Friday, December 07, 2007
Thursday, November 15, 2007
حلمت بفتاة قصيرة بيضاء، طرية الجلد مثل الأطفال، مع كدمات في رجليها، صامتة طوال الوقت، انفعالاتها بداخلها لا تبديها، و لكن فتاها كان يدركها بشكل ما، هى ليست بلامبالية، و لكن كانت فاقدة القدرة على التعبير، مثلاً حينما تعبر عن سعادتها و شغفها بشيء ما، يجد الفتى عينيها و قد جحظتا، و يخرج الكلام بسرعة من شفتيها، و تعوض عن بعض الكلام بإشارات عدة بجسدها، كأن هناك خطب ما، أما في حالات الحزن و الجزع فلا تصدر أي انفعال من أي نوع، ربما يرى الفتى اختلاجة خاطفة بالجانب الأيسر من شفتيها، أو جفنيها، هى رغم كل شيء كان سهل التعامل معها، لأنها لم تكن تفضل الانعزال، فقط لا تستطيع التعبير
كانت تسكن في بيت على حافة جرف يؤدي إلى بحر أزرق قاتم، كانت تخاف دائما من وضعية بيتها، تقول لفتاها أن أية هزة أرضية أو تصدع سيؤدي إلى سقوط البيت
كان فتاها دائما بجانبها، كانت تحبه و هو يحبها، و لكن بما أنها فاقدة القدرة على التعبير فكانت لا تستطيع أن تبدي حبها له بطريقة واضحة، و لكنه فهم بشكل ما أنها تحبه، و هي كانت تدرك أنه يحبها، فاتفقا على أن يظلا معاً، و كان من الجلي أنه يخجل من التعبير عن عواطفه، بأن يقول أحبك، أو أن يحضنها، أو أن يقبلها، رغم أنها كانت لا تمانع أية بادرة منه، فأصبح هو أيضاً دائم الصمت مثلها
كانت للفتاة عائلة ... و لكن لم يظهر أحد من العائلة أبداً في الحلم، و حينما تكون في البيت تنظر دائما من الشرفة المطلة على البحر، و يكون بجانبها الفتى ينظر هو أيضاً إلى البحر، الفتي كان يتحدث عن كارئة ما ستقع في هذا البلد ، سيأتي من يعتدي عليها قريباً، و أنه سيجئ من ناحية البحر و أنهما لن يسلما منه سوى بالهروب، وقال أيضاً أن لا أحد يعلم بذلك، أو أنهم يعلمون و يتظاهرون بأنهم لا يعلمون، اتفقا على الهروب معاً
و في موقف تالي، بينما كانا واقفين في شرفة بيتها، جاءت طائرات وسفن تطلق صواريخ و قنابل في كل الإتجاهات، و رأوا بيوتاً من بعيد على طول حافة الجرف تنهار، كانت الفتاة تتابع ذلك في صمت، نظرت إلى الفتى كأنها تسأله عما سيفعلانه الآن، قال لها بأنه لا مهرب سوى البحر، وأنهما سوف يقفزان الآن و يسبحان حتى يصلا إلى شاطئ مواجه آخر، بعيداً عن هذا المكان، قفز الفتى من البلكونة، و ارتطم بسطح الماء محدثاً دوياً عاليا، كانا في الدورالثالث من العمارة، والجرف لم يكن عالي الارتفاع، ظهر رأس الفتي على سطح الماء أخيراً و أشار للفتاة كي تقفز، فقامت بتسلق سور الرشفة و قفزت، شعرت أنها تسقط، لم تشعر بهذا الشعور من قبل، كأنها تنسحب أو شيء ما يسحبها، أحست بالفزع و النعاس في نفس الوقت، تساءلت متى ستصل لسطح الماء، وصلت أخيراً و غاصت بداخل الماء، كانت قد شعرت بالنعاس بالفعل، فاستغرقت وقتا حتى تستعيد أوصالها الحركة، حتى غاص الفتى وراءها كي يساعدها على الطفو، ظلت تلهث محاولة أن تبعد وجهها عن الماء طالبة للهواء، ثم بعد فترة أشار لها الفتى كي يبدأوا السباحة نحو الشاطئ الآخر
