Thursday, September 08, 2005

اخترنااك...اخترناك....


اليوم يوم الإانتخابات... قلت ذلك لنفسي و داء التفاؤل يدفعني إلي حالة من الحماس
اندفعت إلي التليفون لكي أدعو جميع أصدقائي الأجلاء إلي التصويت معي ضد مبارك، والردود كانت مبشرة بحق :
-لا ، أنا مش مقتنعة بأي حد ، و بعدين انتخابات إيه و نيلة إيه يا بنتي ، كبرييييي
-لا ، أنا هنتخب مبارك مع بابا ، نور إيه اللي بتقولي عليه دا ، دا عيل !!

المهم ، انتهي الأمر بي إلي صديقتي (ر) و أختي ، و بما ان أختي العزيزة لم تجد بطاقتها الشخصية ، فأصبحنا اثنين ، و ماله! كده أخف !!
ذهبنا إلي الدائرة التابعة لمنطقتنا ، رأينا رجلا في منتصف العمر، رحّب بنا و قال من ستنتخبون ؟
يا حبة عيني (ر) اتزحلقت من لسانها و قالت : أيمن نور
هنا اكفهر وجه الراجل و نظر لنا شذرا ( في إيه يا عم الحج ) قائلا أن لا هناك كشوفات و لا انتخابات و لا يحزنون و أخذ يلوح بيده ( زي الأهبل ) بأن نعود أدراجنا
و بعد ابتعادنا قليلا سمعنا صوت شريط كاسيت يدوي من المكان
(اخترنااااك اخترناااااااك )

-ر: ابن ال.......، دا أكيد حزب وطني
- يا لا يابنتي ، سيبك ... تعالي ندور في حتة تانية
ذهبنا- و كلنا أمل- نبدأ المشوار في اللف علي المدارس
ذهبنا لمدرسة (ن) : لا ، انتو مش هنا خالص
- يا عم هو احنا لسه بصينا علي أي كشف
- انتو معاكو بطاقة إنتخابية ؟
- لأ
-يبقي روّحوا أحسن
-مش قالو ان من مواليد 82-86 مسموح يتنخبوا بالبطاقة الشخصية ؟
-لأ، دا في التليفزيون بس
-!؟
-احنا هنا في أرض الواقع
استغربت- حقا – من هذا الرجل و من كلامه الفانتازيكي ( وإن كان مش فانتازيكي أوي)
-هي مالها الناس عاملة كده ليه يا (ر) ؟
-جايز مغيرين صنف الحشيش

و من مدرسة (ن) إلي مدرسة (ف) إلي مدرسة (ع)...و دوووخة
الساعة التاسعة ليلا ، آه خلاص هنروح فين تاني ، (ر) تلح عليّ بالعودة و أخذت تلعن سلسفيل أبو الديمقراطية و سلسفيل أيمن نور، و قلت لها :
- تعالي نرجع تاني المكان اللي بدأنا بيه ، و لو لقينا الراجل إياه نتخانق معاه و نخش عافية
و ذهبنا الي مدرسة (ك ) المكان الذي بدأنا منه و الذي طُردنا منه شر طردة
-ايه دا !! ايه الزحمة دي كلها ؟ دي كلها ستات جاية تنتخب ؟!
-لا و ايه الست أم حسن بتاعة الخضار هنا كمان
-يا شيخة !

