب !

~ ~ ~ ~

-أنا توصلت لسايكولوجية خاصة بالبحر يا (ر)
- و ايه دي بقي ان شاء الله ؟
- مش أحيانا تلاقي البحر لونه أزرااااق اوي و مزهزه كده يوميها بيكون البحر فرحان ، ولما تلاقيه تاني يوم لونه باهت شوية بيكون زعلان .. جايز يكون يوميها حد غرق في البحر و لا حاجة ... و دايما بحس انه بيسخر مننا البشر أوي يا (ر )، و اكمنه يا عيني بقاله آلاف السنين بيسخر مننا بقت السخرية مريرة، زي الناس الحكما العارفين كده يسخروا و ميقولوش حاجة
- ربنا يشفيكي يا بنتي
- ( زغرة من عندي مع شتمتين حلوين)
نستمر في تأمل البحر و الاستمتاع بالهواء الرباني اللوكس أبو فايف ستارز، متأملة سخرية البحر اللي بتشاركوا فيه -رفيقته الابدية ليوم القيامة- السما. آه يا (اسكندرية) ..... ياللي واخدة سمعتك الحلوة علي قفا البحر اللي قدامك ... إنتي فعلا عروسة حلوة

~ ~ ~ ~

Monday, August 22, 2005




عن الجمال الأميركي و أشياء أخري



السلام عليكم ...

كنت أريد أن أتكلم اليوم عامة عن زيف المجتمعات و التي تناوله فيلم american beauty أو الجمال الأميركي بوضوح
فهذا الفيلم برغم أنه ليس حديثا , و برغم أنني رأيته كثيرا الا أن محبتي للفيلم يزداد في كل مرة أراه فيها
الفيلم طبعا بطله kevin spacey(lester burnham) الذي عبقر بحق في هذا الفيلم , و كان يلعب دور مواطنا أميركيا عاديا يشتغل وظيفة جيدة بمرتب جيد , ويعيش مع زوجته الأنيقة و ابنته الجميلة في بيت جميل بحي نظيف يطل علي أشجار و زهور ..., باختصار حقق الamerican dream الذي يتمناه سواء كل رجل أميركي أو غير أميركي
... و لكن رغم ذلك يشعر بالخواء و البقعة السوداء العميقة التي تتسع كل يوم و لا يدري لها سبب
و يري صديقة ابنته التي كانت تملك كل مقومات الجمال الأميركي فهي كانت جميلة شقراء و رشيقة فتملكته روح مراهقة و رغبة عاتية ناحية هذه الفتاة لدرجة جعلت ابنته و زوجته يدركان هذا الأمر...
ثم بعد ذلك يبدأ في تنفيذ خطوات مبدئية لمحاولة لفت انتباهها بلعب الرياضة لكي يبدو أكثر شبابا و جاذبية بأن يصبح أكثر رشاقة
و يكتشف علي فترات متوالية مدي العطب الذي أصابت حياته , فهو لم يعد يشعر بالمشاعر التلقائية التي كانت تواتيه في الماضي مثل الشغف أو التهور أو الفرح حتي .....
فيستقيل من وظيفته , و يواظب عمل الرياضة و يبدأ في تجلية الصدي عن روحه ويحاول أن يخرج زوجته من الحالة الراكدة التي تعانيه بيته و لكنه يفشل في ذلك , بل و يكتشف بعد ذلك بأنها خانته مع شريك عملها
و فيما بعد يكتشف أيضا أن ابنته تكرهه و تعتبره رجل شهواني حقير لأنه أحس بالرغبة ناحية صديقتها



و جاره العسكري المتقاعد (chris cooper), الحازم مع ابنه , و الذي لم يستطع أن يخرج من حالة العظمة التي كان يتمتع بها أثناء خدمته العسكرية فظل بهذه الحالة من التشنج في المعاملة
و كان يسخر من رجلين كانا يسكنان في الجوار (و كانا شاذين ) فلا يحاول أبدا التعامل معهما بشكل من الأشكال , و كان يسخر منهما باستمرار , الا أنه في آخر الأمر يحاول التحرش ب (kevin spacey) !