ظلوا يسبحوا فترة طويلة و يستريحوا بين الحين و الآخر حتى وصلوا إلى الشاطيء المواجه، كان الشاطئ مليئا بالكثير من القمامات في كل صوب، و يبدو من المنظر أنهم قاموا بتوزيعها في أجزاء متفرقة حتى لا تتراكم ككتلة واحدة، أو ربما هى أمواج البحر و اتجاهات الريح قد رتبتها على ذلك النحو، و كانت هناك مصانع قريبة من الشاطئ، لأن المياه كانت لونها رصاصية، و في أجزاء أخرى بنية، كانا ينظران إلى عواميد من الدخان تنتشر في الأفق، نظر الفتى إلى الفتاة كي يطمئن عليها، نظرت إليه بعينين متفتحتين واضحتين، كانت في أحسن حال
سارا نحو الشاطئ ببطء، المكان صامت و خالي من البشر، كانت هناك بيوتاً بدائية منخفضة، اتجها إلى شارع جانبي ضيق أشبه بالشوارع الأثرية، البيوت قديمة تحيطها أشجار سميكة و ضخمة تتشابك لتصنع سقفاً يتخلله أشعة الشمس، تباطأت الفتاة كي ترى البيوت بإمعان، وقف الفتى ينتظرها، لاحظ أن شيء ما قد تغير قليلاً في وجهها، كانت عيناها تلمعان و مبتسمتان، جفل لحظة لابتسامتها، أشارت إلى سور بيت مفتوح، و قالت له أن المكان خلاب من الداخل، وجدت رجلين أجنبيين شقر الملامح، كان المكان اثريا، رأت سلما لولبيا متخذاً جذع الشجر عموداً له، كانت هناك لافتة ملتصقة على جذع الشجر، كتب عليها أن هذا البيت ملك للأشوريين، رجعت إلى الفتى الذي كان منتظراً عند مدخل البيت الخشبي، حكت له ما رأته، زم شفتيه قليلاً علامة الفهم أو الاستغراب، ثم مضيا في الطريق
واضح بعد ذلك أن فترة من الوقت قد مر بهما ... بضعة أسابيع، أو شهور ربما....وجدوا لأنفسهم كهفاً حجريا يطل على البحر، خاليا من الساكنين ، و المنطقة بأكملها كانت خالية من البشر سوى بعض السائحين أو السابحين على الشاطئ، كانا يتغذان على السمك حيث الفتى يذهب إلى الصيد و الفتاة تعد عدة الشواء، كان هناك تحسن واضح في تعابير وجهها، صارت تستطيع أن تبتسم، و أن تتساءل.. و أن تضحك و أن تتضايق، و بالرغم من أن الفتى لم يعتد على هذا الأمر كثيراً، إلا أنه كان سعيداً بهذا التحسن، بيد أنه لا يدري إذا كان هذا تحسناً أم لا ...هى مازالت صامتة لا تتكلم تقريباً، كانت تحب أن تتمشى في الشارع الضيق الذي سارت فيه هى و الفتى لأول مرة منذ وصلا إلى هذا الساحل، و تلح على الفتى كثيراُ كي يذهب معها، قد وجد الفتى عملاً يشتغل به في هذا المكان، صار يلبس القميص الأبيض و الكارافات، وصارت هى تشرد كثيراً، كان يعلم أنها تتساءل عن مصير بيتها
