Saturday, December 13, 2008

يوميات رجل حالم 17



حلمت حلماً كان فيه شعورين قويين جداً، هما حسد السعداء و الحنين، كان هناك مشهداً أنظر فيه إلى بائع في محل بقالة، أنظر إليه و أراقبه و هو يضحك مع الزبائن و العاملين معه بالمحل، كان ابن صاحب البقالة، أنظر إليه مستغرباً كيف استطاع أن يكون سعيداً هكذا، و أن يضحك هكذا، رغم أنني غالباً أفضل منه في الخلفية الاجتماعية و الثقافية، و تخيلت خلفية حياته، من كونه الولد البكر المدلل الذي سيرث مهنة أبوه، الكل يحبونه، يشعر بالانتماء، لا حاجة إليه للهروب من شيء، سعيد هكذا
مشهد آخر كان فيه أختي (ن) و أمي، كانت أمي ممسكة بحقيبة قديمة، أقلبتها و ألقت بمحتوياتها على الأرض، نظهرت إلى المحتويات فوجدتها أدوات زينة قديمة من أحمر شفاه و بعض دبابيس الشعر، و لعب مكعبات و عربات صغيرة، نظرت إلى الأشياء المبعثرة برهة ثم اعتصرني حنين مؤلم، تذكرت هذه الأشياء جيداً، حينما كنا نلعب بها أنا و أختي، و تذكرت هذه الأيام، و أبها برغم رتابتها و تفاهتها إلا أنني كنت سعيداً، و شعرت أن هذا الإحساس لن يعود أبداً، شعرت بحزن شديد

Monday, July 07, 2008

Saturday, June 28, 2008


لقد سمعت تعليقات عدة عن الفيلم "الريس عمر حرب" قبل أن أراه، مثل (فيلم سطحي)، (فيلم قليل الأدب)، (فيلم مشاهد السكس فيه متقدمة يا معلم، ثثثثثث)، و تعليق آخر من سائق تاكسي :(فيلم متخلف)، و بالطبع كان يجب أن أشاهد الفيلم لأن (خالد يوسف) برغم ما يقال عنه، و برغم أنني لست من معجبيه، يستحق مشاهدة أفلامه، كما أنني أملك الكثير من أوقات الفراغ

حينما رأيت الأفيش وجدت إسم (قصة و سيناريو: هاني فوزي)، هنا تغير حماسي كله من صفر إلى عشرة، نظراً لأنني أحببته جداً منذ فيلم (بحب السيما)، طابعه السوداوي القوطي هذا، و اهتمامه بالإنسان كعالم أكثر من اهتماته بالمحيط الخارجي كعالم، كما أن الموسيقى كانت لـ(راجح داوود) و هذا حماس آخر

كان ما سمعته عن الفيلم و ما رأيته شيئا آخر تماماً، قصة الفيلم جيدة جداً، كانت رمزية في مجملها، و تلميحاتها واضحة للعيان ( وفي بعض الأحيان ساذجة بعض الشيء) و أعتبر من الغباء أن لا ينتبه من يشاهد الفيلم لهذه التلميحات

فشخصية خالد صالح (الريس عمر) كان يرمز للإله، فهو رئيس الكازينو (الدنيا (؟))، الذي يقال عنه الأساطير و الحكاوي، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة، و الذي يتحكم في كل شيء و أي شيء، و يترك أتباعه الموظفين يتحركون ظانين أنهم يتحركون كما يشاءون، و لكنهم في الأصل يتحركون كما يشاء هو، ثم يأتي بعد ذلك العقاب الرادع ، لعلهم يكونون عبرة لمن يعتبر، و تقطر من بين شفتيه الحكمة دائماَ، و لا يخرج منه العيب