أما (kevin .s) فهو لم يعد راغبا في الفتاة الشقراء الجميلة , بل و أشفق عليها كأنها ابنته بعد أن رآها تبكي لأن فتي قد نعتها بأن جمالها مبتذل و عادي بعد أن كانت مختالة بجمالها
و ينتهي الفيلم بموت lester(kevin .s) علي يد جاره العسكري الذي لم يتحمل فضيحة أن يتم اكتشاف ميوله الشاذة
و بشكل ما يوضح المخرج بأن lester قد تحرر من الزيف ووصل الي الحياة الحقيقية بموته (علي ما أعتقد (؟)) لأنه كان مبتسما بعد ما قتل


.... و هذا المختصر الغير مفيد للفيلم في الحقيقة , لأن الفيلم يتخلله مشاهد كثيرة عبقرية , بالاضافة الي أداء الممثلين الذي أعتقد أنه لم يكن أداء تمثيلي بقدر أنهم عاشوا هذه القصة في رحلة البحث عن قيمة لحياتهم المزدانة بالورود البلاستيكية

و هنا يتناول المخرج الزيف المتخلل تحت عباءة الحضارة الأميركية , فماذا عن زيف مجتمعنا نحن ؟
فالانسان لكي ينخرط في الحياة الاجتماعية يتعلم معها فنون كثيرة مثل الكذب , الابتسامة الصفراء الجاهزة في كل وقت, و الكلام الكثير الغير مفيد , .. و الي آخره....
و كل هذا له مسمي آخر ألا و هو ( الذكاء الاجتماعي ) ....


و هذه الأساليب غالبا تنجح (أو دائما ؟) لكسب انتباه الناس , و لكي توسع دائرة معارفك , و ربما لتنجح في عملك أيضا ...
و لكن نصل في مرحلة ما لكي نكتشف أن البالونة الي ظللنا ننفخ فيها طوال حياتنا لم تكن مملوءة الا بالهواء , و أنها بلا قيمة في الحقيقة ...
و يوجد في كثير من الآيات في القرآن (و أكثرهم لا يفقهون ) (و أكثرهم لا يعلمون )


كأن الله ينبه من الانقياد وراء آراء غالبية المجتمع ( فالذوق العام دائما متدني بشكل ما في كل مكان )


و اذا انقاد الانسان وراء رغبات الناس , سيحرص علي تجميل الشكل الخارجي و تجديدها باستمرار , بينما يزداد العفن من الداخل
و لذلك فمن المهم استخدام الارادة الحرة المجردة , فحتي حينما نخطئ , نكون مستعدين لتصحيح أنفسنا من الداخل و تجديدها
و بالتالي سنعيش حياة حقيقية بطلها أنفسنا, و ليس بطلها عرائس ماريونيت تحركها أهواء البشر الفانية ...

Friday, August 19, 2005



يا عيني ع الوله


كان يا ما كان, كان في طفل اسمه (سوسو )
الوجه... سبحان الخالق, صبوح الوجه جميل البسمة , و كان هادئا مثل النسمة , رقيقا مثل العصفور
و كان له أب قاسي , كان يريد أن يجعله رجلا خشنا , لم يعجبه رقة (سوسو) فكان يضربه باستمرار لكي يطيعه
يضربه من أجل الصلاة , و من أجل قراءة القرآن , و كان لا يبتسم ابدا , وكان سوسو لا يفعل شيئا الا البكاء , لماذا يفعل أبي هكذا ؟
كانت له جارة اسمها توتو , طفلة جميلة مثله , كان يلعب معها , وكانت عزاءه الوحيد , فكانت أمه تخاف من ابيه و لاتحميه , و كانا يلعبان معا باستمرار....و لكن بعد سنة و نصف ... لم تعد تلعب معه ... فأم توتو قالت له عيب أن تلعب انت و توتو معا , فهي قد كبرت الان .... كيف ؟!! انها مازالت في العاشرة , ... و لكن هذا ما حدث
و شيئا فشيئا بدأ يفهم اشياء كثيرة و لكن فهم غير مكتمل نظرا لعقله الصغير
الانفراد بالبنت و الولد عيب و حرام , اللي ميصليش يدخل النار , و اللي يعمل كذا و كيت يدخل الجنة و هكذا أخذوا يلقنوه
ثم بعد سنين قليلة ارتدت توتو غطاء علي رأسها , لماذا ؟ ان شعرها كان طويلا و جميلا , ماذا حدث ؟!! لأن الحجاب فرض
و هكذا يكتشف سوسو أن أساس بلاءه في الحياة هو الدين و الناس , فيكره الدين , و يكره الحرام و الحلال و أبيه وكل شيء يمت بصلة لهذه الاشياء
ضاعت البسمة البريئة و الرقة , و تملكته روح سخرية عاتية ,وأصبح أساس رسالته في الحياة
(يا جماعة الدين دا كدب , و الحجاب دا زفت , ايتها الفراشات المحترقة , يا... , دا أفيووووون)
و هكذا...... ضحية أخرى من ضحايا المجتمع الخاطئ