مرت سنون كثيرة و هما في هذا المكان، لأن السنين كانت بادية على وجه الفتاة و هى واقفة على نفس الشاطئ الذي وصلت إليه هى و الفتى، أدركت في الحلم أنها انفصلت عن الفتى و انفصل عنها، صار يعيش في مكان آخر، و صارت هى تعيش مع شخص آخر، كانت واقفة على الرمل و أمامها القمامات مرتبة على أكوام متفرقة كعادتها، الجو كان بارداً و ملبداً بالغيوم، و هى تنظر في صمت إلى لاشيء، تظن أنها قد وصلت إلى بيتها، و أنه مازال واقفا على حافة الجرف، آملة أن أهل بيتها قد يكونون قلقين على غيابها، ابتسمت، لاحظت اختلاجة خاطفة في عينيها اليسرى، بدأت ترقص، لم ترقص من قبل، أخذت تحرك يديها و رجليها، تحاول أن تحنى بطنها و وسطيها، لم تشعر بالعجز الذي شعرت به من قبل، شهرت أنها تغلبت على عدم قدرتها على التعبير، رأت فتاة أسيوية و رجلا زنجيا ينظران إليها، ابتسمت لهما لاهثة، بعد برهة كانا يرقصان معها، صاروا فوق سطح الماء يركلون القمامة و يرقصون رقصات مضحكة، سقطت على سطح الماء، ظلت في وضعها و المرأة الأسيوية و الرجل الزنجي مازالا يرقصان، كانت القمامة تأتي على وجهها مع الأمواج، حاولت تفاديها و لكنها لم تستطع، و هى لا تريد أن تقوم، صرخت في استهجان في آخر الأمر، قامت و رقصت مرة أخرى، و قد زاد عدد الراقصين، انتهى الرقص و ذهبت إلى بيتها التي تسكنه مع رجلها الجديد، كان بيتاً صغيراً من البيوت الموجودة على الشاطئ و التي تحب تصميمها
كان الفتى -الذي صار رجلاً-يرتاد مقهى معينا في المنطقة كل يوم، قد صار زبونا فيها منذ زمن بعيد، كان قد خف شعره، و ارتدى العوينات، يتكلم بصوت عال و يبالغ في انفعالاته، كأنه يطمئن نفسه بذلك أنه حي يرزق، خرج من المقهى سكراناً، متجها إلى بيت الفتاة و الذي قد زارها فيه قبل ذلك مرة واحدة، الوقت كان متأخراً، لأن الفتاة اضطربت لدى رؤيته حينما فتحت له الباب، أمسكها من كتفيها و أخذ يهزها بعنف قائلا بأنه سمع أنها ليست على ما يرام، و أن بها وعكة ما، و لذلك قد جاء للاطمئنان عليها، نظرت إليه في دهشة ممزوجة بالقلق عليه، نظرت إلى رجلها الجديد و الذي قد خرج لكي يرى ما الخطب، كان يشبه الفتى حينما كان شاباً .... أو كان هو الفتى
.........................
صاحبة اللوحة
آاااني
Thursday, November 08, 2007
Wednesday, September 12, 2007
المكان مظلم، إظلام تام مع بعض اللطشات الرمادية و الصفراء هنا و هناك، ظلام مريح لا يخيف المرء و لكن يشعره بقليل من الكسل، و قليل من الصمت، و قليل من الكآبة.
اه .. سامية، أنت هنا إذن، آسف لا أستطيع القول أنني قد اشتقت إليك، و لا أستطيع أيضاً أن أتحامل على نفسي و أحييك، لأنني ـ ببساطة ـ فشلت في محاولاتي لمسامحتك على ما وهبتي لي من حكم جميلة عن لا معنى الحب، أستغرب حينما تمرين على خاطري هذه الأيام، إحساس النفور الذي ينتابني هذا، لأنني كنت أحبك، حقاً كنت أحبك، و لكن يبدو أن الحب فعل أحمق لم يفعل بي شيئاً سوى أنه فتح ذراعي و صدري لتقبل إهانات و حماقات من شخص آخر بابتسامة بلهاء و بألم متلذذ أقرب إلى الماسوخية، أندهش من أن كل هذا اندثر بسهولة في ظرف شهر، شهرين، ثلاثة ؟ أربعة... لا تزيد عن أربعة.
