Saturday, March 26, 2011

أيا يعقوب، لقد تذكرتك في هذه الأيام الساهمة، في نفس تلك الأيام، كان يداهمنا الموت في كل مكان، في كل المنحنيات، الدوائر، الأبواب، الأحباب، الوجدان، ونحن ندري، لكننا لا نعي، أننا كنا نهرب من الموت، بينما كنا نلوذ إليه في نهاية المطاف، نتخلله
أيا يعقوب، لقد تذكرت قولك، بأن الحياة مازالت خضراء ناضجة لم تكتمل، في كل مرة نحيا فيها، نكتشف أن سنين عمرنا إنما ليست هى بالكافية، كي نحيا حياة أخرى، بنصف عمر ونصف موت، نرنو إلى الموت، كي نرنو إلى الحياة..مراراً
أنا حية الآن، بدمائي التي تجري في عروقي، بعقلي وقلبي اللذان ينبضان رغبة في الحياة، بروحي النصف ميتة، بنصفه الآخر يستنجد الرب جذعا وهلعا أن ينجده، كي أحيا هذه الحياة، في هذه المرة، حياة كاملة، هذه المرة يا إلهي، لا أريد أن يداهمني ريح الموت قبل ميعاده، لا أريد الموت، كي لا أريد الحياة مرة أخرى، أريد إنهاء سلسلة التراجيديا الكلاسيكية هذه، رغم ثقلها ومتعتها، لكني لم أعد أملك الطاقة للدوران هنا وهناك، رغم أنك تملك هذه الطاقة دائما يا يعقوب، قد فقدتها منذ حيوة بعيدة
لاحظت أن الموت يزيد المرء بهاء، ربما موات الروح هو الذي يكسب المرء هذا البهاء؟، لقد ازددت جمالا هذه الأيام، أليس كذلك؟
أخشى عليك يا يعقوب، وأخشى علي نفسي النسيان، أخشى أن أنسى كل شيء، قبل أن ينساني حتى المكان والزمان
لقد وعدنا بعضنا أن نتحدى النسيان اللعين هذا، ألا ننسى ما كان، تكرارها لا يزيدها سأما قدر ما يزيدها جلالا وثقلا، وبهاءّ
كان من المفترض ألا ينساني، لم يكن من المفترض أن يحدث هذا، لكنه حدث
لقد تعبت الآن يا يعقوب وسأنام، أتمنى لك نومة هنيئة ما أتمناه لنفسي
إلى اللقاء دائما