Saturday, December 31, 2005
Monday, December 19, 2005
رسالة إلي أمي العزيزة
لقد كنت أقلب في يومياتي المريضة القديمة منذ أيام وهي مسلية جداً لأن معظم ما كتبته أصبح منسياً في عقلي فأستعيد غضبي القديم علي أشياء صارت الآن من الأشياء التي تضحكني ،و أثناء التصفح وجدت هذه الرسالة وقد نسيت أمرها تماماً ، ربما أكون كتبتها بعد مشاجرة مع أمي ، تبسمت في بعض المواضع ، حيث كنت ساخطة و حزينة علي أشياء كنت أفعلها و أفكر فيها ، و الآن أصبحت من روتينيات حياتي و حقائق عادية
تري هل أزداد عقلاً أم أزداد تبلداً ؟
أنا آسفة يا أمي ..يبدو أن هذه الجملة ستلازمني طوال حياتي ، آسفة علي كل شيء ، لقد أحببتك كثيراً ،و مازلت أحبك ، و لكن لا أدري لماذا دائماً قصص الحب لديّ تكون فاشلة دائماً ، ينتهي مثل مغناطيسان من نفس القطب يتنافران مهما حاولت التقريب بينهما ، حاولت أن أتفق معك كثيراً ، ربما لو قلت لك ذلك ستندهشين و تشيحين بوجهك من الغضب مثل كل مرة ، و لكنني فعلا حاولت علي قدر استطاعتي
و ليس فقط معك يا أماه ، مع جميع الناس و مع كل شيء تحبينه ، كنت أستعجب من نفسي كثيراً ، و أتساءل من هو المخطئ أنا أم الناس ؟ و لماذا نفسي مليئة بكل هذه النقمة و الإزدرداء ؟ و قلت أنا المخطئة ، و حاولت السير في طريق صوابك و لكني عجزت و لم أستطع و لن أستطيع ، ليتك تحبينني كما أنا ، أكذب عليك كثيراً..نعم ، لا أقول لك أنني أرتاد الكافيتريات .نعم ، لم أقل لك أنني عاودت التدخين مرة أخري بعد أن وعدتك أنني لن أدخن مرة أخري ..نعم ،و لا أقول لك ...مهلاً ..هذا صعب ، صعب أن تتقبل أم مثل أمي إبنة كهذه
ليتني كنت فتاة مطيعة ، مريحة لا تفكر و لا تلقي التساؤلات ، لا تحب الخروج كثيراً ، تشغل حياتها بالتلفزيون المصري القميء و متابعة أخبار النجوم التافهة من حين لآخر و تنفق مالها في انتقاء أدوات الزينة ..بالتأكيد كنت سأصبح في عداد السعداء
أتدرين يا أمي ؟ ،الآباء و الأمهات يلدون أطفالاً ، بالتأكيد سيكونون مصدر اهتمامهم ، و سيعتنون بهم ،هذا شيء منطقي،و الإخوان يحبون بعضهم البعض ، ربما من اقتناعنا بأن هذه الأشياء بديهية و منطقية قد ننسي أن نبذل مجهوداً في حب أقرب الناس إلينا ..نعم..قد ننسي ذلك ، لقد نسيتي يا أمي أن تحبينني ، ولا أقول هذه و أنا باكية أو واقفة علي خشبة مسرح لكي أؤدي (مونولوج)لمأساة إبنة ضائعة ، هناك وقائع أمور لا نحب سردها كثيراً ،وهاهنا أحاول أن أبلع الحقائق بقليل من النكهات
أنت تخافين عليّ ..لا أعتقد ..أنت تخافين من نظرة الناس من خلالي ،دائما لا تنظرين لي كأنني زجاج بلا لون ، لماذا أهدرتي حياتك الغالية من أجل تفاهات الناس ؟
لقد أحببتك لأنك طيبة و ابتسامتك الحزينة المتعبة هو ما يثلج صدري و أعتقد أن كل شخص في نظري يمكن أن يكون قذراً ماعداك ، لا تغضبي منّي ، أحاول إرضائك بالأكاذيب ، هذا ما استطعت فعله ، حاولت أن أكون من عداد السعداء و لكني عجزت ..سامحني الله
وبما أنني لا أريد أن أثقل عليك و لا أريد أن أصيبك بمزيد من الإرتفاع في ضغط دمك ، فلن أعطي لك هذه الرسالة أبداً ..ليتني كنت كما أردتي
Thursday, December 15, 2005
يوتوبيا مخيفة
Monday, December 12, 2005
كوكا
وتصبح المعلمة (كوكب) ، ذات ذراعين ممتلئتين مثل ممن يقولون عنهن (خرساء الأساور)،و يديها الكبيرتين الخشنتين تنمان عن طيبة قلب مغلفة بقسوة و خشونة من أجل ضرورات الحياة ، تتمني من حين لآخر لو كانت امرأة وديعة تستقر في بيتها مستكينة وراء ظل زوجها و سعيدة بأطفالها مستريحة من العناء ،بيد أنها مستمتعة نوعاً بهذه القوة ، و برجالها (أو أنصاف رجالها أياً كان)الذين يثقون فيها ويطيعونها
كانت تعتقد بشكل ما أنها لن تستطيع إكمال هذا العمل الذكوري ، وأنها ستسقط حتما في يوم ما ، و لكن يبدو أن الحياة
أحياناً تدفع المرء إلي إخراج ما لم يكن في الحسبان من داخله ، تفكر المعلمة (كوكب) في فلسفة الحياة و هي تدخن الشيشة الصباحية في استمتاع و تقذف بالشتائم في ود هنا وهناك...ربما تنجب المعلمة (كوكا) ابناً قوياً مثلها ، ستحاول أن تعلمه،ولكنه سيكره التعليم و الدراسة والتقيد ، وسيميل إلي حب التشرد...
