Saturday, December 31, 2005

happy new year



سلامي إلي الجميع
العبدة لله حاليا في دوامة وردية من دوامات الإمتحانات ،و أعتقد أن الكثير منكم حاليا في هذه الدوامة
بمناسبة العام الجديد قمت بتجميع بعض التدوينات التي أعجبتني في هذه السنة ، و بما أن تجميع الأشياء الجيدة التي تلفت نظري من هواياتي المفضلة فسأقوم بتجميعها هاهنا
في آخر كل عام أقوم بكتابة ملخص لأحداث الشهور الماضية ، فعلتها العام الماضي حينما فقدت الأمل في مذاكرة مادة مستعصية و كان باقي الأيام للإمتحان هو يوم واحد فقط ، فقمت بقتل الوقت بهذه الطريقة
كتابة ملخص للشهور أشبه بالإبتعاد عن لوحة ضخمة كي تستطيع أن تري الشكل العام دون الإنشغال بالتفاصيل
لنعد إلي التدوينات
من أوائل التدوينات التي حاظت بإعجابي تدوينة رومانتيكية بعض من الوحدة ،و إلي الآن أعتبر أن هذه التدوينة أفضل ما كتبه بيانست بالنسبة لي
و تدوينة ليلة عيد الميلاد من أكثرالتدوينات التي أعجبتني-حيث هناك الكثير- لسولو
و تدوينة ترانيم قديمة ليحي مجاهد
و للمدون الجميل شوكير تدوينة حوار مع نفسى – لقاء جيلين أحببتها جدا و إلي الآن
قصة مريم المجدلية ..تجدها ثلاث للمدونة ليليت من القصص التي تبهرني
تدوينة مسرور يمارس الحب للمدون واحد افتراضي أعتبرها من الأعمال الأليمة ذات اللغة المميزة
و للمدون جمالون البولدوزر تدوينة والله ما طاب عشق حتما كان حراماً ، ربما أكون لست مقتنعة بما يفكر به أنطوان إلا أن كم الصدق في هذه التدوينة تجعلها عميقة
و بالطبع هناك الكثيير و الكثير من التدوينات الجميلة الأخري
كل عام و أنتم بخير

Monday, December 19, 2005

رسالة إلي أمي العزيزة

لقد كنت أقلب في يومياتي المريضة القديمة منذ أيام وهي مسلية جداً لأن معظم ما كتبته أصبح منسياً في عقلي فأستعيد غضبي القديم علي أشياء صارت الآن من الأشياء التي تضحكني ،و أثناء التصفح وجدت هذه الرسالة وقد نسيت أمرها تماماً ، ربما أكون كتبتها بعد مشاجرة مع أمي ، تبسمت في بعض المواضع ، حيث كنت ساخطة و حزينة علي أشياء كنت أفعلها و أفكر فيها ، و الآن أصبحت من روتينيات حياتي و حقائق عادية

تري هل أزداد عقلاً أم أزداد تبلداً ؟

................................