ثم هاني سلامة (خالد) الذي يعمل في الكازينو حباً في الكازينو، و يعتبر أنها (متعة) كما قال، و يبتعد عنه خطيبته و ذويه و أصدقائه لأنه يعمل في كازينو فبالتالي ماله حرام، و يعيش وحيداً يحلم كوابيساً عن الترك و النبذ، و تنجذب له امرأتان جميلتان (سمية الخشاب و غادة عبد الرازق)، ثم يعجب خالد بشخصية (الريس عمر)، فيحاول أن يقلده و يتخذ منه قدوة في قدرته على التحكم في الرولات و في الأرقام و قوته و سيطرته

و ينجذب (الريس) لخالد، لأنه توسم فيه الموهبة، فهو مختلف عن باقي الناس الذين يفضلون أن يعيشوا في قطيع، لأنهم يخافون الوحدة و الموت، و الفناء دون أن يذكرهم أحد، و يكرهون من يُتوسم فيه التميز لأنهم يخافون الاختلاف، و هذا ما قاله (الريس) لخالد و أضاف قائلاً : ( أنا بلعب على جزء الخوف في كل بني آدم، عشان هو اتخلق خالد .... بس بيموت)، فخالد يرمز لآدم (النبي) الذي اصطفاه الريس عمر : أنا كان لازم أقسي عليك في الأول.... عشان أشوف معدنك

ثم في آخر الأمر عجز خالد عن التمرد على (الريس)، ويكتشف أن كل ما ظن أنه حادثاً بإرادته كان في آخر الأمر هو إرادة (الريس)، الذي قرر أن يتخذه كإبن، حاضنا إياه بمعزة قائلا: (إبني)

أغلب محتوى الفيلم رموز دينية و فلسفية واضحة جداَ، في إطار سيناريو عميق، و جيد الصنع

و هنا جاء دور خالد يوسف في قولبة الفيلم داخل قالب تجاري (حبشتكناتي) يتحدث عن الكازينو و الريس المجرم الجبار و المزز و الفتى الغلبان الضائع في كل هذا، ليستنكر الناس قائلون (ما هذا الفيلم المنحرف، ما ما مياااا)، بيد أن مشاهد الجنس لم يكن بالكثرة التي تجعله محور الفيلم، و هذا ما يثبت أن (الناس هايجانة و لامؤاخذة و اتلمخت في الآهات و البزاز) فلم يستطعوا التركيز في باقي الفيلم

هناك مآخذ بالطبع منها بعض تأثيرات الجرافيك الساذجة (جدا جدا)، منها مشاهد كوابيس خالد و لمعان عين (الريس) كأنه الجني، كانت أشبه بالكرتون، و هذا لا يليق بقصة الفيلم بتاتاً

و هناك تخمينات أخرى أضفتها مثل أن شخصية سمية الخشاب (حبيبة) كانت (حواء) التي أحبت فعلا خالد و لكنها في آخر الأمر أصبحت من ضمن المتآمرين عليه لأنها لم تستطع مخالفة أوامر الريس عمر حرب

و شخصية (غادة عبد الرازق) هى الأنثى الشريرة آكلة الأولاد (ليليث)، بالطبع لا أستطيع القول أنها تخمينات صحيحة أم لا

المهم أنني سعدت لأن هناك فيلم يظهر في موسم الصيف و يكون مثيراً للإهتمام و جيد الصنع بعيداً عن بلاوي (السينما الهادفة) الكبرى (صفة للبلاوي)، بعد أفلام هنيدي و و ، و آخره فيلم (كباريه)

و بالطبع موسيقى راجح داوود، رائعة جداً

جودة الممثلين تنازلياً : خالد صالح، غادة عبد الرازق، بهجت الجبوري، سمية الخشاب، هاني سلامة

Thursday, May 08, 2008





في ليالي أرقي (الكثيرة نسبيا)، أتقلب فيها على السرير آملاً أن أجد وضعاً مريحاً للنوم دون جدوى، أنام على جانبي فأشعر بكتفي يلتوي، أنام موجهاً وجهي للسقف فيوجعني ظهري، أنام على بطني فأحتار أين أضع ذراعي، حتى أنني أحاول التذكر في أي وضع كنت أنام من قبل