وهناك الكثير من ال "سوسو"


كثير من الناس يخالطون بين الدين و التقاليد
معروف ان التقاليد قد وجدت كقيود للبشر و قائمة علي مقياس (العيب و اللي مش عيب ), و ما يصح و ما لا يصح و خلافه....
و كل هذا في الواقع من أجل إرضاء الناس , و بالتالي فإن هذا يجعل بينك و بين نفسك حجاب كبير اسمه الناس , و لا تدرك ابدا ما هي في حقيقة طبيعتك و الحياة كلها تصبح كدب في كدب .......و غالبا ضحايا التقاليد يبدأوا بالتمرد عليها بطبيعة الحال , و معها يتمردوا علي الدين
و هنا نأتي لنقطة الدين ...غالبا يستخدم الناس التقاليد كيفما يحلو لهم باسم الدين
مثلا في حالة المرأة , فالرجال يستخدمون تعاليم الدين لكبت المرأة بينما ما يقولون ليس من الدين في شيء
و بالتالي الضحية نفسها تكون كرهت الدين و بيت سنين الدين , فتتمرد علي كلاهما
بينما اعتقد ان الدين عكس التقاليد , فالتقاليد قائمة علي عبادة الناس لأنك تظل مقيدا بآراء الناس و تصبح مشغولا بإرضائهم , بينما الدين يقوم علي عبادة الله , سواء اعجب هذا الناس ام لا
و بما أن معتنقين الدين هم الناس , و الناس يختلفون فتري منهم المتعصب و المنافق و الفاسد و النص نص , و ينسب كل هذا للدين , فاذا كان الشخص متعصب ينسب هذا التعصب للدين و هكذا

...

لا أدري و لكن قد رأيت في الدين ملاذي , و لا أري في ذلك عيبا لأنه دين يحترم الانسان بينما التقاليد لم تحترمني
وما أراه هو أن هنالك ناس معقدين نفسيا ,لا يحتملوا أبدا أن يكونوا (مكبوسين) فيظل يجعجع بترهات لا أول لها و لا آخر تنم عن سطحيته و عنجهيته , و(آل ايه كاتب قصة حياة واحدة اسمها سلمي ياعم روح اتلهي فلقتنا)
عموما اذا كان علي الحقول الخصبة اللي تنبت فيها العقد النفسية فدي تلاقيها عند مجتمع زي مجتمعنا كده , ميربيش غير العدوانية اللي عمالة ألاقيها في كل مكان
و أنا برده عندي عقد , و أكيد كلنا فينا عقد , بس اهم حاجة نكون عارفين نوعها عشان نعرف نعالجها , بس حضرته (الشيطان) مش عارف انه معقد لسه
الشخص الذي لا يحتمل اختلاف الآراء , هو مصاب بالتأكيد بخلل في الشخصية

Tuesday, August 02, 2005

السلام عليكم و رحمة الله , كيف حالكم ؟ كنت أريد أن أتكلم عن لغة أو قانون الزمن (أو أي كان مسمي ) , قد قرأت ذات يوم في كتاب للامام الغزالي رحمه الله ,عن أن الله قد قال في كتابه العزيز في مرات عديدة عن أن وقائع الاحداث قد تتكرر مرة أخري و لكن مع اختلاف المسميات , علي سبيل المثال حينما قال –عز و جل –(سنت الله التي قد خلت من قبل ) أو (و لن تجد لسنة الله تحويلا ), و بما أن الله هو الزمن كما ذكر في الحديث القدسي ,اذا الزمن له سنن , و علي هذا الاساس فقد قال الامام الغزالي بأننا يجب أن نستفيد من هذا الامر , لكي لا نقع في الاخطاء التي وقع فيها أجدادنا
فعلي سبيل المثال ما يحدث في مصر ,أنتم تعلمون بالطبع قبل مني ما يحدث من (بلاوي زرقة )في بلدنا المكلوم , فمن الممكن بالطبع ان نقارن حسني بالفرعون , و الحاشية الملتفة من حوله من الوزراء و الخ الخ


و الشعب المستضعف من الغلابة المصريين لم يتغيروا ابدا (هما هما ) كانها لعنة فرعونية لا فكاك منها .......