أنا آسفة يا أمي ..يبدو أن هذه الجملة ستلازمني طوال حياتي ، آسفة علي كل شيء ، لقد أحببتك كثيراً ،و مازلت أحبك ، و لكن لا أدري لماذا دائماً قصص الحب لديّ تكون فاشلة دائماً ، ينتهي مثل مغناطيسان من نفس القطب يتنافران مهما حاولت التقريب بينهما ، حاولت أن أتفق معك كثيراً ، ربما لو قلت لك ذلك ستندهشين و تشيحين بوجهك من الغضب مثل كل مرة ، و لكنني فعلا حاولت علي قدر استطاعتي
و ليس فقط معك يا أماه ، مع جميع الناس و مع كل شيء تحبينه ، كنت أستعجب من نفسي كثيراً ، و أتساءل من هو المخطئ أنا أم الناس ؟ و لماذا نفسي مليئة بكل هذه النقمة و الإزدرداء ؟ و قلت أنا المخطئة ، و حاولت السير في طريق صوابك و لكني عجزت و لم أستطع و لن أستطيع ، ليتك تحبينني كما أنا ، أكذب عليك كثيراً..نعم ، لا أقول لك أنني أرتاد الكافيتريات .نعم ، لم أقل لك أنني عاودت التدخين مرة أخري بعد أن وعدتك أنني لن أدخن مرة أخري ..نعم ،و لا أقول لك ...مهلاً ..هذا صعب ، صعب أن تتقبل أم مثل أمي إبنة كهذه
ليتني كنت فتاة مطيعة ، مريحة لا تفكر و لا تلقي التساؤلات ، لا تحب الخروج كثيراً ، تشغل حياتها بالتلفزيون المصري القميء و متابعة أخبار النجوم التافهة من حين لآخر و تنفق مالها في انتقاء أدوات الزينة ..بالتأكيد كنت سأصبح في عداد السعداء
أتدرين يا أمي ؟ ،الآباء و الأمهات يلدون أطفالاً ، بالتأكيد سيكونون مصدر اهتمامهم ، و سيعتنون بهم ،هذا شيء منطقي،و الإخوان يحبون بعضهم البعض ، ربما من اقتناعنا بأن هذه الأشياء بديهية و منطقية قد ننسي أن نبذل مجهوداً في حب أقرب الناس إلينا ..نعم..قد ننسي ذلك ، لقد نسيتي يا أمي أن تحبينني ، ولا أقول هذه و أنا باكية أو واقفة علي خشبة مسرح لكي أؤدي (مونولوج)لمأساة إبنة ضائعة ، هناك وقائع أمور لا نحب سردها كثيراً ،وهاهنا أحاول أن أبلع الحقائق بقليل من النكهات
أنت تخافين عليّ ..لا أعتقد ..أنت تخافين من نظرة الناس من خلالي ،دائما لا تنظرين لي كأنني زجاج بلا لون ، لماذا أهدرتي حياتك الغالية من أجل تفاهات الناس ؟
لقد أحببتك لأنك طيبة و ابتسامتك الحزينة المتعبة هو ما يثلج صدري و أعتقد أن كل شخص في نظري يمكن أن يكون قذراً ماعداك ، لا تغضبي منّي ، أحاول إرضائك بالأكاذيب ، هذا ما استطعت فعله ، حاولت أن أكون من عداد السعداء و لكني عجزت ..سامحني الله
وبما أنني لا أريد أن أثقل عليك و لا أريد أن أصيبك بمزيد من الإرتفاع في ضغط دمك ، فلن أعطي لك هذه الرسالة أبداً ..ليتني كنت كما أردتي

Thursday, December 15, 2005


يوتوبيا مخيفة



د.أحمد خالد توفيق ينشر في هذه الأيام سلاسل من قصة (يوتوبيا) في جريدة الدستور الإسبوعية، أعتقد أنها تصنف من ضمن الخيال العلمي ، تتحدث عن مستقبل مصر المشرق بعد مئات الأعوام حينما ينقسم البلد فتأخذ أغنيائها بقعة من الأرض تحرسها جنود (المارينز) ويسمونها اليوتوبيا
بينما باقي الشعب المصري سيصبح خارج هذه الدائرة ، فينهشون في لحم بعضهم و تبدأ مرحلة من الهمجية خارج اليوتوبيا
و تبدأ ظواهر و مسميات وتصنيفات أخري للبشر في الظهور
المخيف أنها ممكنة الحدوث جداً ، و ليست ببعيدة الإحتمال ، كل شيء مألوف و يبدو لك أن ما يسجله الكاتب هو نتيجة منطقية لما يحدث الآن
لقد أثبت لي د.أحمد أنه فعلاً أديب مخضرم في أدب الرعب
أم أنه خيال علمي ؟

