Tuesday, November 24, 2009

الدخان

الدخان قصة قصيرة عن فتى اعتاد (أو أدمن؟) تعاطي الحشيش كل ليلة فصار له ندمائه الخياليون يستأنس بهم ويستأنسوا به، وصار منها حبيبة له تجالسه في كل مكان، حتى بدأت تقتحمع في ساعات نهاره، وأصبحت هذه الخيالات لها دور مهم في تكوينه النفسي والمادي، حيث يعلم في قرارة نفسه أن ما يراه من خيالات هو خيال، والباقي هو الواقع. فإذا اختفى الخيال الذي يتساند به صار كل شيء (خلطبيبطه) بالنسبة له، لا يدري أين هو الواقع وأين هو الخيال، تطير منه الحقائق كالدخان ولا يستطيع الإمساك بها، حاجته إلى لخيال أصبحت ماسة لإثبات وجوده في الواقع، كحاجة أرقام وبيانات كثيرة إلى جدول (يلمه).
لماذا صار كيانه هشا هكذا؟؟ الروتين، بحثه المضني عن الجديد الغير موجود وعمره المنقضي في العبث اليومي صار يقلقه بشدة، فقرر بداخله بمنطق طفولي أن هذا الواقع ليس هو بواقع، المشاهد المتكررة الذي يراها كفيلم معاد، في المواصلات، في الشارع، في الشركة، في عيادات الأطباء، يريد أن يعيشها كخيال حتى يصبح الواقع لعبة مسلية قابلة أن تعاش، ولذلك فتح الأبواب لهلاوسه تقتحمه في كل الأوقات، كيان هش يستند على دعامات هشة


.