كنت أفكر في الاهرامات و مدي ما يقول عنها الناس من جمالها و غموضها و سحرها و خلافه ....و لكنني لا أحبها علي الاطلاق بل علي العكس فهي رمز العبودية قد ختمت (ختم النسر)الي الابد في أرض مصر , فهي مقبرة ضخمة افني فيها الكثير من الشباب المصري أرواحهم فأصبحت مقبرة جماعية- بالصدفة - ولكنها في الاصل مقبرة لرجل واحد !! ( خوفو العظيم !)

,

من يدري ربما هي لعنة فرعونية فعلا , و الزمن يكرر نفسه مثل المسرحيات (التراجيدي) المكررة
(لا شيء جديد تحت الشمس ) مقولة صحيحة أصدقها , فكل شيء يتكرر بنفس السيناريو مع تغيير اسم المسرحية فالملحدون يلحون بأين العذاب اذا كان هناك الله (مثالما كان الكفار يقولون للرسول )
و دائما الجانب الصحيح من التفكير هو جانب الاقلية المستضعف ,و هنا يكمن اختبار النفوس البشرية
فالعالم مثل البالونة (تنفخ تنفخ تنفخ و هوب تفرقع) و يبدو أن البالونة في أواخرها الآن
و دعوتي الآن ألا احظي بشرف رؤية البالونة و هي بتفرقع , آمين !!

Monday, August 01, 2005



السلام عليكم يا رفاق , كنت أريد ان اتكلم عن ما الفرق بين الواقعية و التشاؤم ،
هناك فرق كبير بالطبع , ولكن هذا الاستنتاج استغرقت مني فترة لابأس بها لكي اقتنع بالفرق , ففي الماضي كنت اعتبر ان التشاؤم مفيد جدا لمواجهة الواقع لأن ما كنت أتشاءم منه كان يحدث في الواقع , و لكن ادركت ان الانسان حينما يتمادي في التشاؤم يقع في نوع من ادمان الرغبة في تدمير و تعذيب الذات و يصبح غير متقبل الاحساس بالسعادة , فبالتالي بعد عشرتي الطويلة مع التشاؤم اكتشفت أنها مثل الحلقة الدائرية تظل معلقا بها تدور دون التقدم الي الامام ابدا ,و هو في الحقيقة الجزء الاحمق من عقلك يحاول أن يتذاكي و يتفلسف , وحين رأيت كارت التاروت المعبر عن الشخص الاحمق ادركت أن هذا هو حال المتشائم فعلا , معلق من رقبته بحبل وهمي لا يستطيع الفكاك منه , ويضيع الزمن بدون طائل ...........


و عكس التشاؤم –تماما – هو الواقعية , فحينما تستنبط نظام الحياة من الواقع تدرك أ، وقائع الامور قابلة للتغيير تماما , فما كان مستحيلا في الماضي أصبح من السهل تنفيذه , و ما كان حيا يموت , كل شيء في الحياة متجدد و متغير , حتي خلايا جسمك يموت منها الملايين كل يوم و يتجدد مكانها خلايا جديدة , معني ذلك أن بيدك أيضا أن تغير من حالك و صعوباتك أيضا بيدها أن تتغير , لا لأن الحياة جميلة , بل لأن الحياة متجددة , فمن قوة الانسان أن يواجه الواقع و ليس أن يهرب منه (و هو التشاؤم ) فكما قال الله عز و جل (ان مع العسر يسرا ) و لم يقل بعد العسر

وبالتالي فمن الحماقة انتظارانقشاع الألم و لكن يجب من خلاله أن نجد السكينة و المنجي .......واقع الحياة لها قانونها فمن عرفها يستطيع أن يجلس علي قمتها –بطريقته هو و ليس بطريقة الناس –ويمكن أيضا ان تدهسه بلا رحمة, فتوخي الحذر منها دائما...