Monday, December 12, 2005

كوكا

هل كنت تتمني أن تكون شخصاً آخر غير نفسك ؟
سؤال ربما أكون سمعته في مكان ما عدة مرات ،تقليدي لكنه شيق نوعاً لمن يكرهون جلدهم مثلي ، و بالتأكيد يستنكر هذا السؤال و يأنف منه المعتدون بنجاحهم في الحياة
حينما يخطر في بالي هذا السؤال المهترئ لا أتخيل نفسي في قصر مزخرف مثلاً و حولي كل شيء ، أو حسناء مستلقية و حولها الجواري واحدة تطرقع لها أصابع قدميها ،وواحدة أخري فوق رأسها تمسك لها مروحة من ريش النعام وواحدة بجانبها كي تسقي لها ماءً بارداً ممزوجاً بماء الورد
ممم..لا بأس من العيش بهذه الطريقة إسبوعاً واحداً علي أكثر تقدير،هذا النوع من الحياة ممل جداً ،ومثل هؤلاء النسوة ليس أمامهن سوي الإنحراف لكي يحظين ببعض المغامرات
في الحقيقة يوجد لي بالفعل نموذجاً كنت أريد أن أكونه ، و ربما هي كامنة بشكل ما
حسناً...هي تولد لقيطة ، من مواليد الثلاثينيات من القرن العشرين بالقاهرة ، حيث لم توجد الأدغال البشرية في هذه المدينة بعد ، تتربي في ملجأ ما ، تتعلم منذ البدء أن الحياة قاسية و قذرة ..و بأنها مليئة بكثير من الأوغاد و بقليل ممن يميلون لفعل الخير من حين لآخر، مسترجلة كثيراً..تعشق الدخان..و تهرب من الملجأ بعد بلوغها الثامنة عشر من العمر بشكل ما بعد تسلسل الأحداث تتزوج من رجل نذل إلي حد ما ، تفتح معه مقهي بلدي بعد رحلة طويلة من الإدخار (كان مازال من الممكن إدخار المال) ،وبما أنه رجل نذل و كسول فستتولي هي أمر المقهي ، و زوجها يصبح من الذين لا
يفيقون إلا في المواسم و الأعياد

وتصبح المعلمة (كوكب) ، ذات ذراعين ممتلئتين مثل ممن يقولون عنهن (خرساء الأساور)،و يديها الكبيرتين الخشنتين تنمان عن طيبة قلب مغلفة بقسوة و خشونة من أجل ضرورات الحياة ، تتمني من حين لآخر لو كانت امرأة وديعة تستقر في بيتها مستكينة وراء ظل زوجها و سعيدة بأطفالها مستريحة من العناء ،بيد أنها مستمتعة نوعاً بهذه القوة ، و برجالها (أو أنصاف رجالها أياً كان)الذين يثقون فيها ويطيعونها

كانت تعتقد بشكل ما أنها لن تستطيع إكمال هذا العمل الذكوري ، وأنها ستسقط حتما في يوم ما ، و لكن يبدو أن الحياة أحياناً تدفع المرء إلي إخراج ما لم يكن في الحسبان من داخله ، تفكر المعلمة (كوكب) في فلسفة الحياة و هي تدخن الشيشة الصباحية في استمتاع و تقذف بالشتائم في ود هنا وهناك...

ربما تنجب المعلمة (كوكا) ابناً قوياً مثلها ، ستحاول أن تعلمه،ولكنه سيكره التعليم و الدراسة والتقيد ، وسيميل إلي حب التشرد...

يرث المهنة منها ، وإبنها يحبها و يعتني بها في الكبر..تطمئن المعلمة (كوكب)..تذهب للحج لكي تصفي بدنها و روحها من بذاءات حياتها الطويلة ، تعود بالطرحة البيضاء و السبحة الكهرمان وتستغفر لذنوبها و ذنوب زوجها النذل الذي مات منذ زمن ...ثم تلحق بالأموات في هدوء
ياسلام ..حياة مسلية جدا(هو يصلح فيلم رديء)..و أحياناً أصدق بالفعل أنني (كوكا) ،فتتغير سحنتي و نبرةصوتي،وكتفي المرخيتين تقوي
اللحظة التي أشعر فيها دائماً بانحدار المنحني ، هو حينما أتذكر من أنا و أين أنا و ما يجب عليّ فعله ...وهذا الأمرلا يريحني أبداً ...أبداً !!
إسم (كوكب) كانت لعمة جدتي والتي كانت تتحدث عنها بإعجاب قائلة أنها كانت تقيم في القاهرة في بيت كبير،وتستضيف المثقفين و صفوة القوم (بالطبع قبل الثورة) ،و كانت تدخن سجائر من علبتها الخاصة
لفت انتباهي الإسم أكثر من الشخصية ،وهنا تكفّل خيالي الملول بصنع شخصية كوكب
أخاف في مرحلة ما تصبح فيها تخيلاتي هي الواقع ، وواقعي هو الخيال ، فأعتبر وجودي علي وجه الأرض كابوس أحاول أن أفيق منه بالهلاوس
قد يكون حدث هذا بالفعل..إذاً..لنأخذ أجازة قصيرة يا (كوكب)..أنت تعلمين..الإمتحانات علي المشارف

