Thursday, September 01, 2005

الموضوع الذي أثاره ألف عن (المؤمن المصلحجي ) ، ذكرني بموضوع طريف تناقشت فيه مع زميل هو أن أصل الأشياء كلها هي المصلحة الشخصية (أو فلسفة المتعة)
فالمؤمن حينما يصلي أو يتعبد في مكان عام، ربما يقصد بها الرياء و ربما لا يقصد
و المؤمن حينما يصلي في مكان منغلق، حتما يريد من الله جنة الخلد و النجاة من جهنم و بئس المصير
و لكن ماذا لو لم يرد كل هذا ،و كان يتعبد اٍلي الله (كده هو) و لم يرد منه الجنة أو الجهنم ،و لكن حبا اٍلي الله و تقربا اٍليه
أليس هذا من ضمن ( المصلحة الشخصية ) أيضا ؟
فهو يريد بذلك الوصول اٍلي مرحلة بالغة من الايمان لا يصل اٍليها اٍلا المتعبد المتأمل و المخلص في عبادته و يطمع في الحكمة التي لا يصل اٍليها إلا هؤلاء الأشخاص
فكما قال متعبد صوفي من العصر الاسلامي ( و كان فقيرا معدما و له هيئة الدراويش ) بما معناه : لو علم الخليفة ما وصلت له من المتعة ، لحاربني عليها!!
و بالتالي كله يندرج تحت قائمة فلسفة المتعة
و لكن لا يشترط بالمصلحة الشخصية أنها شر
فحتي نواميس الكون و الطبيعة تقوم علي تبادل المصالح لمن يتأمل فيها ، و بذلك نصل لاستنتاج أن المصلحة الشخصية ليس فيها أي نوع من الأنانية أو السوء ،و لكن هذا حقك !! أليس كذلك
أما المصلحة القائمة علي سلب حقوق الآخرين، فذاك بالتأكيد خروج عن حدود المصلحة الشخصية إلي الأنانية و سلب حقوق الآخرين
أما عن من يتلو القرآن في المواصلات العامة، فبما أن كل طرق العبادة تؤدي إلي ( المصلحة الشخصية ) فلا ضير أنه يقرأ في المواصلات
أليس هو كمن يقرأ رواية و قصة أو أي كتاب يفيد بها الوقت الضائع في المواصلات العامة
و حتي لو قلنا أنه (مرائي ) فما أدراك ؟ فدع المخلوق لخالقه ، و هو سيتولي شأنه بعد حين
...و بس كده

12 comments:

ألِف said...

يا هانم رأيك على عيننا و راسنا.

لكن فكرتك معناها أنه دائما سيكون هناك طبقة عازلة تفصل ما بين الظاهر و الباطن من نفس *المؤمن*…نفاق؟

الفارق فقط، حسب كلامك، هو النسبة بين سمك القشرة (الرياء) إلى اللب (الحقيقة).

حسب فهمي أنا أن المؤمن لا فرق عنده بين ما يعتقد في أعماقه و ما يفعل في ظاهره، لأن عقيدته هي نفسها مصلحته و هي نفسها متعته، من دون وسائل وسيطة. (يعني توصلي بالمخ بس، من غير إيدين ;)

و أيضا حسب فهمي أنا أن المفروض أن التعبد ليس لقضاء الوقت الضائع.

الاعتراض الأساسي ليس على من يقرأ، لكن على من يصر أن يُسمع الآخرين في الأوتوبيس أو المحل أو الزاوية، و على من تنظر شذرا لجارتها التي لا تردد ورائها.

أنا كنت فاكر أني المعنى ذا وضح في كلامي!

و أخيرا أنا كنت أعبر عن وجهة نظري الشخصية في كيفية التعبد التي أفضلها.
دعيني مخلوقا للخالق :)

mindonna said...

انا عارفة انك كنت تقصد علي الناس اللي يعدوا يسمعوااللي حواليهم , و دايما بتحس انهم مزعجين و مرائين
هما صحيح بيزعجوني , بس أنا بحس أن كل واحد بيعبر عن تدينه بطريقته يعني
حتي الست اللي تعد تقول أدعية في المواصلات و تودش بيها دماغ الخلق فهي تقصد بشكل من الأشكال انها تنشر حاجة خير و بالتالي تاخد حسنات أكتر
و الوقت الضائع علي فكرة عمره ما كان تافه ،بالعكس دا غالي جدا لأنها صفحة تانية بتتقفل من حياتنا ببلاش ، فلما الواحد يستغلها دا معناه أنه حاسس بقيمة اللي بيعملو ساعتها (و يعدين هي مش كلها أوقات و لا ايه ؟)

Ghada said...