شيء تافه فعلاً، و خادع، و بذلك انضم إلى مقتنيات (الخُدعة) الثمينة خاصتي.
هاأنت تقفين على بعد مترين أو ثلاثة، تبدين مستكينة مثلي في هذا الظلام المريح، و أنا أيضاً واقف، غير مسرور على الإطلاق بلقائك، بل متوجس إلى حد ما.
علمت أنك تكتبين في مدونتي....تقتحمين ما أكتبه، أكاد أرى استمتاعك برد فعلي حينما أرى تدويناتك على مدونتي، تدويناتك التي تبدو أذكى من تدويناتي، نسيت أنني قد أعطيت لك كلمة المرور ذات يوم، بينما أنت لم تعط لي يوماً كلمة مرورك الخاصة...، أهنئك على ذكائك، الآن أنا غاضب و مستاء..... و ليس إلى حد ما
اه، تلك الشجرة المقززة، أعرفها، و أعرف أنك أنت التي زرعتها، و أعلم أنك تحبينها، شجرة صنوبر معلقة بها أرانب ميتة، هل هى مصنوعة أم حقيقية يا سامية ؟ تبدو حقيقية بالنسبة لي،و إلا لماذا هى دامية و متآكلة هكذا ؟.... الآن أنا في حالة حصار محرج.
أشعر بمرارة يا سامية، مرارة حقيقية، الآن أفهم مرارة موظف حكومي أربعيني لا يملك شيئاً و قد ملكته كل شيء، لا يعالج تلك المرارة أي شيء، و قد أصبحت ملطخاً هكذا بدماء الأرانب، يبدو أن جثة ما مازالت فيها بقايا الحياة، تعضني من صدري الأيسر، توجعني و لكنني من شدة التقزز لا أستطيع الحراك، و لا أستطيع أن أمد يدي، لا أرى نفسي و لا أريد أن أراها ... أنت، أيتها الفتاة الطيبة، ماذا ترين ؟ لماذا تنظرين باستغراب ؟ و لماذا أصابك الهلع و أنت تنظرين إلى صدري الأيسر؟ ماذا هنالك ؟ رأس أرنب؟ أم ماذا ؟؟ أرجوك قولي لي.
أفقت من نومي، شاعرا طوال اليوم بألم المعضوض في صدره الأيسر
....................
صاحب اللوحة
Edvard Munch- Blossom of pain -1898
Monday, August 27, 2007
Sunday, August 19, 2007
Monday, August 06, 2007
تذكرت هذه الأيام هذا الطن المضجر، تذكرت أنني عبارة عن كتلة من تراكمات الطفولة و الخلفية الأسرية و مناخ البيئة و ثقافة اللغة و الصدمات و الأحقاد و و و، و أعتقدت لفترة أنني قد تخلصت من كل هذا لأجد أنني عبارة عن مرآة لكل ذلك، بالتأكيد لست أنا وحدي كذلك، فتقريبا كل البشر الذين قابلتهم هكذا، و محاولة الانسلاخ من هذه (التراكمات) تبقى كمحاولات مثيرة للإشفاق أو السخرية
لماذا لا يكون هناك أزرار كي أستطيع التحكم في هذا الطن؟، أريد أن أشعر بكذا (أون)، لا أريد أن أتذكر هذا الآن بل لا أريد تذكره مرة أخرى (أوف)، أريد أن أتكلم بطلاقة (أون)، أريد النوم (أون)، لا أريد أن أشعر هكذا فهذا مؤلم (أوف)، أريد سب هذا (أوننن).... هكذا سأكون شيئا سهلا و سلس التحكم.... لن أشعر بالحيرة بعد ذلك من ردود أفعالي و عن لماذا لم أفعل كذا في الوقت كذا، و لماذا فعلت كيت بالذات في الوقت كيت، و بالتالي لن يشعر المرء بما يسمى حرقة النفس أو سكاكين النفس لأنه سيكون هناك زر أوف لكل هذا