Monday, December 05, 2005

*أولادكم سهام حية

أطفالا بيض الوجوه ،يشعون براءة و جمالاً ،عيوناً كبيرة تتطلع إليك في فضول جميل،خدود ملظلظة ، شفاه و أنوف منمنمة، يشوحون بأيديهم و أرجلهم في تلقائية تجعلك تبتسم و تضحك
شيء جميل ..جميل جداً ،لكن من الأجمل بالنسبة لي سرد الوقائع ، هي تفسد متعة اللحظة لكن للأسف اعتدت علي ذلك منذ زمن طويل
يصبحون صبياناً و بناتاً ، يتعلمون التمرد و الكذب ، يتعلمون أشياءً فاسدة لا تتمني أن يدركوها ، تخشي عليهم و تعتقد مهما كبروا أنهم أطفالاً و لا يعلمون الحياة كما تعلم أنت ،هم عرائسك الجميلة التي صنعتها و صبرت عليها و هاهم يعتبرونك سبب تحطيم أحلامهم و طموحاتهم

جميل جميل ..ماهو غرض الإنسان أصلا من الإنجاب ؟ كثير من الأقوال هاهنا :

-أخاف من الوحدة

-التوريث

-أرغب في أن أكون أما/أباً
-بالطبع لأنه شيء واجب الحدوث ، ما هذا السؤال الغبي ؟
أجوبة جميلة أيضاً
إذاً غالباً غرض الإنسان من الإنجاب ينحصر في أغراض فردية ذاتية لا تمت للطفل المولود بصلة
في الحقيقة هذا الطفل المولود يقع في مأزق بعد ذلك ..بعد أن يلده والديه و يعتنيا به ،بالطبع لايدرك ماهية المأزق و هو طفل مبتسم بفم يسيل منه اللعاب ، و لا وهو صبي مشاكس ينهرانه و يلقنونه بأن يفعل كذا و لا يفعل كيت ، ولا وهو مراهق قلق من أحكام الأب و حنان الأم ، ربما يفهم المأزق من بداية هذه المرحلة ،إدراكه لها يتفاوت بحسب بصيرة و بعد نظر هذا الطفل بالطبع ، و هناك من لا يدرك المأزق إلي أن يموت
المأزق هو أنه إذا حاول التمرد فستواجهه المشاكل لأن أمامه دين ثقيل يدينه لأبيه و أمه
من يتمرد علي أبيه وأمه فهو حقير ، ناكر للجميل ، قاسي القلب إلي آخر الصفات المشرّفة
هنا يأتي الضحايا غالباً من كل الأطراف :الأب ، الأم ، الإبن ، كل واحد منهم يملك إتجاهاً ما للتفكير لا يحيد عنه ، كل منهم يعاني و متيقن أنه في الجانب الصحيح
إذا من أين يأتي الخطأ ؟ ...بالطبع منذ البدء
نحن معشر البشر أنانيون إلي حد كبير، حتي في مسألة الإنجاب ، هي كتلة من الأنانية
مغلفة بقشور سميكة من كلمات براقة مثل : التفاني ،التربية ، التضحية
بينما كل ذلك نفعله من أجل أنفسنا ،و ليس من أجل عرائسنا الجميلة :أطفالنا ،ونقع في نهاية المطاف ثمن خطؤنا الفادح ، و نردد جمل من سيناريو مهترئ قديم علي غرار :
-من أجل من فعلت كل ذلك؟
-أهذا جزاء من يربّي و يُكبّر ؟
-الخ الخ
جبران خليل قال شيئاً عن الأولاد
إن أولادكم ليسوا أولاداً لكم
إنهم أبناء و بنات الحياة مشتاقة إلي نفسها ، بكم يأتون إلي العالم و لكن ليس منكم ، و مع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم
****
أنتم الأقواس و أولادكم سهام حية* قد رمت بها الحياة عن أقواسكم
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة علي طريق اللانهاية ، فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدي
كلام جميل بالطبع ..و يفيد الزوجان قبل الزواج أكثر ما تفيد حبوب موانع الحمل و تنظيم النسل و الكشف عن الأمراض الوراثية
و لكن من قال أن كلام جبران خليل جبران يهم آباء و أمهات المستقبل الأعزاء ؟
أما عن العبدة لله ..في الحقيقة لم أطمح في يوم ما أن أكون أماً ، حتي لا أتذكر أنني كنت أحب أن ألعب دور الأم
و لماذا أجلب المزيد من المخلوقات التعسة الفانية بجانب هذه الأجساد البشرية المكدسة؟
لا ..تكفيني و زيادة هذه الحياة سيئة الصحبة
والآن سأسمع أغنية محمد منير اللطيفة : بنتولد