تحتشد الأفكار في رأسي في خمول و سكون، ككرات بولينج فاشلة ثقيلة... بطيئة، تتخبط ببعضها و تطفو ذكرياتي السيئة - و لا أدري لماذا السيئة فقط- حتى أسمع من الخارج الأدعيات و الموشحات من المساجد المجاورة تعلن اقتراب آذان الفجر، ساعتها أبدأ أنا أيضاً موشحاتي الخاصة مع الله، و من جلساتي الروحانية (؟) التي جاءت بفضل الأرق، استجمعت قناعاتي الخاصة و معتقداتي عن (الله)، رغم أنني إلى الآن لا أستطيع الجزم بوجوده، و لكن أن أؤمن بوجوده فهذا مريح، أشعر بذبذبات هدهده من كل النواحي، شيء يتخلل الجو، و لقد فكرت، ما الضير حتى لو كان هذا من نسج الخيال؟ طالما أن هذه الهدهدات تريحني، كما أن (الله)، يسمع كل هذا، و يفهم كل شيء، و لا يتكلم أو يرد على سوى عبر الأثير، برقة، بهدوء

نعم، لقد سئمت الكلام، حتى الحكيم منه صار لا يفيد

أعلم أنني حمقاء، لو سمعت نصيحة و علمت أنني مخطئة، فسأفضل خطيئتي الخاصة، لأنها تنتمي إلىّ، و سأتقبل ساعتها النتيجة بصدر رحب، إذاً ما أحتاجه ليس الحكيم العالم ببواطن الأمور و أسرارها، فقط الهدوء، الرأفة، التفهم، الرحمة ... و هكذا أسبح في مناجاة أشبه بالهمس، و أظل أقول هلاوس ما بين النوم و اليقظة على غرار: يالله، لقد هرب زبائنك، مخلوقاتك في هذه الأرض التعسة، أراهن أن من تمنوا لو لم يولدوا أبداً قد يبلغون ثلاثة أرباع ما خلقتهم من أبناء آدم، و لم يوجد كل هذا الألم إذن ؟ لكي نتعلم؟ نزداد حكمة ؟ و إذا ازددنا حكمة، ماذا نفعل بكل هذه الحكم و الدروس المستفادة؟ أنعلمها لذرياتنا على سبيل المثال ؟ أنت تعلم يا الله أن المأساة تتكرر، و أن لا أحد يتجنب أخطاء السابقين، إذاً، لم كل هذا؟ لماذا يا الله؟

ساعتها أفكر أن هذه الأرض أشبه بكافتريا في دولة اشتراكية راديكالية، كافتريا رتيبة و مملة، لا لون لها و لا شكل معين، و لا يوجد سواها أو سوى أشباهها في هذا البلد، و الناس مجبرون على الجلوس عليها، حتى لو لم يردوا ذلك، لماذا؟ لأنهم يجب عليهم أن يستمتعوا بوقتهم في هذه الكافتريا، بل و أن يشكروا نعمة الدولة التي أتعمت عليهم هذه النعمة و هذا الشرف العظيم، ثم يُطردون منها حين عدم الحاجة، لأن هناك أناس آخرون قد أتوا، و حان وقت استبدالهم بالجديد
مجبورون أن يدخلونها، ومجبورون أن يخرجوا منها




فكرت إذا كنت أكره العالم، و أكره الله، و لكني لا أكره العالم و لا أكره الله، حتى و أنا أسأل عن لماذا كل هذا، فذلك ليس باستنكار، هو مجرد تعجب من لا منطقية و عبثية ما تبدو بها الأشياء، و بما أنني أحتاج إلى وجود الله بجانبي، لأنني بدونه سأظل معلقة وحدي و أجن حتماً، فهو يؤنسني أحيانا، كما أنه يهمس برقة دون إسداء نصائح لا طائل لها

الإنسان عموما، منذ القدم، كان في حاجة إلى وجود إله أو قوة عليا أثيرية، أو شيء من هذا القبيل، طالما كان يثير حنقي تلك النزعة الزجاجية الضعيفة، كيان الإنسان كله من الممكن أن يكون مهدداً لمجرد الإحساس بالوحدة، أو الخوف، أو اللاانتماء، كما في حالات السكيزوفرينيا حينما يتخيل فيها الشخص إنساناً يتحدث إليه طوال الوقت، و يؤمن إيمانا تاماً بوجوده، فقط كان يريد أن يسمع له أحد، حتى و لو كان من نسج الخيال

لذلك أعتبر الإيمان بعدم وجود أي شيء شجاعة و قوة لا حدود لها

أخيرا أتى النعاس ..... تصبحون على خير

.....................

