حلمت حلماً منذ فترة...لم أكتبه إلي الآن، غالباً لأنني أتذكره بوضوح، و لأنه كان قصيراً و بسيط الملامح... مثل الألوان الابتدائية
كنت سائراً لوحدي، أرتدي قميصاً أبيضاً و بنطلون جينز أزرق، كنت بادي العدائية أرمق الناس يمينا و يسارا، يقول أصحابي أنني ألوي فمي دائماً احتقارا، و لكنني لا احتقر أحداً، و لا ألوي فمي، كانت هناك فتاة من الجيران أراها كثيراً في الصباح، دائما كانت تلوي فمها حينما تنظر لي .. ظننت أنها تحتقرني أو شيئاً من هذا القبيل، و لكني اكتشفت بعد فترة أنها هكذا، أدركت ذلك و أنا أراها تمشي خارجة من الشارع الضيق القذر كل يوم ...تعدل طرحتها و تنظر إلي كل شيء في قرف واضح و متعمد، كأن هذا جدار عازل ما.. كانت منفرة إلي حد كبير، و هكذا كنت في الحلم، منفراً
كنت في الحلم أذهب إلى بار معين، كل يوم.. بابه زجاجي ثقيل أضغط عليه بشدة و لا أعتاده، أجلس علي طاولة يسهل منها مراقبة البشر حولي، لا شيء يميز البار سوي أنه يعج بالأطفال، لا يعمل الطفل منهم كساقي أو نادل، و لكنهم كانوا ندماء للزبائن، من المفترض أنهم أطفال يتميزون بالعبقرية أو الذكاء الحاد، يحوم الواحد منهم في المنطقة حتى يناديه أحدهم، و يتحدث معه عن كل شيء، و لا يحتار في إجابة شيء، رأيت طفل أشقر صغير يتكلم عن فلسفة أرسطو، يعقد حاجبيه ككهل أرهقه الفكر و يتحدث (لبلب)، و كان الجالسون إما مندهشين أو معجبين أو ضاحكين أو ساخرين أو سكرانين غير منتبهين ... فقط يرون شيئاً ظريفاً، لم أحاول مناداة أي طفل منهم في الحلم، كنت أكتفي بأن أشاهد إيماءاتهم و حركاتهم التي لا تمت بصلة للأطفال، و رغم ذلك أجسادهم تفضح عجز الطفولة المسجونين بداخله، كانت هناك طفلة تسترعي انتباهي، صغيرة كالعادة ..شعرها بني طويل، تلبس جورباً طويلاً أبيض اللون و فستان طفولي بني اللون، تبدو هشة مثل غزل البنات، وجهها جامد بلا تعبيرات، ذكرتني بالدراويش الهائمين علي وجوههم، كانت تبدو مثلهم بعينيها المفتوحتين علي وسعيهما، تنظر إلي لا شيء، و لا ترد علي أي أحد من الزبائن و لكن تأتي حسب رغبتها إلي من تريد، تقول له قولاُ مثل النبوءة، جملة أو جملتين، توحي لك بالغموض و الخطورة، وجدتها مسلية للمراقبة
ذهبت اليوم التالي، جالسا في نفس المقعد و بنفس الملابس، وجدت الطفلة إياها تقترب مني و لكن بحذر و تقول لي : (سوف تحصل علي ما تريد، و لكن بصعوبة)، كدت أسألها عما أريد و لكن عدلت عن ذلك، لم تكن تنظر لي في الحقيقة، كأنني زجاج أو كأنها تنظر لشخص ما خلفي، و لكني أومأت لها علي سبيل الشكر
قمت من الحلم بمزاج رائق، قالت أنني سأحصل علي ما أريد، برغم أن رغباتي مشوشة إلي حد ما، سأجلس في مرة أدون ما أريده في الحياة، ربما صلت إلي مرحلة ما من الخوف في أن أريد خشية الفقد، شعرت بالإهانة
تمنيت لو أن هناك بار كهذا، برغم من انه لو كان واقعاً ربما كان سينقلب إلي دعارة للأطفال، و لكني كنت سأجلب طفلاً منهم، أجلسه أمامي، أسأله عن أشياء كثيرة دون إدعاء الفهم... هو سيجيبني علي كل شيء، لأنه ذكي، و لأنه طفل، و لأنني سأصدقه.. فحينئذ أكون سكرانا، لا أخاف أن أسمع من أحد منهم الجواب
كنت في الحلم أذهب إلى بار معين، كل يوم.. بابه زجاجي ثقيل أضغط عليه بشدة و لا أعتاده، أجلس علي طاولة يسهل منها مراقبة البشر حولي، لا شيء يميز البار سوي أنه يعج بالأطفال، لا يعمل الطفل منهم كساقي أو نادل، و لكنهم كانوا ندماء للزبائن، من المفترض أنهم أطفال يتميزون بالعبقرية أو الذكاء الحاد، يحوم الواحد منهم في المنطقة حتى يناديه أحدهم، و يتحدث معه عن كل شيء، و لا يحتار في إجابة شيء، رأيت طفل أشقر صغير يتكلم عن فلسفة أرسطو، يعقد حاجبيه ككهل أرهقه الفكر و يتحدث (لبلب)، و كان الجالسون إما مندهشين أو معجبين أو ضاحكين أو ساخرين أو سكرانين غير منتبهين ... فقط يرون شيئاً ظريفاً، لم أحاول مناداة أي طفل منهم في الحلم، كنت أكتفي بأن أشاهد إيماءاتهم و حركاتهم التي لا تمت بصلة للأطفال، و رغم ذلك أجسادهم تفضح عجز الطفولة المسجونين بداخله، كانت هناك طفلة تسترعي انتباهي، صغيرة كالعادة ..شعرها بني طويل، تلبس جورباً طويلاً أبيض اللون و فستان طفولي بني اللون، تبدو هشة مثل غزل البنات، وجهها جامد بلا تعبيرات، ذكرتني بالدراويش الهائمين علي وجوههم، كانت تبدو مثلهم بعينيها المفتوحتين علي وسعيهما، تنظر إلي لا شيء، و لا ترد علي أي أحد من الزبائن و لكن تأتي حسب رغبتها إلي من تريد، تقول له قولاُ مثل النبوءة، جملة أو جملتين، توحي لك بالغموض و الخطورة، وجدتها مسلية للمراقبة
ذهبت اليوم التالي، جالسا في نفس المقعد و بنفس الملابس، وجدت الطفلة إياها تقترب مني و لكن بحذر و تقول لي : (سوف تحصل علي ما تريد، و لكن بصعوبة)، كدت أسألها عما أريد و لكن عدلت عن ذلك، لم تكن تنظر لي في الحقيقة، كأنني زجاج أو كأنها تنظر لشخص ما خلفي، و لكني أومأت لها علي سبيل الشكر
قمت من الحلم بمزاج رائق، قالت أنني سأحصل علي ما أريد، برغم أن رغباتي مشوشة إلي حد ما، سأجلس في مرة أدون ما أريده في الحياة، ربما صلت إلي مرحلة ما من الخوف في أن أريد خشية الفقد، شعرت بالإهانة
تمنيت لو أن هناك بار كهذا، برغم من انه لو كان واقعاً ربما كان سينقلب إلي دعارة للأطفال، و لكني كنت سأجلب طفلاً منهم، أجلسه أمامي، أسأله عن أشياء كثيرة دون إدعاء الفهم... هو سيجيبني علي كل شيء، لأنه ذكي، و لأنه طفل، و لأنني سأصدقه.. فحينئذ أكون سكرانا، لا أخاف أن أسمع من أحد منهم الجواب