و لكن سيرفع الفنانون و الأدباء مرهفي الحس أيديهم اعتراضاً، و ماذا يبقى لنا لنكتب عنه و نعبر عنه إذا لم يكن هناك معاناة و حزن و لوعة و سكاكين و سنج و مناشير
أقول لهم بحنكة أخرى شديدة أن يكتبوا عن دوافع النفس البشرية لاستعمال الأزرار...هوهوهو
اه...يالها من يوتوبيا حالمة
Monday, July 30, 2007
فبرغم من الجرعة الجنسية العالية للفيلم، إلا أنها خالية من البذاءة، لأنه لا يجلب الجنس كعنصر للبذاءة و الخلاعة الخ الخ ... مثل ما يعتبره معظم الناس كذلك، فهو يعبر عنه كجزء من حياتنا، عنصر من عناصر حياتنا الأساسية ، ملئ بالكثير من الحواس و العواطف، كما أنه وسيلة و ليست غاية، وسيلة لتستكشف به الإنسان و تستكشف به الحياة في حد ذاتها، و تستكشف به نفسك كذلك
الرواية ممتعة جدا، و جديدة جدا، من الأشياء (الطازة) التي تلتهمها و هي طرية ساخنة، مقارنة بالروايات المصرية الأخرى فهي مختلفة ، تتكلم عن طبقة تعيش في مصر و لكنها لا تعرف شيئا عن مصر
أهم ما في الأمر هي انها ذكرتني بشيء ما مفقود، إحساس بوطنية ما، ارتباط ما بالمكان
الكاتب كان وطنيا، كان يحب مصر، و لكن ذلك الحب اليائس الملئ بخيبات الأمل و العجز و في آخر الأمر لن يخفف من هذا الإحباط سوى التخلي عن ذلك الحب
أحيانا كنت أشعر بمثل هذا الإحساس ناحية هذا البلد، إلا أنني غالبا لا أفعل شيئاً ناحيتها
ماهي الوطنية من الأساس، هى تواصل مع المكان بكل مواصفاته، أكله، مشربه، لغته، أهله ... و أحبها دون رفع شعارات الوطنية و الهتافات الزاعقة، أتشربها دون كلام.... و لكن بخلق لحظات مع سريان الوقت و الزمن
فقط الرواية ذكرتني بإحساس كهذا، الوطنية المثيرة للشجن ربما ؟
و لكنني في الأوقات العادية غالبا لا أحبها، أخطط في المستقبل كيف أغادرها، فالحياة قصيرة... لا تستأهل الكفاح في أرض تلفظك من الأساس!
Monday, May 28, 2007
الزوج: هممم، كي تخدع الرجل مثلا؟ (ضحكة صفراء)
الزوجة: بتاتاً
من حكايات فترة (الجينجي) أن كان لا يصح للنسوة إظهار وجوههن الحقيقية
لذلك لا ترى من رسوم نساء هذه الفترة سوى شعورهن السوداء.
مثلما هو عند العرب، تجد من نساءهن من يخفين وجوههن حتى الآن
الزوج: إذاً المكياج نوع آخر من الأقنعة.
الزوجة: هو نوع من التذلل.
الزوج: التذلل؟
الزوجة: المرأة كونها امرأة، كأن ذلك يجعلها لا تملك وجهاً تظهره
..............
