Tuesday, February 20, 2007

يوميات رجل حالم 9

حلمت حلماً منذ فترة...لم أكتبه إلي الآن، غالباً لأنني أتذكره بوضوح، و لأنه كان قصيراً و بسيط الملامح... مثل الألوان الابتدائية

كنت سائراً لوحدي، أرتدي قميصاً أبيضاً و بنطلون جينز أزرق، كنت بادي العدائية أرمق الناس يمينا و يسارا، يقول أصحابي أنني ألوي فمي دائماً احتقارا، و لكنني لا احتقر أحداً، و لا ألوي فمي، كانت هناك فتاة من الجيران أراها كثيراً في الصباح، دائما كانت تلوي فمها حينما تنظر لي .. ظننت أنها تحتقرني أو شيئاً من هذا القبيل، و لكني اكتشفت بعد فترة أنها هكذا، أدركت ذلك و أنا أراها تمشي خارجة من الشارع الضيق القذر كل يوم ...تعدل طرحتها و تنظر إلي كل شيء في قرف واضح و متعمد، كأن هذا جدار عازل ما.. كانت منفرة إلي حد كبير، و هكذا كنت في الحلم، منفراً
كنت في الحلم أذهب إلى بار معين، كل يوم.. بابه زجاجي ثقيل أضغط عليه بشدة و لا أعتاده، أجلس علي طاولة يسهل منها مراقبة البشر حولي، لا شيء يميز البار سوي أنه يعج بالأطفال، لا يعمل الطفل منهم كساقي أو نادل، و لكنهم كانوا ندماء للزبائن، من المفترض أنهم أطفال يتميزون بالعبقرية أو الذكاء الحاد، يحوم الواحد منهم في المنطقة حتى يناديه أحدهم، و يتحدث معه عن كل شيء، و لا يحتار في إجابة شيء، رأيت طفل أشقر صغير يتكلم عن فلسفة أرسطو، يعقد حاجبيه ككهل أرهقه الفكر و يتحدث (لبلب)، و كان الجالسون إما مندهشين أو معجبين أو ضاحكين أو ساخرين أو سكرانين غير منتبهين ... فقط يرون شيئاً ظريفاً، لم أحاول مناداة أي طفل منهم في الحلم، كنت أكتفي بأن أشاهد إيماءاتهم و حركاتهم التي لا تمت بصلة للأطفال، و رغم ذلك أجسادهم تفضح عجز الطفولة المسجونين بداخله، كانت هناك طفلة تسترعي انتباهي، صغيرة كالعادة ..شعرها بني طويل، تلبس جورباً طويلاً أبيض اللون و فستان طفولي بني اللون، تبدو هشة مثل غزل البنات، وجهها جامد بلا تعبيرات، ذكرتني بالدراويش الهائمين علي وجوههم، كانت تبدو مثلهم بعينيها المفتوحتين علي وسعيهما، تنظر إلي لا شيء، و لا ترد علي أي أحد من الزبائن و لكن تأتي حسب رغبتها إلي من تريد، تقول له قولاُ مثل النبوءة، جملة أو جملتين، توحي لك بالغموض و الخطورة، وجدتها مسلية للمراقبة
ذهبت اليوم التالي، جالسا في نفس المقعد و بنفس الملابس، وجدت الطفلة إياها تقترب مني و لكن بحذر و تقول لي : (سوف تحصل علي ما تريد، و لكن بصعوبة)، كدت أسألها عما أريد و لكن عدلت عن ذلك، لم تكن تنظر لي في الحقيقة، كأنني زجاج أو كأنها تنظر لشخص ما خلفي، و لكني أومأت لها علي سبيل الشكر
قمت من الحلم بمزاج رائق، قالت أنني سأحصل علي ما أريد، برغم أن رغباتي مشوشة إلي حد ما، سأجلس في مرة أدون ما أريده في الحياة، ربما صلت إلي مرحلة ما من الخوف في أن أريد خشية الفقد، شعرت بالإهانة
تمنيت لو أن هناك بار كهذا، برغم من انه لو كان واقعاً ربما كان سينقلب إلي دعارة للأطفال، و لكني كنت سأجلب طفلاً منهم، أجلسه أمامي، أسأله عن أشياء كثيرة دون إدعاء الفهم... هو سيجيبني علي كل شيء، لأنه ذكي، و لأنه طفل، و لأنني سأصدقه.. فحينئذ أكون سكرانا، لا أخاف أن أسمع من أحد منهم الجواب

Sunday, February 18, 2007

يوميات رجل حالم 8


هذا اليوم حلمت حلماً مذاقه كريه بعض الشيء، لا أدري إذا كان كابوساً أم لا، كنت أقود سيارة أمي الفولكس، ذات لون أرجواني قاتم .. بجانبي أختي (ن)لا تبدي حراكاً ، نتظر عبر زجاج السيارة أمامها، كانت لامبالية بشكل ما، أو مزاجها حسن.. تأكل قطعة حلوي تلعق فيها و تقضمها، و أنا أسير بالعربة ببطء شديد بطء سحلية ضخمة، أنظر إلي الخارج بإمعان

معالم الشارع كانت مألوفة لي، فهو المسار اليومي الذي أمر عليه دائماً في المواصلات، كانت الشوارع خالية من المارة و العربات، خالية من كل شيء، فقط الكثير من جثث الحيوانات، ملقاة هنا و هناك، موزعة علي طول الطريق، و الدماء.. كانت كثيرة، كثيرة جدا يشربها الأسفلت فصار بلون قاتم كريه، فاكسب الأماكن من حولي تلك القتامة، و السماء صامتة و رمادية، مليئة بالسحب .. القاتمة أيضاً، المناخ منذر بكابوس من كوابيس (إل جريكو) السماوية

وجدت العربة تفقد جزءاً من أجزائهاً شيئاً فشيئاً، مثلما يحدث في أفلام الكرتون و الأفلام الصامتة القديمة، تختفي فجأة اختفي السقف أيضاً، ثم وجدت نفسي أقود أرضية عربة نحن جالسون عليها، كان مازال هناك عجلة القيادة ممسكاً بها، و أختي مازالت تأكل و تنظر لي باستغراب لأنني بادي الاضطراب، نظرت ورائي لأكلم أمي الجالسة بالخلف لأخبرها هذه المشكلة الطائرة، كنت أعلم انها لم تكن موجودة من قبل، و لكني وجدتها جالسة عابسة علي أية حال، ردت بصوت عال قاطع: (لو مش عاجبك متسوقش!)،اضطررت إلي السكوت أمام هذا الهجوم، نظرت أمامي أقود محاولاً تجنب دهس جثث الحيوانات المتناثرة طوال الطريق

Saturday, February 17, 2007

Zorba the greek

Zorba: What's the use of all your damn books if they don't tell you that , what the hell do they tell you?
Basil: They tell me about the agony of men who can't answer questions like yours.
Zorba: I SPIT ON THEIR AGONY.