و طوابير و زعيق و خنقة و زق من هنا و من هنا
و الساعة العاشرة إلا ربع، نادي الشرطي بهلول
-خلاااص!! قفلنا ، الانتخابات خلصت ! مع السلامة !!
-لأاااااا
مستحيل !! بعد الهوجة دي كلها و المرمطة دي أرجع بخفي حنين !؟ لااااا
و رويدا رويدا اختفت الزحمة نهائيا ، و لم يبق إلا القليل ، منهم رجال الشرطة الأفاضل و بعض النساء بالداخل ينتخبون
ر : أرجوووك احنا عايزين ندخل ، احنا دايخين من الصبح عشان ننتخب
الشرطي : انتو هتنتخبوا مين؟
أنا و(ر) : مبارك طبعا !!
الشرطي : مممم ، يعني هي مسألة مبدأ بالنسبة لكم ؟
أنا و (ر) : أيوه صح صح!
الشرطي : طب خلاص ، ادخلو !
هيييييه ، أخيرا ! و حينما دخلنا الحجرة فاجأنا الرجل الذي رأيناه في أول المطاف بطلعته البهيّة و الذي كان السبب في حيرتنا من أول اليوم ، و قال بمنتهي البجاحة :
- إيه دا !! ايه اللي دخّل الإتنين دول هنا !! إحنا خلّصنا خلاص !
هنا انفجر كاوتش في مخي و انفجرت صائحة :
- هما اللي دخلونا من برّه و انت مال أهلك انت !!
و صاحت (ر) متشجعة : أيوه ! انت عايز مننا حاجة دلوقتي ؟
سكت الرجل كاظما غيظه للداخل و مضي مبتعدا ، صحيح ! مش بيجوا بالذوق أبدا
ختمنا الختمة ، و علّمنا ، و خلّصناااا
لا تتصوروا كم الفرح الذي شعرنا به ، بالطبع أصواتنا ( الكحيانة ) لن تؤثر بقليل حتي ، و لكن أدركنا أن الإصرار علي فعل شيء ما يغير بالتأكيد من أمور كثيرة
عدنا إلي البيت ، و أدركنا بعد ذلك أن الكثيرين من أمثالنا لم يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم
و تحيا الديمقراطية ، بيب بيب !!
(اخترناااك اخترناااك )
..................................
....................
........

7 comments:

Nour said...

عزيزتي سديم

أولا أحب أحييكي على إصرارك و ثباتك على مبدأك والله برافو عليكي بجد..

*مش تريقة والله*

أنا بقى يا ستي عملت حاجة قبل الإنتخابات عشان أوفر الكلام ده و أنا كنت عارفة إن محدش يوم الإنتخابات هيبقى فاضي لحد أصلا

رحت القسم طلعت البطاقة قبل الإنتخابات ب 3 أيام.. بما إني من مواليد 85 اللي طالعالهم أوتوماتيك
و الحمد لله إنتخبت بيها

----------

زي ما قلتلك في تعليقي عالبوست اللي فات فرحني قوي إن شباب قدنا و أصغر رايحين و عايزين يعملوا حاجة بجد..

و بالنسبة للأصدقاء "المنفضين" و "المكبرين" فلستِ وحدك من تعانين منهم..

**
لا تتصوروا كم الفرح الذي شعرنا به ، بالطبع أصواتنا ( الكحيانة ) لن تؤثر بقليل حتي ، و لكن أدركنا أن الإصرار علي فعل شيء ما يغير بالتأكيد من أمور كثيرة
**

أحبك أما تجيبي من الآخر ;)

mindonna said...

شكرا يا نوور علي تشجيعك
أنا برده من مواليد 85 علي فكرة
و حكاية العيال المكبرين دول ففعلا هما في كل حتة و أكيد مش هيتعدوا أبدا من كترهم
علي فكرة أنا مش سديييم:)

Mr-Biboooo said...

ايه يا حماعة من انتخبت بالبطاقة الشخصية فى لجنة الوافدين عادى جدا

بس اتبعت التعليمات

كن واثقا من نفسك كان ابوك هو امين الحزب الوطنى فى منطقتك

انت رايح تتنتخب مبارك وده فى حالة لو حد سألك

اكسب صداقة كل الناس اللى حواليك

ما علينا مخلاص فعلا
اخترناااااااك اخترنااااااااااااااااااااااااااااك

Ahmed Shokeir said...

برافووو عليكوا
تخيلوا لو المنفضيين دوول كانوا عملوا زيكوا ..مش كان زمان النتيجه حاجه تانيه

بصراحه برافو

ايــــــــــــــــــوب said...

وانتو ا برضو كل تلاتين سنة وانتو طيبيبن

ألِف said...

حكايتك ظريفة فعلا.
فكرت تبلغي عن التجاوزات التي شهديتها؟

mindonna said...

يا ألف أنا لو كنت بلّغت عن ( التجاوزات ) دي كنت أنا اللي هتحاسب مش همّا !! :)