انه القناع الذي ترتديه
الزوج: أنت تلعب بالألفاظ
الطبيب: انظر.. كل من بالحانة يحاول أن يسكر
و لكن مهما حاولوا فلن يملكوا حجة الغياب
لأنهم لن يستطيعوا أن يكونوا شخص آخر
و لكن العكس صحيح في حالتك
لا تستطيع أن تكون أحداً
مهما فعلت فأنت تملك حجج للغياب
.............…
الطبيب: ربما أستطيع صناعة الكثير من الأقنعة البشرية
سهلة التركيب و الخلع
أصنع عالماً خالياً من الآباء و بالتالي خالياً من الأخوة
لا يوجد به من يحبك و بالتالي لن تجد من يعاديك
لا تجد الجريمة لأنه لن تجد المجرم من الأساس
إذا كان هناك عالم حر مثل هذا فبالتالي لن تتمنى الحرية
و لن يكون هناك مكان تهرب منه لأنه لا مكان تلجأ إليه
عالم ينصهر فيه الوحدة و الصداقة و يكونان واحداً
و لذلك لن يكون هناك الحاجة إلى الثقة أو الشك أو الإتهام بين الناس
الزوج: إذا كنت فكرت في أمر القناع إلى هذا الحد، لماذا لم تجربه لنفسك؟
الأخت الضغرى : هل ستقبلني ؟
ربما تقوم الحرب غداً
الأخ الأكبر : نعم
...........
الأخت الصغرى : أنا آسفة
Thursday, May 24, 2007
Friday, May 04, 2007
حلمت هذا اليوم بأن مجموعة من العصابات تقوم بإرهاب منطقتنا في البيت القديم، كان من لا يملك سلاحاً في بيته فهو ضائعاً لا محالة، عمارتنا المقابلة لنا تمتلك أسلحة كثيرة، عم (حسين) سائق التاكسي القاطن بها يراقبهم طوال الوقت من الشرفة ممسكاً سلاحاً ضخما يشبه المدفع، حدث ذات مرة إطلاق نار رهيب في سلالم عمارتهم، انتهت بتقهقر العصابة و بفوز عم حسين و المعلمة (كوكا) التي تقطن في الدور الذي يعلو شقة عم حسين، و التي استطاعت جلب الأسلحة بسهولة في ظرف إسبوع، أردت أن تجلب لنا نحن أيضاً، و لكن أمي باردت برفض التعامل مع (مثل هذه الأشكال) علي حد قولها، حيث أن كوكا تاجرة مخدرات، حاولت إقناعها بأننا في حالة طوارئ، و أننا سنموت في وقت لاحق إن لم يكن الآن إذا لم نملك ما ندافع به عن أنفسنا، و لكنها أصرت، و أبي أيضاً.. قال أننا حتى لو متنا فسوف نموت شهداء، لم أدر كيف الموت فطيساً هكذا سيكون استشهاداً
Thursday, April 05, 2007
اختفت إيناس الدغيدي، لم أحاول البحث عنها، ذهبت إلى بيت ياباني، دخلت من الدور الخامس، وجدت في السلالم تحتي جنوداً أميركان يثقبون رأس رجل في الستينات من عمره، أغمضت عيني .. خمنت أنهم سيسلخون جلد رأسه، فتحت عيني فوجدت أنهم قد قطعوا رقبته فقط، فكرت أن الجنود سيصعدون إلى هذا الدور بعد برهة، دخلت شقة.. وجدت فيها امرأة عجوزاً تشاهد التليفزيون، استغربت للسلام البادي على وجهها، قالت لي أنها تنتظر (تاكيشي) حفيدها، فقد جلبت له مقرمشات يابانية من (كيوتو) التي يحبها، و لكنه لم يأت بعد، أخذت معي ما استطعت من هذه المقرمشات و نزلت من السلم الخارجي محاولاً ألا أخمن مصير هذه العجوز.
وجدت مجموعة من المسلمات المنقبات يسرن و يغنين نشيدا ما، ممسكات بآلات حادة و يلوحن بها، اختبأت حتى ذهب هذا المارش العتيد، مرت سنون فيما يبدو، هدأت الفوضى قليلاً، و لكني كنت أشعر أن الأرض ما زالت تفوح برائحة الدماء، كنت بداخل سيارة صغيرة مفتوحة بها فتايان و ثلاث فتيات، ذاهباً إلى بيتي القديم، وجدنا في وسط الطريق مجموعة من الأطفال منكوشي الشعر يضربون في خروف ضخم، كان ينزف، ترجلت من السيارة وحدي، صحت فيهم أن يبتعدوا و أن يعودوا إلى بيوتهم، سكتوا قليلاً و هم ينظرون لي في شراسة لا تليق بملامحهم الصغيرة الناعمة، بدأ واحد منهم في السخرية مني، أخذ يسخر من بنطلوني الأبيض القذر، و طفلة أخرى سخرت من مؤخرتي الضامرة، قذفتهم بشتائم بذيئة و هددتهم بالركل كي يبتعدوا، تأكدت أنهم قد ابتعدوا، رأيت الخروف يكمل طريقه و هو يئن و قد صارت فروته مشوبة بالحمرة، و عدت أنا إلى السيارة.