Thursday, December 01, 2005

كتاب قديم

اشتريت منذ إسبوع كتاب قديم ، و لم أعلم أنه ديوان شعر حتي حينما قلبت بضع صفحات منه ، و كان
غرضي من شراء الكتاب هو كونه كتاب عراقي ، لا أدري من أين أتيت بهذه النظرية و هي إعتقدادي بأن العرب الأرقي فكريا و إنسانيا الخ الخ كانت و مازالت توجد من هناك
و بالرغم من عدم حبي للشعر كثيراً إلا أن الديوان كان جميلاً ،و قد كانت القصائد مكتوبة بإسلوب مميز حيث تتكرر بعض الجمل في أماكن متفرقة من القصيدة فتعطي طابعاً ما حزيناً

أثناء قرائتي للكتاب وجدت صورة لفتاة جميلة تنظر للكاميرا بهدوء ، و من الواضح أنها كانت صورة جماعية و قد قصقص الصورة شخص ما كي لا تبدو إلا هذه الفتاة ، انتابني إحساس بالحبور كأني وجدت كنز من الكنوز و كأني علمت بسر خطير ،و ظللت عاكفة أنظر إلي الصورة و أعطي الإحتمالات :
-الفتاة قصت الصورة و دستها في الكتاب
-شاب ما كان يحب هذه الفتاة فدسها هناك (و خاصة أن الصورة كانت بين صفحات قصيدة يجلس فيها الشاعر مع حبيبته في الحانة )

و بالطبع رجحت الإحتمال الثاني ببلاهة و تسائلت تري هل نجحت العلاقة بينهما ؟أم أن الأمر باء بالفشل ؟ أم أنه لم يكن هناك علاقة بينهما و هو في الحقيقة مجرد رجل مختل يحب جمع صور الفتيات ؟ و لماذا يهمني كل هذا علي أية حال ؟!

الكتب القديمة لها سحرها الخاص بأوراقها الصفراء ذات الرائحة المميزة ، تتناقلها الأيادي من شخص لآخر،و أتخيل المسافة التي قطعتها هذه الكتب لكي تصل إليّ ، و خاصة لو كتب تم طبعها و أنا لم أولد بعد


في ليلة العيد هل يقرأ السرو منحنيا ، فوق وجه بن جودة
طفلين في النخل يحتطبان ، اهدئي عند جرفك أيتها الموجة ، القروي المهاجر
يبتل في وجهه السرو في ليلة العيد يلتفّ إمرأةً من قري القش
توقد نيرانها تحت قدر نحاسية ،حين يلتهب الرقصُ تنتشر النار في وجهه
و الدخان القديم
القري ترتدي الطير,
هل يهجر النخلة الطير في الفجر ؟
(أشرعة الرز أعناقنا في
الرياح الجنوبية ....)
الصبية الشاحبون المهازيل يكتشفون
المدينة و النارَ ، هل تستفز ابن جودة في
كل واجهة وردة في الزجاج المكيّف ؟
يكبرُ في وجهه الجوعُ ، يكبر في خفق أطماره
القرويُّ المهاجرُ ، في كل حاضرةٍ يرتمي القشُ
في وجهه و العصافيرُ ،هل يذكر السروُ
منحنياً فوقَ قبر ابن جودة طفلين في
النخل يحتطبان ؟

حسْب الشيخ جعفر