Niko Pirosmani.(Feast in a Gazebo) & (Woman with a Mug of Beer). Oil on oilcloth

Monday, April 28, 2008

خدعوني و عبئوا لي أحلام في زجاجات، صرت أتشبث بها مخافة الفقد، لا أسطيع الحراك
صرت بلا يدين، فهل لي بأحد يقطع لي يدين ؟

Tuesday, April 22, 2008

Imagine there's no heaven,
It's easy if you try,
No hell below us,
Above us only sky,
Imagine all the peopleliving for today...

Imagine there's no countries,
It isn't hard to do,
Nothing to kill or die for,
No religion too,
Imagine all the people living life in peace...

You may say Im a dreamer,
but Im not the only one,
I hope some day you'll join us,
and the world will be as one.
Imagine all the peopleSharing all the world...

You may say Im a dreamer,
but Im not the only one,
I hope some day you'll join us,
And the world will live as one.

Imagine no possessions,
I wonder if you can,
No need for greed or hunger,
A brotherhood of man,
Imagine all the people Sharing all the world...
You may say Im a dreamer,
but Im not the only one,
I hope some day you'll join us,
And the world will live as one.

Imagine - A perfect cicrle

Friday, March 14, 2008

يوميات رجل حالم 16


بدأت (م) الحكي في الحلم الثاتي:
الحلم الثاني غريب بعض الشيء ... ههه، نعم أغرب من الحلم الأول أعتقد .. أنت تعلم أن لي صديقة مقربة جدا ..نعم (ن)، كانت معي في الحلم.
كنا قد اتفقنا معاً أن نغادر كوكب (الأرض)، و كنا قد اعددنا الكبسولة الشفافة التي تسعنا نحن الاثنين بالكاد كي نسافر بها إلى كوكب المريخ، و حينما انطلقت الكبسولة بنا كنا فرحين جداً، شغوفين لأن نرى أرض جديدة، سماء جديدة، شمس جديدة، سنعيش حياتين بدلا من حياة واحدة، ثم بدأنا في مطارحة الغرام، نعم ... لا تبدأ في الضحك.. حسنا، أنا أكره الرجال و لكن ليس عندي ميول مثلية.. يا أهبل ..همم، نعم كنت مستمتعة، كنت ألعق مثلثها ووجهها ينظر لي و الكبسولة تشف عن سماء سوداء مرصعة بآلاف النجوم اللامعة، كان المنظر جميلاً ...ههه،
كنت تتمنى أن تكون مكاني ؟


المهم أننا وصلنا المريخ، كانت تبدو كما رأيتها في المجلات، التراب البني المشوب بالحمرة يملأ بصرنا على مرمى الطريق، السماء أيضا محمرة، و الشمس بعيدة مائلة إلى الزرقة.. كانت مقبرة ساحرة، رأينا أناس ينقلون أشياء، يذهبون و يجيئون، كانوا متربين بادي الفقر و الإرهاق، دققنا فيهم النظر فوجدناهم مصريين، أدركنا أنهم قد نقلوا الكادحين من كوكب الأرض إلى هذا الكوكب كي يبدأوا فيها حياة جديدة و أمل جديد، نظرنا ساعتها إلى بعضنا و لم نقل شيئاً، فقط أتذكر أنني كنت فاتحة عيني نصف فتحة محاولة تفادي التراب الذي تحمله الريح، و عقلي لا يعمل كالماء الراكد ... كعادتي في حالات اليأس الضجرة.