Tuesday, February 20, 2007
كنت في الحلم أذهب إلى بار معين، كل يوم.. بابه زجاجي ثقيل أضغط عليه بشدة و لا أعتاده، أجلس علي طاولة يسهل منها مراقبة البشر حولي، لا شيء يميز البار سوي أنه يعج بالأطفال، لا يعمل الطفل منهم كساقي أو نادل، و لكنهم كانوا ندماء للزبائن، من المفترض أنهم أطفال يتميزون بالعبقرية أو الذكاء الحاد، يحوم الواحد منهم في المنطقة حتى يناديه أحدهم، و يتحدث معه عن كل شيء، و لا يحتار في إجابة شيء، رأيت طفل أشقر صغير يتكلم عن فلسفة أرسطو، يعقد حاجبيه ككهل أرهقه الفكر و يتحدث (لبلب)، و كان الجالسون إما مندهشين أو معجبين أو ضاحكين أو ساخرين أو سكرانين غير منتبهين ... فقط يرون شيئاً ظريفاً، لم أحاول مناداة أي طفل منهم في الحلم، كنت أكتفي بأن أشاهد إيماءاتهم و حركاتهم التي لا تمت بصلة للأطفال، و رغم ذلك أجسادهم تفضح عجز الطفولة المسجونين بداخله، كانت هناك طفلة تسترعي انتباهي، صغيرة كالعادة ..شعرها بني طويل، تلبس جورباً طويلاً أبيض اللون و فستان طفولي بني اللون، تبدو هشة مثل غزل البنات، وجهها جامد بلا تعبيرات، ذكرتني بالدراويش الهائمين علي وجوههم، كانت تبدو مثلهم بعينيها المفتوحتين علي وسعيهما، تنظر إلي لا شيء، و لا ترد علي أي أحد من الزبائن و لكن تأتي حسب رغبتها إلي من تريد، تقول له قولاُ مثل النبوءة، جملة أو جملتين، توحي لك بالغموض و الخطورة، وجدتها مسلية للمراقبة
ذهبت اليوم التالي، جالسا في نفس المقعد و بنفس الملابس، وجدت الطفلة إياها تقترب مني و لكن بحذر و تقول لي : (سوف تحصل علي ما تريد، و لكن بصعوبة)، كدت أسألها عما أريد و لكن عدلت عن ذلك، لم تكن تنظر لي في الحقيقة، كأنني زجاج أو كأنها تنظر لشخص ما خلفي، و لكني أومأت لها علي سبيل الشكر
قمت من الحلم بمزاج رائق، قالت أنني سأحصل علي ما أريد، برغم أن رغباتي مشوشة إلي حد ما، سأجلس في مرة أدون ما أريده في الحياة، ربما صلت إلي مرحلة ما من الخوف في أن أريد خشية الفقد، شعرت بالإهانة
تمنيت لو أن هناك بار كهذا، برغم من انه لو كان واقعاً ربما كان سينقلب إلي دعارة للأطفال، و لكني كنت سأجلب طفلاً منهم، أجلسه أمامي، أسأله عن أشياء كثيرة دون إدعاء الفهم... هو سيجيبني علي كل شيء، لأنه ذكي، و لأنه طفل، و لأنني سأصدقه.. فحينئذ أكون سكرانا، لا أخاف أن أسمع من أحد منهم الجواب