Monday, December 05, 2005
*أولادكم سهام حية
جميل جميل ..ماهو غرض الإنسان أصلا من الإنجاب ؟ كثير من الأقوال هاهنا :
-أخاف من الوحدة
-التوريث
أنتم الأقواس و أولادكم سهام حية* قد رمت بها الحياة عن أقواسكم
Thursday, December 01, 2005
كتاب قديم
و بالرغم من عدم حبي للشعر كثيراً إلا أن الديوان كان جميلاً ،و قد كانت القصائد مكتوبة بإسلوب مميز حيث تتكرر بعض الجمل في أماكن متفرقة من القصيدة فتعطي طابعاً ما حزيناً
أثناء قرائتي للكتاب وجدت صورة لفتاة جميلة تنظر للكاميرا بهدوء ، و من الواضح أنها كانت صورة جماعية و قد قصقص الصورة شخص ما كي لا تبدو إلا هذه الفتاة ، انتابني إحساس بالحبور كأني وجدت كنز من الكنوز و كأني علمت بسر خطير ،و ظللت عاكفة أنظر إلي الصورة و أعطي الإحتمالات :
-الفتاة قصت الصورة و دستها في الكتاب
-شاب ما كان يحب هذه الفتاة فدسها هناك (و خاصة أن الصورة كانت بين صفحات قصيدة يجلس فيها الشاعر مع حبيبته في الحانة )
و بالطبع رجحت الإحتمال الثاني ببلاهة و تسائلت تري هل نجحت العلاقة بينهما ؟أم أن الأمر باء بالفشل ؟ أم أنه لم يكن هناك علاقة بينهما و هو في الحقيقة مجرد رجل مختل يحب جمع صور الفتيات ؟ و لماذا يهمني كل هذا علي أية حال ؟!
الكتب القديمة لها سحرها الخاص بأوراقها الصفراء ذات الرائحة المميزة ، تتناقلها الأيادي من شخص لآخر،و أتخيل المسافة التي قطعتها هذه الكتب لكي تصل إليّ ، و خاصة لو كتب تم طبعها و أنا لم أولد بعد
في ليلة العيد هل يقرأ السرو منحنيا ، فوق وجه بن جودة
طفلين في النخل يحتطبان ، اهدئي عند جرفك أيتها الموجة ، القروي المهاجر
يبتل في وجهه السرو في ليلة العيد يلتفّ إمرأةً من قري القش
توقد نيرانها تحت قدر نحاسية ،حين يلتهب الرقصُ تنتشر النار في وجهه
و الدخان القديم
القري ترتدي الطير,
هل يهجر النخلة الطير في الفجر ؟
(أشرعة الرز أعناقنا في
الرياح الجنوبية ....)
الصبية الشاحبون المهازيل يكتشفون
المدينة و النارَ ، هل تستفز ابن جودة في
كل واجهة وردة في الزجاج المكيّف ؟
يكبرُ في وجهه الجوعُ ، يكبر في خفق أطماره
القرويُّ المهاجرُ ، في كل حاضرةٍ يرتمي القشُ
في وجهه و العصافيرُ ،هل يذكر السروُ
منحنياً فوقَ قبر ابن جودة طفلين في
النخل يحتطبان ؟
حسْب الشيخ جعفر