كنت أفكر بلاسبب معين وأنا أمشي بطريق ما (وهى عامة أكثر الأوقات التي تتزاحم الأفكار فيها بداخلي)، أن كل الحروب، والمعاناة، والتهام الكبير الصغير، وانعدام الرحمة، وكل هذا الكلام الذي صار مثل الملح والفلفل، ليس سببها في الحقيقة هو الجشع أو الطمع، أو الجبروت لا... هى صفة متأصلة أكثر من هذه الصفات، أعتقد أنه في نهاية المطاف هو الخوف، غريزة البقاء وعدم الفناء في صورتها النقية، فالإنسان -على سبيل المثال- حينما يشعر أن الموت قريب منه جداً، وأنه يمكن انقاذ نفسه شرط أن يقتل من بجانبه، أعتقد وقتها أنه سيفعل ذلك دون تردد، وقتها لن يهم كل الكلام عن الأخلاقيات والدين، والتضحية، كل هذا لن يهم في سبيل أن ينجو بنفسه، و حينما يزداد القوي قوة، والجبار جبروت، يدرك أنه لا هناك رجعة لما فعله، ولما قرره، و أنه يجب أن يستمر في هذا الطريق الذي بدأه لأن خيار التراجع هو خيار صعب جداً، و لا يقوى عليه أحد حتى القوي، نعم..هو خوف من الفناء الذي يحرك معظم طموحاتنا و رغباتنا في آخر الأمر، من يريد طفل يحمل اسمه، من يريد أن يكون عالماً، رساماً، زعيماً لو فكر المرء بإمعان عما سيحدث له بعد سنين، لن يدري شيء، وحينئذ سيغمره خوف ووحدة قاتلة، ولذلك عندما يستيقظ اليوم الآخر، يكون مستعداً لأي شيء كي يقتل هذا الخوف، كي يصبح الأقوى، وبالتالي يبعد الخطر عنه
No comments:
Post a Comment