Thursday, November 10, 2005

تداعيات دق الطبول


لقد قرأت مساء أمس رواية دق الطبول
تتناول هذه الرواية تجربة غربة رجل مصري في دولة من دول النفط و التي سماها الكاتب (( الإمارة)) و نعت الأجانب من العاملين أمثاله ب ((المستخدمين ))
برغم أن الرواية تتناول موضوعاً واقعياً جداً إلا أن الطابع الفاتنازيكي يغلب علي الرواية كأنك تري الأحداث في عالم من الحلم بعيد عن الواقع
بطل الرواية المغترب هو الراوي ، و علي حسب إفتراضي الإنسان الذي يعاني من الغربة غالبا تغلب عليه الخيالات و الحلم كنوع من الهروب ، و مع ازدياد إحساس كونه غريب ربما يصل به إلي مرحلة من التبلد
و هذا ما حدث مع الراوي -البطل- فهو كان في معظم الأحوال يتلقي الأمور بحيادية و جمود شديدين ، حتي أنه كان يفكر في البرود الذي ينتابه حينما يري سيقان بنات مخدومه ، بأن أجسام النساء لم تعد تثيره ،و أنه قد تعود علي ذلك
و كان يقلقه مما سيحدث إذا عاد إلي امرأته و لم تستطع أن تثيره ، و لكن بعد عودته لم تجرالأمور كما كان يخاف أن تحدث
ربما هو عاد كما كان لأنه عاد إلي أرضه التي اعتادها فلم يكن مضطراً إلي أن يكون متبلداً كي يتجنب ألم الإحساس بالغربة و الوحدة
و بما أنه راوي الحكاية ، فالأحداث كلها من منظوره هو ، و التي كانت تتسم بالخواء ، يحكي عن العاملين معه في القصر من الفلبينيين و الباكستانيات و العاملة المصرية التعسة التي تسكن بالجوار
يحكي عن ذلك كله كأنه شريط سينمائي خالي من أي انفعال و صوت
و بذلك علي ما أعتقد قد نجح الكاتب في التعبير ببراعة عن نفسية الغريب
إسم دق الطبول ربما يعبر بها عن إيقاع الحياة التي تكسب الإنسان معني و طعم لدنياه ، و التي افتقدها الراوي في غربته
في الحقيقة اندمجت جدا مع الرواية ، لأنني رأيت شبه ما بيني و بينه
نفس الشرود و الحيادية ، برغم أنني لا أعيش في غربة
و برغم أنني لا أعلم لي أهلاً ولا أصحاب أو أحباب سوي في مصر ، بيد أني مؤمنة أن هؤلاء لا يمكنهم في كثير من الأحيان ملء الفجوة السوداء التي لا يعرف المرء كنهها أبداً
ربما ينتاب هذا الشعور مع الأنذال أمثالي فقط
كثيرا ما أكتشف المسافة الشاسعة بين واقعي الذي أعيشه و بين ما أفكر به و أعيشه بداخلي ، و أدرك ان من المستحيل الرجوع إلي الواقع فلا يبقي أمامي سوي التجاهل أو التجنب
علي أية حال ...أحب أغنية ( بلاد طيبة ) لمحمد منير و أنوشك برغم أنني لا أؤمن بالوطنية
و أخاف أن يقتلني الحنين إلي الصحبة حينما أحصل علي الوحدة المنشودة
حسناً ..متي تكف هذه النفس المتقلبة عن إزعاجي ؟
بالمناسبة ..كاتب الرواية ( محمد البساطي ) أحببت كل ما قرأت له حتي الآن

14 comments:

Ahmed Shokeir said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Ahmed Shokeir said...

أعتقد إن المعنى اللى إكتشفتيه وعبر عنه الراوي أقرب مايكون إلى الدقة ..فعلا حالات كتيرة بتصاب بتبلد للمشاعر .. من واقع الغربة أو نقدر نسميها الإغتراب
حتى زى ماإنتي بتقولى بيكون كأنه شريط سينمائي خالى من أى إنفعال .. وهو ده قمة التبلد

أحمد said...

احببتى كل ما قرأتيه للبساطى

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

دا الراجل لو عرف ممكن يصدق نفسه و يعتبر نفسه كاتب بجد ،

هاهاهاه

المهم طبعا احنا ع طول مختلفين يا مندونا

انا شخصيا شايف البساطى كاتب نص كم بيصر دائماً انه يفسد روايته
هو بيبدأ العمل كويس جدا
و بعدين يفسده

انا في رأى البساطى كاتب غبي

ربيع said...