على رأيك يا مايندونا..... وهو يعني اللي قاعد في وسط البرية يصلي- رغم جلال ونقاء المشهد ظاهرياً - هل فعله يخلو حقاً من المصلحه؟؟؟
ألا يفعل ذلك مثلاً لاستجداء متعة روحانية؟

ألم تشبه يا ألف الصلاة بالجنس؟؟؟
ففي الاثنين -رغم تعدد أهدافهما- استجداء للمتعة. وفي ذلك بالتأكيد مصلحة

من الصعب أن نجد فعلاً ليس فيه شائبة مصلحة.... وأعتقد أن مايندونا تعترض عن كون قراءة المسلم مصحفاً في الأتوبيس هي فقط التعبير عن المصلحة، ففي كل أفعالنا مصلحة

لكني أعتقد أن ما يفعله مسلم حين يقرأ قرآناً بصوت عالي، أو أدعية، هو شيء من الاستعلاء،كالذي يجاهر بالحسنة يعطيها للفقير ولسان حاله يقول "أنا خير أنا تقي وأنتم لا"
المجاهرة بالعبادة أصلاً ليست من الفضيلة في شيء.
أمال ليه الأنبياء والصوفية ليهم "خلوة" ويروحوا الجبال يتعبدوا؟ حتى تنتفي شبهة الرياء
ويخلو الحبيب بحبيبه بقى!

Ghada said...
This comment has been removed by a blog administrator.
mindonna said...

يا سلام يا غادة ، فسرتي اللي كان نفسي أقوله
شكرا :)

R said...

أولاً كلّ عام وأنتِ بخير بمناسبة الإسراء والمعراج.

ثانياً،
ـ"فهو يريد بذلك الوصول اٍلي مرحلة بالغة من الايمان لا يصل اٍليها اٍلا المتعبد المتأمل و المخلص في عبادته و يطمع في الحكمة التي لا يصل اٍليها إلا هؤلاء الأشخاص"

أعتقد من الصعب الحكم في هذا. من الصعب الحُكم على نيّة المتعبد المتأمل، ولا سيّما هذا الذي قد يصل إلى مرحلة من العمق يفقد فيها الشعور بالزمان والمكان والمتعة والمصلحة راغباً عن أيّ شيء سوى ترك ذاته كقشّة تحركها مشيئة الله.

المصلحة والمتعة قد يكونان "طُعماً" يبدأ وراءهما المبتدئ طمعاً في بعض المنفعة، لكنّ الله يجذبه بعد ذلك من الشاطئ إلى عمق بحارٍ لا توصف؛ ومن الصعب على سُكّان الشواطئ رؤية السابحين في الأعماق والحكم على نواياهم. كذلك فمن الصعب على العائد من عمق البحر أن يشرح لسكّان الشواطئ، بل حتّى أن يستوعب هو نفسه ما كان فيه.
لذلك أعتقد أنّنا اتّفقنا جميعاً أن نترك نوايا الناس في حالها، لكن عليهم مراعاة جيرانهم في المواصلات.
لا خلاف في ذلك، مش كده؟

mindonna said...

يا سلاام دكتور راء بيعلق عندي ،نورت البلوج :)
شكرا كل سنة و انت طيب
هو كلامك منطقي و صح يا دوك و الله ، ممكن الواحد بيبدأ في التركيز في عبادة الله لمجرد المتعة ،بس بعد كده بتكون النية خالصة جدا من أي حاجة
بس للأسف الحالة دي مش بتدوم كتير، و الواحد مش عايز يدي حجج واهية بأنه يقول مشاغل الحياة والكلام ده
بس أتمني حتي أوصل لدرجة من الايمان معتدلة بس تدوم علي الأقل :)

Ghada said...

وهل ياترى راء عائد من العمق؟ كلامك عن الله دايماً يحسسني بكده

Ahmed Shokeir said...

يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى .. أروح أقرأ فى القرافه ولا لأ
وأقرأ فى سرى ولاأسمع اللى حواليا
ورحمه ونور على الجميع

mindonna said...

هي هي هي
يا شوكيير الاستنتاج الأخير يعني انك انت روح اتعبد و صلي في أي حتة انت عايزها بس خد بالك من انك تزعج الناس اللي حواليك لحسن تلاقي واحد بيدعي عليك و انت مش عارف:)
و متنساش النية الحلوة

R said...

ـ"وهل ياترى راء عائد من العمق؟ كلامك عن الله دايماً يحسسني بكده"

قال أنتوني دى ميللو (أحد كتّابي ومعلميّ المفضّلين الذين لم أرهم) في حديث عن الوعي أو اليقظة
awareness
إنّها حالة كالنوم: لا تدرك أنّك وصلت إليها إلاّ حين تخرج منها، وبالتالي قد لا تستطيع وصفها...
ـ

Ghada said...

يا د. انت أثرت فضولي جداً، جداً تجاه أنتوني دي ميللو، أنا بفكر أنزل أقلب المكتبات كلها علشان كتبه، فيه كتاب ترشحه؟

لم تجاوب بالنفي أو الإيجاب لكن إجابتك واضحة... وأنا لم أطلب وصفها، رغم أن قول أنتوني دي ميللو هو في حد ذاته وصف ممتاز... أليس كذلك

ربما وصفها بكلماتنا القليلة يبتذلها