طبعا ابليس رأيه في الأدب عكس الدنيا كلها
و لما حد يعارضه بيتنرفز و يكشر
دق الطبول موش اجمل حاجه كتبها ، الخالدية كانت جميلة ، و القصص القصيرة اللي قبل كده كانت أجمل بس دق الطبول المستوى قل فيها أوي
مشكلتي مع محمد البساطي أني بانسى أحداث رواياته بسرعه ، مافيش حاجة بتستنى في دماغي خالص

mindonna said...

شوكير : كلمة الإغتراب معبرة أكتر من كلمة الغربة فعلا

هو انت يا إبليس كل الكتاب عندك أغبياء و لا إيه
و لا البوست اللي حكمت فيها مرة واحدة علي الأدباء العرب كلهم انهم بيمارسوا عُهر الأفكار
في منهم كتير كده صحيح بس مش الكل
أمال مين اللي مش غبي عندك ؟
و لو محمد البساطي عنده نسبة غباء مش لازم دا يخليه غبي كليا
أعذرني بس حكمك علي الأشياء غير ناضج يا إبليس :p
اوعي تتنرفز أو تكشر(علي رأي سبرينج)

سبرينج : هو أكيد الخالدية أحسن
و مجموعة القصص القصيرة القديمة بتاعته مستواها الأدبي أحسن من دق الطبول بالنسبة لي
بس اللي لفت نظري ان تصرفاتي بتشبه تصرفات البطل كتير فحبيت أكتب عنها بس

AZ said...

والله جايز يكون الكاتب كويس بس معرفش ليه حسيتها من نوعيه الروايات اللى برميها قبل ماخلص تالت صفحه

Mist said...

:)
ماقريتش الرواية..
بس أنا مأجلة البساطي إلى حين اخر..
كان في ورشة عنه والمفروض اقرأ له..من أول نمت على اول صفحتين بجد..وبقيت كام يوم انام واصحى عليها من غير نفس اقراها..
بصراحة من بعدها باتردد قبل مااقرأ له..
بس ممكن اجرب اما يبقى عندي طاقة..

Michel Hanna said...

فيه رواية لإبراهيم عبد المجيد بتتكلم عن نفس الموضوع. الرواية من أروع وأجمل ما قرأت واسمها (البلدة الأخرى).
بس عبد المجيد بيكتب بطريقة أكثر صراحة، فالبلدة هي السعودية، وبرضه بيحكي بأسلوب محايد وصراحة مطلقة.

Michel Hanna said...

استكمال:
أتفق مع إبليس في عدم حب البساطي.
رغم أنني لم أقرأ شيئا للبساطي لأنني لا أستطيع إكمال قرءة ما يكتب! يمكن ما باستسيغش أسلوبه.
جربي إبراهيم عبد المجيد وشوفي الفرق بنفسك (زي الإعلانات!).

mindonna said...

كلكو عليّا و لا اييييه

:)لا بهذر
خلاص ، كل واحد حر
إي زي و سديم و ميشيل كلهم اتفقوا ان محمد البساطي ممل و رواياته غير قابلة للتكملة إلي النهاية

بس يا ميشيل انا اعتقد ان البساطي قال ((الإمارة))مش عشان التمويه او حاجة ، انا اعتقدت انه بكده بيدي طابع خيالي

هجرب اقرا تاني لابراهيم عبد المجيد
لا أحد ينام في الإسكندرية بحس انها رواية دسمة ، دا اللي بحسوا فيها
بس مش عشان هي طويلة

Anonymous said...

سلام
ميندونا اريد الرواية كهدية
حتى اتمكن من ابداء رايي فيها

Hany Mihanny said...

مش عارف بس بضم صوتي مش اكتر
جايز ازمتي مع البساطي انه كاتب عادي وديه مشكله انه جه في جيل اصلان وعبد المجيد و جبريل ومستجاب
لكن انا معجب بفردوس
افتكر انها تحولت لفيلم اسمه علي ما افتكر الشرف
:-)

mindonna said...

يا سلام يا جماعة أقولوكو ايه بس
انتو فعلا حببتوني في الراجل البساطي ده جدا

دا كله مدح عليه!!؟
شكرا يا يحي انت و احمد

ريحان : يسعدني أن أرسل لك الكتاب ، و لكن إذا قررت أن أهديك كتاب فمن الأفضل ان أهديك رواية أحسن من دق الطبول ، لأنها رواية قصيرة و بسيطة في مجملها
واخاف أن تصاب بالإحباط منها و لا تكملها إلي النهاية مثلهم:)

من تفضل من الكتاب المصريين ؟

Anonymous said...

I have been looking for sites like this for a long time. Thank you! Acyclovir acetaminophen adult chickenpox seroquel used for children Baby backpack carriers http://www.stylussofas.info/phoenix-sofas-for-sale.html Country and answering machine mac and texas holdem and download